الإدارة بالقصص

الثلاثاء - 07 مارس 2017

Tue - 07 Mar 2017

بشكل عام الإدارة تدور حول تحقيق الأهداف المرسومة، وذلك بالتوجيه الأمثل للموارد المتوفرة للمؤسسة. هذه الموارد مختلفة في طبيعتها، ولعل أهمها هو الموارد البشرية لما تشكله من لبنة أساسية داخل المؤسسات، ولما تحمله من تحديات أكثر من غيرها بالنسبة للمدراء والمسؤولين. من هذا المنطلق، نشأت النظريات والعلوم المختلفة في هذا الجانب لمساعدة جميع الأطراف من إداريين أو موظفين لتحقيق النجاح المطلوب لكليهما. شخصيا لم أجد الكثير من المراجع أو الأطروحات عن إدخال الجانب القصصي في الإدارة التي تخص الموارد البشرية بالذات للمساهمة في إنجاز الأهداف المؤسساتية. هنا أطرح مفهوم «الإدارة بالقصص».

ماذا لو أدخلنا القصص في الإدارة؟ هل سينجح هذا الأسلوب في حل بعض المعضلات الإدارية؟ وهل سيعمل على تحفيز الموظفين؟ وهل سيساعد على التوجيه الأمثل للموارد البشرية؟ القصص لغة، هو تتبع الأثر وأيضا هو فن من فنون الأدب لرواية الخبر لأهداف كثيرة منها الترفيهي والتثقيفي والتربوي.

أسلوب القصص منهج رباني ورد في القرآن الكريم والسيرة النبوية. منهج أثبت نجاحه مما يؤكد على أهمية القصص في التوجيه والتأثير المبكر والفعال على المتلقي. الجانب القصصي يمكن تطبيقه على الرغم من تفاوت مستويات المتلقي وفي مختلف المناسبات أيضا. أجده اليوم، متمما لم يستغل الاستغلال الأمثل في علم الإدارة بشكل عام، وفي إدارة الموارد البشرية بشكل خاص. مع العلم، أن أغلب كتب التنمية البشرية الحديثة تتبنى القصص لتوضيح الفكرة أو النظرية المراد عرضها للقارئ.

لم لا نطبق هذا المفهوم أثناء المناسبات والأوضاع الإدارية كاجتماعات العصف الذهني أو مراجعة المشاريع الدورية أو التقييم الدوري أو التدريب أو التوجيه. فمن أهم القصص الفاعلة في الإدارة هي قصص السابقين وما مروا به من عوائق وتجارب شخصية أو حتى قصص تراثية ذات مغزى يواكب الحدث أو المناسبة وليس لمجرد الإقحام في سياق الكلام وملء الوقت.

وبالمثال يتضح المقال، ماذا لو سردنا قصة المخترع أديسون عندما طرد من المدرسة وتعامل أمه الرائع مع الخطاب المدرسي السلبي. هذه القصة تصلح لتوجيه شخص أصبح مسؤولا للمرة الأولى في تبيان التعامل الإيجابي مع موظفيه لإخراج الأفضل لديهم. أيضا قصة يوسف عليه السلام، تصلح لتحفيز مدير مشاريع في كيفية إدارة الموارد. كذلك قصة موسى مع أخيه هارون تنير المتلقي عن أهمية مهارات التحدث، في حالة عدم اقتناع أحدهم بتقديم عرض توضيحي لمشروعه. نكتفي بما سبق من الأمثلة لضيق المقام هنا.

مما أكد لي نجاح هذا المفهوم هو ما وجدته شخصيا في الإقبال الهائل من فئة الشباب لإحدى ندوات مبادرة «تجربتي» في الغرفة التجارية للمنطقة الشرقية. هي مبادرة بنيت على مبدأ القصة، تروى من صاحب التجربة وتعتبر دروسا إدارية تصل للمتلقين بشكل سلس ومحبب للنفس مما يجعل أثرها واضحا على الجميع.

ختاما، القصص يبقى أثرها مدة طويلة وتتوارد من جيل إلى جيل. ولا ننكر ما للقصص من أثر كبير علينا، وأكاد أجزم أن كل شخص قد مرت عليه قصة كانت سببا لحدوث شيء إيجابي في حياته لا يزال يتذكرها.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال