ولي العهد لوزراء الداخلية العرب: المساس بأمن أي دولة من دولنا مساس بأمننا جميعا

الأربعاء - 05 أبريل 2017

Wed - 05 Apr 2017

أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب الأمير محمد بن نايف أن الأمن العربي في واقعه بكل وضوح وبكل صراحة محاط بتهديدات خطيرة جدا، تهديدات داخلية وتهديدات خارجية تنامت وتيرتها بشكل متزايد، وتباينت مظاهرها بما لم نعهده سابقا.



وقال اليوم لدى ترؤسه وفد المملكة في اجتماعات الدورة الـ34 لمجلس وزراء الداخلية العرب في العاصمة التونسية، تحت رعاية رئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي: المساس بأمن أي دولة من دولنا هو مساس بأمننا جميعا.



وقبيل بدء الاجتماعات التقطت الصور التذكارية للأمير محمد بن نايف ووزراء الداخلية العرب بهذه المناسبة.



ثم افتتح بحضور رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة قطر الشيخ عبدالله آل ثاني، ووزراء الداخلية العرب معرض "الإسلام وحقوق الإنسان" الذي تنظمه اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، حيث قص الشريط إيذانا بافتتاح المعرض، ثم اطلع على ما يحويه من صور تحاكي الأهمية التي يبديها الإسلام لحقوق الإنسان.



وكان الاجتماع قد شهد عددا من الكلمات، حيث ألقى نيابة عن الرئيس التونسي وزير الداخلية التونسي الهادي المجدوب كلمة رحب فيها بوزراء الداخلية العرب، متمنيا لهم طيب الإقامة في بلدهم الثاني تونس.



ونوه بما بلغه المجلس من درجة عالية من النضج، حيث أصبح يمثل محطة بالغة الأهمية على درب ترسيخ أسس التعاون بين الأجهزة العربية الأمنية رايته في ذلك تحقيق مستوى متقدم من التكامل في الرؤى والتصورات بين الدول العربية، بما يكفل مجابهة التهديدات التي تتربص بالمنطقة العربية وتعزيز مناخ السلم والاستقرار فيها، ودعم مسيرتها في التنمية والاستقرار لصالح شعوبها.



وأكد أن الدورة الحالية للمجلس تنعقد في ظل وضع سياسي وإقليمي متوتر يتسم بازدياد وتيرة التهديدات واستفحال الأزمات في عدد من دول المنطقة، وهو ما خلق بيئة ملائمة لتنامي الجريمة المنظمة وتوثيق التحالف مع الإرهاب لتضاف إلى مجمل التحديات التي تواجه الأجهزة الأمنية العربية، مشيرا إلى أن هذا الواقع يملي على الجميع تسخير جميع الإمكانات والطاقات المتاحة للتوقي من التهديدات القائمة، خاصة تلك المتعلقة بالإرهاب والظواهر المتصلة به وهو ما يستوجب تشخيصا دقيقا لهذه المخاطر وتحديد أسبابها وفهم خصائصها وحصر كل امتداداتها وأهدافها وارتباطاتها ورصد تحالفاتها وتطوراتها، بما يساعد على تحيين وتطوير استراتيجيات الدول العربية المعتمدة في هذا المجال بصفة عملية وفعالة.



وبين الرئيس التونسي أن التحديات المطروحة أمام الدول العربية اليوم تتطلب مضاعفة الجهود وتنسيق البرامج والخطط من أجل تعزيز وتفعيل الآليات الكفيلة بمجابهتها، وتكثيف التعاون لإثراء التصورات ذات الصلة ومزيد البحث عن حلول ملموسة وعملية تتماشى ومتطلبات المرحلة بما يمكن من التصدي لهذه الظواهر، وذلك من منطلق الإيمان الراسخ بأن القضاء عليها لا يمكن أن يتم إلا في إطار تعاون عربي مشترك.



تحسين مجتمعاتنا



وأردف "لا بد من التأكيد في هذا السياق على ضرورة تحسين مجتمعاتنا العربية وخاصة الفئات الشبابية ضد تأثيرات التيارات الدينية المتطرفة وخطر الانحراف بتعاليم ديننا الحنيف، مع التركيز بالتوازي على معالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتنموية وتوفير مقومات العيش الكريم لشعوبنا، وهو ما حرصت تونس على تكريسه ضمن استراتيجية ضمن إطار يكرس دولة القانون والمؤسسات ويحترم مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية التي يكفلها الدستور التونسي والمواثيق الدولية".





نص كلمة ولي العهد



"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين

أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب معالي الأمين العام

أصحاب المعالي والسعادة



الإخوة الحضور



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يشرفني في البداية أن أنقل إليكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وتطلعه إلى أن يسهم اجتماعكم في تعزيز مسيرة أمننا العربي المشترك والمحافظة على استقرار ونماء شعوبنا ودولنا العربية، ويسرني أن أكون معكم في افتتاح أعمال الدورة الرابعة والثلاثين لمجلسكم الموقر.



كما يطيب لي أن أرفع باسمي واسمكم جميعا جزيل الشكر وبالغ الامتنان إلى فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة وحكومته والشعب التونسي الشقيق لما لقيناه من حسن استقبال وكرم ضيافة وما يلقاه مجلسكم من دعم ومساندة، والشكر موصول أيضا لمعالي الأخ السيد الهادي المجدوب وزير الداخلية في الجمهورية التونسية على ما وفره لهذا الاجتماع من أسباب النجاح، ولمعالي الأمين العام وأمانة المجلس على جهودهم في الإعداد والتحضير.



أيها الأخوة:



لا يخفى على الجميع أن الأمن مطلب كل فرد وغاية كل أمة وأساس كل تطور واستقرار، فالأمم والشعوب تحتاج على الدوام إلى ضمان أمنها السياسي واستقرارها الاجتماعي وازدهارها الاقتصادي، وفي غياب الأمن لن يتحقق شيء من ذلك ويصبح الخوف والاضطراب مكبلا لخطواتها ومعيقا لتطلعاتها ومهددا لوحدتها الوطنية وهويتها الفكرية ومسيرتها الحضارية ومواردها الاقتصادية.

ولذلك أيها الإخوة أعلى الإسلام مكانة الأمن وجعله من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الناس جميعا والتي بدونها لن تستقيم الحياة ولن تصلح أحوال العباد والبلاد.



أيها الأخوة:



إن أمننا العربي في واقعه بكل وضوح وبكل صراحة محاط بتهديدات خطيرة جدا.. تهديدات داخلية وتهديدات خارجية تنامت وتيرتها بشكل متزايد وتباينت مظاهرها بما لم نعهده سابقا.. كل ذلك أيها الأخوة يحدث في ظل متغيرات وأحداث إقليمية وعالمية عديدة لا شك أنكم تعلمونها وتدركون أبعادها وتعرفون أسبابها.. وقد باتت تهدد أمن دولنا وشعوبنا العربية مما يستدعي منا تعزيز مسيرة التعاون والتكامل الأمني بين دولنا لما فيه تحقيق أقصى درجات دحض وهزيمة شياطين الأرض من الإرهابيين ومرتكبي الجرائم ومروجي سموم المخدرات والخارجين عن النظام.



ونحن جميعا بإذن الله قادرون على ذلك انطلاقا من حقيقة أن المساس بأمن أي دولة من دولنا هو مساس بأمننا جميعا.. هذه أيها الأخوة حقيقة قيام هذا المجلس الموقر الذي عمل بموجبها منذ نشأتها.. ويجب التأكيد هنا على أنه يتعذر إلى حد كبير على أي دولة بمفردها وبدون تعاون الدول العربية معها أن تدفع المخاطر عنها وأن تصون وحدتها وأن تحافظ على سيادتها وسلامة واستقرار شعبها.. إن هذه الأهداف الأساسية لأمن وأمان المواطنين واستقرار الدول هو ما يجب أن يحكم تعاوننا جميعا.



أيها الأخوة:



إننا نعمل من خلال هذا المجلس على حماية أمننا العربي والتصدي لكل ما يحيط به من مهددات داخلية أو إقليمية أو دولية ونتطلع بكل أمل وطموح إلى قيام شراكة عربية دولية من خلال هذا المجلس تقود إلى تعاون دولي مثمر وبناء في مواجهة الإرهاب والجريمة بأنواعها والعمل على سيادة الأمن والسلم الدوليين بدلا من تبادل الاتهامات وتحميل دين أو شعب بعينه تبعات جرائم الإرهاب والتطرف التي لم يعد لها حدود بكل أسف.



أيها الأخوة:



إن اجتماعكم حافل بالعديد من الموضوعات المهمة وهو اجتماع محاط بتطلعات قادة دولنا وآمال شعوبنا وواجباتنا تجاه أمننا العربي ومحيطنا الإقليمي وعمقنا الدولي.

ومن الله وحده نسأل العون والتوفيق وأن تكون نتائج هذا الاجتماع على مستوى طموح وتطلع قادتنا وشعوبنا.



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.