جنوب السودان ومفاوضات الفرصة الأخيرة
المشاورات التي تجرى في العاصمة الإثيوبية مع الأطراف المعنية بالأزمة في جنوب السودان بوساطة الهيئة الحكومية للتنمية «إيجاد» ربما تكون هي الفرصة الأخيرة التي إما أن يتوقف بعدها نزيف الدماء أو تدخل الدولة الوليدة في حرب لن يسلم منها حتى أحراش وغابات البلاد
المشاورات التي تجرى في العاصمة الإثيوبية مع الأطراف المعنية بالأزمة في جنوب السودان بوساطة الهيئة الحكومية للتنمية «إيجاد» ربما تكون هي الفرصة الأخيرة التي إما أن يتوقف بعدها نزيف الدماء أو تدخل الدولة الوليدة في حرب لن يسلم منها حتى أحراش وغابات البلاد
الأربعاء - 17 سبتمبر 2014
Wed - 17 Sep 2014
المشاورات التي تجرى في العاصمة الإثيوبية مع الأطراف المعنية بالأزمة في جنوب السودان بوساطة الهيئة الحكومية للتنمية «إيجاد» ربما تكون هي الفرصة الأخيرة التي إما أن يتوقف بعدها نزيف الدماء أو تدخل الدولة الوليدة في حرب لن يسلم منها حتى أحراش وغابات البلاد.
المساعي التي بدأت أمس الأول للتوصّل إلى اتفاق حول أجندة متفق عليها لبدء المفاوضات المباشرة، تأتي بعد تجارب مماثلة فاشلة.
فمنذ 23 يناير الماضي، ترعى «إيجاد»، مفاوضات في أديس أبابا بين حكومة جنوب السودان والمعارضة.
وفي التاسع من مايو الماضي وقّع رئيس حكومة الجنوب سلفاكير وزعيم المتمردين ريك مشار اتفاق سلام شامل لإنهاء الحرب، قضى بوقف إطلاق النار خلال 24 ساعة، ونشر قوات دولية للتحقق من وقف العدائيات، وإفساح المجال للمساعدات الإنسانية للمتضررين، والتعاون بدون شروط مع الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية، وهو ما لم يدم طويلا، حيث بدأ الطرفان تبادل الاتهامات بخرقه.
ومما يدلل على تعقيدات الأزمة اللعب على وتر العرقية ودخول لاعبين إقليميين من أصحاب الأجندات الخاصة يغذون الصراع العرقي، فشلت أيضا خارطة الطريق لإنهاء الأزمة والتي تم التوصل إليها في العاشر من يونيو الماضي بعد قمة لدول «إيجاد» في أديس أبابا.
وكان من أبرز بنود التسوية تشكيل حكومة انتقالية في فترة لا تتجاوز 60 يوما وهو ما لم يتحقق إلى اليوم.
جنوب السودان يشهد منذ منتصف ديسمبر 2013 -ولا يزال- حربا عبثية مدمرة أنهكت الدولة الفقيرة وعطلت مشاريع التنمية وحرمت السكان من ثمرات عائدات النفط التي كان يعول عليها في تأسيس بنيات تحتية حيث تفتقر البلاد لأبسط المرافق الحديثة التي ظلت في حالة حرب لأكثر من عقدين من الزمان قبل انفصالها عن الشمال.
المطلوب من قادة الطرفين المتصارعين تذكر الحاجة الماسة إلى السلام وأن يضعوا مصلحة شعبهم كأولوية، وتسريع إجراء المصالحة وتشجيع التعايش الاجتماعي من أجل تحقيق السلام والوحدة بين مكونات جنوب السودان.
واستغلال الثروات المتوافرة في البلاد.