الإنسان بين البحث والتأمل!

الجمعة - 25 أغسطس 2017

Fri - 25 Aug 2017

تعتري الإنسان العاقل لحظات تنويرية في عوالمه الخاصة تدفعه نحو جرد عوالقه الذهنية التي تطفو على مخيلته، محاولا فهم ما يدور في ديناميكية واقعه المعاش من تموجات متصاعدة في مؤشراتها التحليلية حول مسائل ذات علاقة في ذاته أو في دوائره الضيقة، فتتسامى حوله مرئيات تشعل في دواخله الحاجة نحو مفهوم غير دارج في الحقول الأكاديمية يترافع بها في محاكم «القيل والقال»، ونظرا لحساسية الأمر في بحثه وتأمله فإنه ينزوي تحت أطر يشكلها بطريقة نسبية لإثراء معرفته الكامنة تلهم فؤاده المضطرب، فالإنسان المجرد لا يستوي مع الإنسان المتباحث المتأمل في درجات الوعي والإدراك العام، فالمرء المجرد تتشكل أنماط فكره في مراتع الروتين والتلقي، وهذا ما يصادمه ذوالعقلية الباحثة المتأملة في ميادين الحياة المتنوعة، فتباين في النظرة الشمولية من النواحي العامة يولد من لحظة الاستيعاب في العقل الباطن لكلا المتباينين ولا غضاضة أن تدفع هذه الجزئيات الإنسان إلى أن يوقر في نفسه أن خطه البحثي والتأملي بين مفترقي طرق تدمغه بين اليمين المحافظ واليسار المتحرر، كلا على حسب ما يستخلصه من نتائج على الصعيد المادي، فالثمار تجنى بعد عملية نضجٍ دؤوبة في مساعيها، وينسب للكاتب الفرنسي الشهير فولتير أنه كتب مرة عن بحث الإنسان وعن طريقه للسعادة في حياته فقال «إننا نسعى جميعا إلى السعادة، ولكن دون أن نعرف أين هي مثل السكارى الذين يبحثون عن منزلهم، وهم مدركون أن لديهم منزلا ما».

الطابع العام للمكون البشري هو البحث «الرؤوم» الذي بدوره يقوم بتشكيل حالة من مشاعر مختلطة في أواسط المجتمع حين يبدأ في دراسة تأملاته مما ينذر بإطفاء شمعة النور التي يصطفي بها كل لاعب في أنشطة الفكر والتمحيص للآن مسايرة العاطفة في أعمال البحث والتأمل تبث في مسامع الإنسان بملوثات آتية في فضاء غير صحي للمعرفة والتبصر اللذين هما حجر أساس لعملية البحث والتأمل لدى الإنسان العاقل، ولن يتوانى عنهما قيد بعيد أو الإذعان لمشاربه من النشأة والتطبع بطبائع بيئته الأم.

الأكثر قراءة