بعد فاصل طويل.. أم كلثوم تعود

آخر مرة وقفت في منتصف شاشة التلفزيون السعودي مطربة تغني في حفلة كان قبل 38 سنة، تحديدا قبل حادثة «جهيمان» والاعتداء على الحرم المكي أواخر سنة 1399هـ، ومن حينها وكل الأصوات الناعمة ممنوعة عن الرؤية أو الاستماع.

الجيل الذي كبر على أغاني ابتسام لطفي، توحة، عزيزة جلال، أم كلثوم، سميرة توفيق.. وغيرها، وجد نفسه فجأة محروما من صوت يشدو بالنيابة عنه، ممنوعا أن يحظى بغمزة أو كلمة حب لا تخصه بشكل مباشر، مجبرا على التوقف عن استخدام الأغنيات ضمن سرد تفاصيل يومه وحتى ذكرياته.

يوما بعد يوم، جفت الذائقة وبدأت تتسرب للأجيال اللاحقة، خفتت الأسرار المنقولة عبر أغنية، الحكايات المدسوسة في مقطع، وبقي في مكان بعيد من الذاكرة حنين وشجن لا يصرح به غالبا.

بعد كل هذا الوقت، عادت سيدة الغناء العربي «كوكب الشرق» أم كلثوم للسعودية، فغنت «من أجل عينيك»، القصيدة التي كتبها الأمير الشاعر عبدالله الفيصل، ولحنها الموسيقار رياض السنباطي، وبثت عام 1971م.

هذه العودة الباسقة للطرب الأصيل، جاءت من خلال القناة الثقافية وبقرار نشر من خلال تغريدة على تويتر، تقول: نعرض لكم اليوم عند 12:00صباحا #السهرة_الفنية لسيدة الغناء العربي #أم_كلثوم تابعونا...#كلثوميات #الثقافية.

التغريدة حصدت أكثر من ألف ريتويت، هاشتاق #ام_كلثوم_تعود_للقناه_السعوديه تواجد في أعلى عشرة مواضيع متداولة، الأمر بدا وكأن ضحكة نبتت فجأة مثلما اختفت فجأة، وأن الوقت القادم سيكون متاحا لتعويض كل الأشياء الجميلة التي فات الاستماع إليها، وأنه ممكن عقد رابطة صداقة معها مع الشاشة مجددا.