رب تلميذ

الاحد - 10 سبتمبر 2017

Sun - 10 Sep 2017

التلميذ بؤرة التركيز في العملية التعليمية، ومنشودها الذي قامت له العملية برمتها، ومن أمانة الأداء أن يعتنى باهتماماته، وأن تراعى توجهاته، وأن يستقر في أذهان القائمين على العملية التعليمية أنهم مؤتمنون على هذا الكائن (شخصيته - معتقده - سلوكه - وجدانه - عقله..)، هذه الجوانب جميعها لا شك أن مقصود التعليم هو تنميتها وصقلها والترقي بها، لا دحرها، أو الانحطاط بها، أو التجني عليها.

ومن أجل أن يستوفي الطالب حقه من التعليم - بالصورة المثلى التي تراعي تكوينه على كل الأصعدة - على معلمه أن يتجدد.

نعم تجدد أيها المعلم من أجل هذا المتجدد بحكم زمانه وأوانه.

تجدد من أجل هذا المتجدد بحكم تسارع ضخ عصره للمستجدات. هذا المتجدد بحكم تيسر أسباب الانفتاح على عالم له من مظاهر الجدة ما يأخذ بعقله إلى بوابات فيها من دواعي الافتتان بها ما يذهب لب الحكيم! فكيف بهذا الناشئ الغض؟!

فمن أجله تعلم وتزود - أيها المعلم - من تقنيات النفس، ومن تقنيات التعامل، ومن تقنيات الاجتماع، ومن تقنيات العصر - قبل تقنيات التدريس واستراتيجياته - مما يجعلك أهلا لأن تقود جيلا توقن في قرارة نفسك أنه جيل ولد متكونا.

نظلم طلاب اليوم - ونظلم أنفسنا - حين نعقد المقارنات بيننا وبينهم، فهل عشنا ظروف عصرهم، بل هل عاشوا هم ظروف عصرنا؟

إن كنا نمتدح بأدب حفظناه لمعلمينا، وبخضوع كنا نتقنع به رهبة أمام المعلم، فهل من العدل أن ننتظر مثل هذا من طالب اليوم؟! أما يكون للسنين وكرها حكمهما على الجيل؟! أما يكون للعصر ووارداته سلطانهما على وعي الجيل وانفتاحه؟!

لا شك أن سنوات تفصل بين المعلم وتلميذه كفيلة بأن توجد لهذا التلميذ خاصيته الفكرية وخاصيته في طريقة التعاطي مع الأحداث واستجابته لها، وخاصيته في مشاعره، وفي قناعاته، بل حتى خاصيته في الذكاء والنباهة التي ربما لم تكن لمعلمه.

ارحموهم من مقارنات بائسة عقيمة تضركم وتضرهم، واعدلوا عنها إلى أن تضعوا التلميذ في إطار عصره، واستحضروا عصره في صورته المتكاملة ثم تنبؤوا بردات فعله الممكنة (تريحون وتستريحون).

رب تلميذ تفوق على أستاذه، ربما تكون (رب) للتكثير؛ فلا تستكثروا عليهم أن يتفوقوا عليكم!

الأكثر قراءة