قطر.. والمصير المجهول

الجمعة - 07 يوليو 2017

Fri - 07 Jul 2017

بات واضحا أن العالم ضاق ذرعا بالتصرفات القطرية التي امتدت على مدى عشرين عاما. مكمن الخطورة التي لا تدركها الحكومة القطرية أن ما فعلته له تبعات خطيرة جدا، فلو أحيل الملف القطري إلى محكمة الجنايات الدولية، أو إلى مجلس الأمن الدولي فسوف تكون قطر تحت طائلة عقوبات ومطالبات بتعويضات هائلة جدا لو أنفقت الدوحة احتياطها من حقول الغاز كاملا لسنين طويلة لن تفي بتلك المطالبات.

الحكومة القطرية عليها التزامات واضحة ومحددة تجاه أشقائها من دول مجلس التعاون الخليجي ويجب عليها أن تستجيب لهذه الالتزامات والاستحقاقات التي هي ليست مطالب ترضية وإنما استحقاقات يلزم قطر تنفيذها للإبقاء على اللحمة الخليجية وعلى البيت الخليجي، وسرعة الاستجابة وإلا خرج الأمر عن سيطرة قطر وعما تتخيله حكومة قطر.

إن أسوأ القرارات التي يمكن أن يتخذها أي قائد أو مسؤول سياسي هو أن يضع وحدة دولته واستقلالها وأمنها وسلامتها وسلامة شعبه رهن موقف دولة أخرى أو مزاجها، عبث لا يمكن تصوره، وما تقوم به الحكومة القطرية من المراهنة على دور الولايات المتحدة أو إيران أو غيرهما أمر خطير وهو حافة الهاوية، ومن يدفع قطر إلى الأمام لركوب هذه الموجة لا ينتمي إلى الشعب القطري، فربما يكون هنالك مستشارو سوء أو ربما الحكومة القطرية تتقمص دورا مختلفا عن مصالح الشعب القطري وعن وحدة قطر وعن الالتزامات التي التزمت بها قطر تجاه ميثاق مجلس التعاون لدول الخليج العربية. فجاءت الصدمة للحكومة القطرية من رئيس الولايات المتحدة حين قال: إن قطر لها تاريخ طويل في الإرهاب ولها دعم متقدم.

فهذا التصريح كان بمثابة الإفاقة للحكومة القطرية ويجب أن تقف عنده كثيرا، فالولايات المتحدة لم تعد حليفا لقطر التي جعلت نفسها في مأزق وكل من يدافع عنها لأن كل من يدافع عن قطر سيوصم بتهمة الإرهاب.

وما تزعمه الحكومة القطرية بأنها لا تعلم الجرم الذي اقترفته حتى تستحق هذه الحملة ما هو إلا من باب التشويش والصدمة التي أصابت أعضاء الحكومة القطرية فأصبح لديهم سوء تقدير كبير للموقف، فإذا كان المواطن البسيط في دول الخليج يعرف التهم الموجهة للحكومة القطرية! فلا أدل من ذلك على تغافل قطر واستهتارها بالحكومات الخليجية ومطالبها. بل كل العالم الآن يتكلم عن الجرائم التي ارتكبتها قطر، فجرمت كل من تونس وليبيا مؤخرا عددا من الكيانات الإرهابية التي تدعمها قطر وطالبت بإضافتها للقائمة.

ما نخشاه أن تقفز قطر إلى المجهول وتجني على نفسها بتصرفات هي الآن في غنى عنها، وبإمكانها تلافي هذا بأن تعود إلى أشقائها في دول مجلس التعاون وأن تعترف بما بدر منها من أخطاء كارثية وصفها البيان السعودي بأنها انتهاكات جسيمة، وهذه العبارة لم تقلها المملكة العربية السعودية من فراغ، فهذا يعني أن هناك تهديدا للوحدة الوطنية وللأمن وسلامة السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولة البحرين وجمهورية مصر، ودول أخرى، ومن يريد تهديد الأمن وسلامة مواطني تلك البلدان يجب أن يجابه.

الأكثر قراءة