مهلا بنات حواء!

الأربعاء - 03 مايو 2017

Wed - 03 May 2017

كانتشار النار في الهشيم، انتشر مقطع مصور بين نساء الوطن يدور خلاله حوار مفتعل بين اثنين من القانونيين عن إمكانية محاسبة ومحاكمة المرأة الثانية في حياة الرجل المتزوج، سواء كانت عشيقة أو قريبة، أو حتى أمه بتهمة التحريض والتخبيب، والتي يترتب في حال إثباتها عقوبات صارمة كالجلد والحبس إلخ.



أيقنت فور مشاهدة المقطع أنها محاولة يائسة ورخيصة من ذلك القانوني المتحدث وزميله الذي يطرح عليه أسئلة مدروسة وموجهة لاستثارة النساء الغيورات المجروحات واليائسات واستقطابهن كعميلات واستنزاف أموالهن التي لا يتورعن عن إنفاقها في سبيل الانتقام لكرامتهن المهدرة، وأعمارهن الضائعة ومشاعرهن التي لم تقدر ولم تراع. وقد نجح كما هو متوقع في التسويق لنفسه ولمكتبه حين أنهى النقاش بكل دهاء بقوله «وأنا محام»!



هللت وكبرت النسوة بالمقطع وكأنهن كن ينتظرن فرصة ـ كانت قد بدت بعيدة ـ لاسترجاع حقهن في التقدير والوفاء والولاء.. والأهم فرصة في الانتقام. وصلني المقطع تقريبا في جميع مجموعات الواتس اب خلال يوم أو أقل، وكانت معظم التعليقات «النسوية» ـ نسبة إلى جنس أصحاب التعليق لا الحركة الفكرية ـ تتشفى أو تهدد وتتوعد، حتى إن بعضهن وجدنها فرصة للانتقام من أم الزوج وأخواته، وتسجيل محادثاتهن وتصوير رسائلهن وبالتالي استخدامها كأدلة لرفع دعوى التخبيب والتحريض، وذلك حسب المحامي الذي نجح في جعل «حيلهم بينهم» وأخرج الرجل منها كالشعرة من العجين، بل إنه لم يأت حتى بذكره كطرف في القضية. بصراحة وجدت نفسي منبهرة بمدى سطحية تفكير هؤلاء مقابل مدى عمق غضبهن المكبوت.



فعلى رسلكن يا بنات حواء، احذرن أن تقعن في فخ القافات الآفات التاليات:



• قمع حسن الظن: ثقي أنه لن تؤذيك امرأة ـ بقصد أو بغير قصد ـ في علاقتك بزوجك ما لم يعطها زوجك سببا مقنعا لذلك، سواء كان عن طريق ذمك وذكرك بالسوء أمامها، أو ادعاء انفصاله عنك كليا أو جسديا أو عاطفيا، أو أنه مجبر عليك وهو الحمل الوديع الذي يضحي لأجل أطفاله! بذلك يكون قد مهد لها الطريق لأن تكرهك فلا تشعر بتأنيب الضمير، ولأن ترحمه فلا تتحفظ معه. والشيء بالشيء يذكر، فلو ذكرك بالخير لما استطاعت إلا أن تحبك ولأصبح هو الابن الخائب أو الرجل «النسونجي» الذي سيبيعها كما باعك.

• قلة الحيلة: وذلك حال من تريد محاكمة أم بحبها لولدها ودفاعها عما تراها مصالحه ـ مهما كانت وسيلتها ـ هي بالنهاية أم، وحبها لولدها أعمى، ولا يجب أن تلام في ذلك فضلا عن أن تعاقب! أن ترفع الزوجة المغبونة دعوى على من هي بعمر أمها ومن هي أم زوجها وجدة أبنائها أمر لا خير فيه لها أو لعائلتها، لو فقط وضعت غضبها جانبا وفكرت بعقلها وحسبتها. ذلك عوضا عن أنه عمل غير أخلاقي ولا إنساني ولا يمكن تبريره مهما حاولت.

• قصر النظر: الحكم في حالة الغضب دائما له عواقب وخيمة وغير محسوبة. الانسياق خلف العاطفة بلا تقدير وإقحام الأقارب في الخلافات الزوجية أو «جرجرة» أم الزوج أو أخته أو عشيقته في المحاكم ستعود على أسرتك وزواجك بالفضائح والفرقة والأحقاد، ولن يعود لك زوجك بعدها مبتسما محبا سعيدا! وسيخون مثنى وثلاث ورباع «فالشق أكبر من الرقعة» والخلل في العلاقة لم يعالج!

• قطع خط العودة: بما أنك وجهت تركيزك نحو النتائج ولم تلتفتي للأسباب، توقعي أن تنقلب الطاولة عليك. فقد تدفعينه للزواج بالأخرى لتفادي الحكم، أو لمواساتها والستر عليها بعد تنفيذه، هي حينها في نظره الضحية وأنت الخصم.

• قمة اليأس: أن تتركي الطرف الثاني في عقد الزوجية وخائن العهد بينكما لتبحثي عن «كبش فداء» تفرغين فيه إحباطك. فالعقد بينك وبينه وليس بينك وبين من تبغين إلقاء اللوم عليهن ومحاسبتهن، وبالتالي هن لسن ملزمات تجاهك بأي شيء، وحتما لسن من خان ثقتك.

• قهر الرجال: حاذري من أن تجعلي الرجل كل حياتك فيصل بك القهر من خيانته أو أذاه إلى إنفاق مالك وجهدك وما تبقى لك من راحة بال في قضايا لن تجلب لك حقا في نفقة أو حضانة أو أمان.

• قلب الآية: زوجك بالغ عاقل مخير ومحاسب عن قراراته وأقواله وأفعاله أمام الله وأمام القانون، فلا ترفعي عنه القلم كما القاصر والمجنون وتحاسبي غيره بحجة تأثيرهم عليه.. الآية تقول «لا تزر وازرة وزر أخرى» لا تقلبيها!

يقال إن «المرأة عدوة المرأة» لأنها دائمة البحث عن زلات وعيوب غيرها من النساء، وفي المقابل دائمة البحث عن أعذار للرجال. عدوك ليس المرأة على الإطلاق ولا الرجل على الإطلاق، عدوك الحقيقي هو استرخاصك لنفسك، فلو عرفت قيمتها ما تملكتك الغيرة من امرأة أخرى وما تمسكت برجل يؤذيك.



[email protected]