آخر 200 داعشي

السبت - 01 يوليو 2017

Sat - 01 Jul 2017

هاجمت القوات الحكومية العراقية المعقل المتبقي لتنظيم داعش في المدينة القديمة بالموصل أمس، بعد يوم من الإعلان الرسمي لنهاية دولة الخلافة التي أعلنها المتشددون والسيطرة على المسجد التاريخي الذي اعتبر رمزا لنفوذ التنظيم.



معركة صعبة

وفر عشرات المدنيين في اتجاه القوات العراقية ومعظمهم من النساء والأطفال وأصابت نيران المتشددين بعضهم، بينما عانوا من العطش والتعب.

وقال قادة جهاز مكافحة الإرهاب بالمدينة إن المعارك القادمة ستكون صعبة، لأن معظم المتشددين أجانب، ويتوقع أن يحاربوا حتى الموت، وهم يختبئون بين المدنيين ويستخدمونهم كدروع بشرية.



وقال اللواء معن السعدي من جهاز مكافحة الإرهاب إن السيطرة على معقل المتشددين المطل على نهر دجلة ويدافع عنه نحو 200 مقاتل سيستغرق ما بين أربعة وخمسة أيام من القتال.



وأضاف أن الزحف مستمر حتى منطقة الميدان، وقال «السيطرة عليها معناها يوصلنا إلى نهر دجلة وبذلك يكون قد قسمنا المدينة القديمة لقسمين، الجزء الجنوبي والجزء الشمالي وأحكمنا السيطرة على نهر دجلة».



داعش يكابر

ونفى مقاتلو داعش الهزيمة وزعموا في صحيفة يصدرها التنظيم أسبوعيا أن الجيش العراقي انهار ومني بخسائر بشرية كبيرة.



وسيمثل سقوط الموصل نهاية النصف الواقع في العراق مما تسمى دولة الخلافة وإن كان التنظيم لا يزال مسيطرا على أراض إلى الغرب والجنوب من المدينة ويعيش تحت حكمه مئات الآلاف. ومدينة الرقة معقله في سوريا محاصرة أيضا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأول إن قوات تدعمها الولايات المتحدة تطوق المدينة بعد إغلاق آخر مخرج أمام المتشددين من الجنوب.



مدنيون يائسون

وقال بعض من استطاعوا الهرب إن الموقع الذي يسيطر عليه المتشددون عرضه عدة مئات من الأمتار، وإن عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون هناك في ظروف سيئة فلا يتوفر لهم إلا القليل من الطعام والماء والدواء ولا يمكنهم الحصول على الخدمات الصحية.



وتدفق من فروا أمس عبر الأزقة قرب جامع النوري الكبير الذي فجره مقاتلو داعش قبل أسبوع.



وقال السعدي إن قوات غربية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تساعد في تنسيق استخدام نيران المدفعية مع المراقبة الجوية.

وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس الأول نهاية دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية ووصفها بأنها «دويلة الباطل».

وطغت معاناة عشرات الآلاف، الذين دمرت حياتهم بعد أن فقدوا أقاربهم ومنازلهم أو أعمالهم، على مشاعر الانتصار.



حرب ضارية

تحقق انتصار القوات العراقية الرمزي بعد حرب ضارية استمرت لأكثر من ثمانية أشهر وتقول منظمات إغاثة إنها أدت إلى نزوح 900 ألف شخص.

ونفت صحيفة النبأ التي يصدرها تنظيم داعش أسبوعيا خسارة معركة الموصل وقالت إن الجيش العراقي انهار وسقط من عناصره 300 بين قتيل ومصاب.



وقالت في عنوان المقال الرئيس «معركة الموصل من أهم معارك الإسلام، ودروسها ستطبق في ساحات أخرى بإذن الله»



ويقدم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة دعما جويا وبريا للحملة التي تشارك فيها أيضا وحدات من الجيش والشرطة الاتحادية تهاجم المدينة من جهات مختلفة.



مصير البغدادي

وكانت الخطبة التي ألقاها البغدادي من جامع النوري الكبير في 4 يوليو 2014 المرة الأولى والأخيرة التي يكشف فيها عن نفسه للعالم. وقالت مصادر عسكرية أمريكية وعراقية إنه ترك القتال في الموصل لقادة محليين ويعتقد أنه مختبئ في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا.

وذكرت مصادر بالمخابرات الأمريكية أن التنظيم نقل ما تبقى من هياكل القيادة والسيطرة إلى منطقة الميادين في شرق سوريا دون الإشارة إلى ما إذا كان البغدادي يختبئ أيضا في نفس المنطقة.



وأفادت تقارير متكررة بمقتل أو إصابة زعيم داعش. وقالت روسيا في 17 يونيو الماضي إنها ربما تكون قتلته في ضربة جوية في سوريا. لكن واشنطن تقول إنها ليس لديها معلومات تؤيد هذه الأنباء كما عبر مسؤولون عراقيون عن تشككهم.