عبدالله المزهر

أم كلثوم والأنفيلد والقشلة!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 03 أكتوبر 2017

Tue - 03 Oct 2017

يعرف البعض عني أني مغرم كثيرا بفريقي الاتفاق وليفربول العظيمين، ولذلك يتعمدون استفزازي بالحديث عن هذين الفريقين في كل مناسبة، وأحيانا كثيرة بدون مناسبة، وتذكيري بأنهما مجرد تاريخ غابر اندثر ولن يعود.

فالاتفاق مريض وأصبحت أحلام عشاقه تنحصر في بقائه في الدوري الذي تنقل كل مبارياته، أما البطولات والانتصارات فإنها صعبة المنال حتى في أحلام اليقظة، وأما ليفربول فهو الآخر لم يفز بالدوري منذ ثمانية وعشرين خريفا. وهذا يعني أن المشجع لهذا الفريق الذي شاهده يفوز ببطولة الدوري لا بد أن يكون في العقد الرابع من عمره على أقل تقدير.

وقد كدت ـ لولا لطف الله ـ أن أستسلم لهؤلاء المحبطين الشامتين من طول انتظاري للأشياء التي لا تأتي، ومن تعلقي بالأحلام التي لا تتحقق. ثم قدر الله أن يبعث الأمل من جديد وأن تحيا الأحلام التي أوشكت على الهلاك.

وتخيلت قائد ليفربول يحمل كأس الدوري الإنجليزي وقائد الاتفاق ـ ليس الكسار بالطبع ـ يطوف بكأس الدوري السعودي حول الملعب. تخيلت كل هذا وأنا أقرأ في توتير خبرا عاجلا يقول بأن أم كلثوم ستغني في القناة السعودية.

فعودة أم كلثوم بعد وفاتها باثنين وأربعين عاما لتكون خبرا عاجلا في القناة السعودية أصعب بكثير من عودة الاتفاق وليفربول.

وبعد عودتها آمنت بأن الصبر ليس له حدود كما كانت تدعي، ولذلك فقد حطمت حدود صبري وبدأت من جديد في انتظار فرحة ما في طريق الأنفيلد أو في طريق القشلة.

كنت أتمنى أن تكون بداية عودة الأغنيات في التلفزيون السعودي لمحمد علي سندي أو ابتسام لطفي أو عيسى الأحسائي أو بشير أو حتى موضي الشمراني. لكن يبدو أنهم لا يناسبون «بريستيج» القناة الثقافية، مع أن أغنياتهم جزء من ثقافتنا الحقيقية التي يجب ألا نستحي منها ونذهب لاستيراد غيرها حتى نبدو أكثر تحضرا.

وعلى أي حال..

ربما يكون رأيي أعلاه متطرفا بعض الشيء، لكن مشكلتي أني مريض بحب كل شيء يخصنا، ولا أخجل من لهجاتنا ولا من تراثنا ولا من أغنياتنا. أحب أغنيات أم كلثوم وفيروز وغيرهما من فناني الوطن العربي. لكن الفكرة في أن بث الأغنيات في القناة السعودية كانت له دلالات ليس من ضمنها بالطبع تعريف الناس بأم كلثوم، وأنهم لم يشاهدوها تغني منذ وفاتها إلا في القناة الثقافية. ولذلك كنت أتمنى أن تكون تلك الدلالات من منطلق محلي بحت، فلدينا من الجمال ـ بفتح الجيم بالطبع ـ ما يكفي للاعتزاز به.

@agrni