أخيرا.. الصحة على المسار الصحيح
الخميس - 21 ديسمبر 2017
Thu - 21 Dec 2017
مر عامان كاملان على نشر مقالتي (محاولة لفهم تحديات الصحة) بتاريخ 25/12/2015 والتي وجهت من خلالها رسالة لمعالي وزير الصحة خالد الفالح آنذاك بين سطورها أهم المعوقات الحائلة دون تقدم المجال الصحي في المملكة.
ذلك المقال الذي أعدت توجيهه لمعالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة بعد تاريخ نشره بخمسة أشهر حظي برد من معاليه مشكورا، إلا أن ذلك الرد لم يكن الوحيد، فقد كان الرد الأكثر بلاغة على أرض الواقع. وكمتابع جيد لتوجهات وزارة الصحة منذ أن التحقت بها، فإنني أستطيع أن أقول الآن - منصفا - بأن العربة وضعت على المسار الصحيح أخيرا.
وكما عنون الدكتور توفيق الربيعة صفحته على موقع تويتر بأنه مهتم بالإبداع وإدارة التغيير والتطوير، فإنني أجده أحدث تغييرا إيجابيا في فترة قصيرة جدا، ولعلني أسرد في بقية المقالة ما هو جوهر التغيير الذي تنتهجه وزارة الصحة برأيي.
قبل 2016 كان هناك سؤال تقليدي يدور في أذهاننا، وهو: لماذا لا تتوفر الخدمات الصحية الكافية؟ وهو سؤال مشروع برأيي علما أنه في ظل غياب الوعي الصحي والوقائي لم تكن لتكفي الخدمات الصحية أبدا مهما توسعت.
إلا أن السؤال الإبداعي الذي طرأ على طاولة «الصحة» ليحول منهجية الوزارة نحو الاتجاه الصحيح هو: لماذا يقتصر دورنا على العلاج فقط بعد فوات الأوان؟ وهنا مربط الفرس كما يقول العرب.
إن النماذج الصحية الناجحة حول العالم كان الجزء الأكبر من جهدها وميزانيتها منصبا نحو التوعية والوقاية، لم يكن دورها أبدا انتظار طوابير المرضى بل تقليص أعدادهم كذلك. لم يعد شعار الوقاية خير من العلاج مجرد شعار، فقد بدأت وزارة الصحة بمحاولات ناجحة لتحويله إلى مشروع عمل عبر حملات لا تكاد تهدأ في محاربة السكري والسرطان والضغط، تلك التي تكلفنا الكثير لمعالجتها والقليل جدا للوقاية منها وكبحها.
إن هذا الأسلوب في معالجة المشاكل عبر التوجه لأصولها عبر تفعيل الطب الوقائي وتعزيز الصحة العامة وتغيير أنماط المعيشة غير الصحية والتركيز على نظام الرعاية الصحية الأولية - التي من شأنها معالجة الحالات في بداياتها وتخفيف الضغط على المستشفيات - لم يكن شائعا لدينا، إلا أننا بدأنا بوضع أقدامنا على الطريق الصحيحة. أما النتائج! فالأيام القادمة كفيلة لإثبات نجاح هذا الأسلوب.
ذلك المقال الذي أعدت توجيهه لمعالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة بعد تاريخ نشره بخمسة أشهر حظي برد من معاليه مشكورا، إلا أن ذلك الرد لم يكن الوحيد، فقد كان الرد الأكثر بلاغة على أرض الواقع. وكمتابع جيد لتوجهات وزارة الصحة منذ أن التحقت بها، فإنني أستطيع أن أقول الآن - منصفا - بأن العربة وضعت على المسار الصحيح أخيرا.
وكما عنون الدكتور توفيق الربيعة صفحته على موقع تويتر بأنه مهتم بالإبداع وإدارة التغيير والتطوير، فإنني أجده أحدث تغييرا إيجابيا في فترة قصيرة جدا، ولعلني أسرد في بقية المقالة ما هو جوهر التغيير الذي تنتهجه وزارة الصحة برأيي.
قبل 2016 كان هناك سؤال تقليدي يدور في أذهاننا، وهو: لماذا لا تتوفر الخدمات الصحية الكافية؟ وهو سؤال مشروع برأيي علما أنه في ظل غياب الوعي الصحي والوقائي لم تكن لتكفي الخدمات الصحية أبدا مهما توسعت.
إلا أن السؤال الإبداعي الذي طرأ على طاولة «الصحة» ليحول منهجية الوزارة نحو الاتجاه الصحيح هو: لماذا يقتصر دورنا على العلاج فقط بعد فوات الأوان؟ وهنا مربط الفرس كما يقول العرب.
إن النماذج الصحية الناجحة حول العالم كان الجزء الأكبر من جهدها وميزانيتها منصبا نحو التوعية والوقاية، لم يكن دورها أبدا انتظار طوابير المرضى بل تقليص أعدادهم كذلك. لم يعد شعار الوقاية خير من العلاج مجرد شعار، فقد بدأت وزارة الصحة بمحاولات ناجحة لتحويله إلى مشروع عمل عبر حملات لا تكاد تهدأ في محاربة السكري والسرطان والضغط، تلك التي تكلفنا الكثير لمعالجتها والقليل جدا للوقاية منها وكبحها.
إن هذا الأسلوب في معالجة المشاكل عبر التوجه لأصولها عبر تفعيل الطب الوقائي وتعزيز الصحة العامة وتغيير أنماط المعيشة غير الصحية والتركيز على نظام الرعاية الصحية الأولية - التي من شأنها معالجة الحالات في بداياتها وتخفيف الضغط على المستشفيات - لم يكن شائعا لدينا، إلا أننا بدأنا بوضع أقدامنا على الطريق الصحيحة. أما النتائج! فالأيام القادمة كفيلة لإثبات نجاح هذا الأسلوب.