أصبح عندي الآن بندقية
السبت - 29 أبريل 2017
Sat - 29 Apr 2017
عندما تكرس الثقافة السطحية، وتوظف قضايا المظلومية، لتصبح جزءا من نسيج فكر وثقافة وشعور ووجدان المجتمع، ينشدها الشاعر شعرا، ويشدو بها المغني نشدا، ويطالب بها السياسي، ويتبناها رجل الدين، وتصرخ بها الصحف والمجلات، وينادي بها المذياع، فالنتيجة ضياع القضية وضياع التنمية وضياع الحرية لذلك المجتمع.
ومثال على تسطيح الثقافة وتوظيف قضايا المظلومية قصيدة الشاعر الكبير الأستاذ نزار قباني التي لحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب وغنتها السيدة أم كلثوم عام 1969 وكل منهم عملاق في فنه. القصيدة تبدأ (أريد بندقية.. خاتم أمي بعته.. من أجل بندقية.. اللغة التي بها درسنا.. الكتب التي بها قرأنا.. قصائد الشعر التي حفظنا.. ليست تساوي درهما.. أمام بندقية..).
لقد وظف كل طالب سلطة في العالم العربي فكرة المظلومية والقضية الفلسطينية لخدمة مصالحه، مستغلا الثقافة السطحية التي سادت بسبب الخطاب الرسمي، وكما وظف مناهج التعليم التي اهتمت بالحفظ وليس بالفهم ليتحكم بذلك في مشاعر ووجدان الجماهير، ويسيطر على الشارع، لذا فقد كان من أول أهداف أولئك هدم التعليم والسيطرة عليه؛ للسيطرة على عقل ووجدان الجمهور.
وتظهر هذه المنهجية واضحة من أول أبيات القصيدة التي تدعو إلى ترك كل سبل القوة وبيع خاتم الأم (الذي يرمز للاقتصاد) وكل شيء وترك الدراسة والكتابة من أجل بندقية لا نصنعها. وهذا منتهى السطحية فبدون كتاب وبدون اقتصاد لن تنفع البندقية، بل إن مصائرنا ستكون مرهونة لدى صانع البندقية.
وبإلقاء نظرة على التعليم في أرجاء العالم العربي اليوم نجد أنه اختطف من قبل القوميين، أو من المتأسلمين الذين هربوا من مصر، فقاموا باختطاف التعليم في البلاد التي حلوا بها لأنه طريقهم إلى السلطة، فمن يحكم العقل هو الحاكم الحقيقي والفعلي.
لهذا في العصور القديمة لم يكن الشأن العام موضوعا ذا أهمية في كتب الفقه، حيث اختزل الدين في الطقوس والمناسك. غير أنه في عصرنا الحالي أدخل أمثال هؤلاء الدين في السياسة وهكذا ظهرت الحركات الدينية السياسية مثل الإخوان المسلمين والقاعدة وداعش وغيرهم ممن وظف الدين لصالح الحكم والمنصب القيادي. حيث نهج المتأسلمون نفس منهج القوميين والناصريين بالتحكم في التعليم؛ ليسيطروا على عقل الجمهور، ويشيعوا الثقافة السطحية التي تعتمد على فكرة المظلومية، وجعل القضية الفلسطينية قضية محورية على حساب التنمية والاقتصاد والرفاهية والصحة والبنية التحتية لمجتمعاتهم.
إن الثقافة السطحية تجعل من صاحبها مهتما بالكلمات الرنانة والشعارات الفضفاضة والعناوين الكبيرة التي من خلالها يتم تحريك المشاعر والتحكم في الشارع. إنها ثقافة تحصر الحل في القتل والقتال إما باسم التحرير ومحاربة الاستعمار، أو باسم الدين على حساب الوطن وعلى حساب الإنسان.
والمشاهد والملموس أن هؤلاء لم ولن يحلوا أي قضية أو مشكلة بل هم لا يستطيعون حل أبسط المشاكل، حيث إن همهم الأول والأخير هو الوصول للسلطة والاستحواذ على الثروة، لهذا حل الدمار في عالمنا العربي ووظف الأعداء - وعلى رأسهم إيران - هذه الثقافة والمفاهيم للتغلغل في عالمنا العربي.
ولن يكون هناك حل إلا بعودة الوعي واستعادة التعليم المختطف، ورفع وصاية رجل الدين السياسي عن المجتمع، فليس هناك قاصر غير هذه الأفكار التي بثوها ونشروها في مجتمعاتنا. فتغنى بها المنشدون وكتب عنها الأدباء والشعراء لتكريس ثقافة التسطح.. يا لطيف.
ومثال على تسطيح الثقافة وتوظيف قضايا المظلومية قصيدة الشاعر الكبير الأستاذ نزار قباني التي لحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب وغنتها السيدة أم كلثوم عام 1969 وكل منهم عملاق في فنه. القصيدة تبدأ (أريد بندقية.. خاتم أمي بعته.. من أجل بندقية.. اللغة التي بها درسنا.. الكتب التي بها قرأنا.. قصائد الشعر التي حفظنا.. ليست تساوي درهما.. أمام بندقية..).
لقد وظف كل طالب سلطة في العالم العربي فكرة المظلومية والقضية الفلسطينية لخدمة مصالحه، مستغلا الثقافة السطحية التي سادت بسبب الخطاب الرسمي، وكما وظف مناهج التعليم التي اهتمت بالحفظ وليس بالفهم ليتحكم بذلك في مشاعر ووجدان الجماهير، ويسيطر على الشارع، لذا فقد كان من أول أهداف أولئك هدم التعليم والسيطرة عليه؛ للسيطرة على عقل ووجدان الجمهور.
وتظهر هذه المنهجية واضحة من أول أبيات القصيدة التي تدعو إلى ترك كل سبل القوة وبيع خاتم الأم (الذي يرمز للاقتصاد) وكل شيء وترك الدراسة والكتابة من أجل بندقية لا نصنعها. وهذا منتهى السطحية فبدون كتاب وبدون اقتصاد لن تنفع البندقية، بل إن مصائرنا ستكون مرهونة لدى صانع البندقية.
وبإلقاء نظرة على التعليم في أرجاء العالم العربي اليوم نجد أنه اختطف من قبل القوميين، أو من المتأسلمين الذين هربوا من مصر، فقاموا باختطاف التعليم في البلاد التي حلوا بها لأنه طريقهم إلى السلطة، فمن يحكم العقل هو الحاكم الحقيقي والفعلي.
لهذا في العصور القديمة لم يكن الشأن العام موضوعا ذا أهمية في كتب الفقه، حيث اختزل الدين في الطقوس والمناسك. غير أنه في عصرنا الحالي أدخل أمثال هؤلاء الدين في السياسة وهكذا ظهرت الحركات الدينية السياسية مثل الإخوان المسلمين والقاعدة وداعش وغيرهم ممن وظف الدين لصالح الحكم والمنصب القيادي. حيث نهج المتأسلمون نفس منهج القوميين والناصريين بالتحكم في التعليم؛ ليسيطروا على عقل الجمهور، ويشيعوا الثقافة السطحية التي تعتمد على فكرة المظلومية، وجعل القضية الفلسطينية قضية محورية على حساب التنمية والاقتصاد والرفاهية والصحة والبنية التحتية لمجتمعاتهم.
إن الثقافة السطحية تجعل من صاحبها مهتما بالكلمات الرنانة والشعارات الفضفاضة والعناوين الكبيرة التي من خلالها يتم تحريك المشاعر والتحكم في الشارع. إنها ثقافة تحصر الحل في القتل والقتال إما باسم التحرير ومحاربة الاستعمار، أو باسم الدين على حساب الوطن وعلى حساب الإنسان.
والمشاهد والملموس أن هؤلاء لم ولن يحلوا أي قضية أو مشكلة بل هم لا يستطيعون حل أبسط المشاكل، حيث إن همهم الأول والأخير هو الوصول للسلطة والاستحواذ على الثروة، لهذا حل الدمار في عالمنا العربي ووظف الأعداء - وعلى رأسهم إيران - هذه الثقافة والمفاهيم للتغلغل في عالمنا العربي.
ولن يكون هناك حل إلا بعودة الوعي واستعادة التعليم المختطف، ورفع وصاية رجل الدين السياسي عن المجتمع، فليس هناك قاصر غير هذه الأفكار التي بثوها ونشروها في مجتمعاتنا. فتغنى بها المنشدون وكتب عنها الأدباء والشعراء لتكريس ثقافة التسطح.. يا لطيف.