فهد المرسال

صديقي التأمل والنملة!

الجمعة - 03 مارس 2017

Fri - 03 Mar 2017

شكرا إلى من منحني «حياة أخرى موازية» وأخذ بيدي إلى عوالم «الصمت» الآمنة وأسبغ علي شرف «معرفة» التواصل مع الجمادات والأماكن والجدران الصامتة والكائنات الأخرى الشقيقة المقيمة بجانبي وأمامي، وأن أنال قدسية «ملائكية» التأمل العظيمة. عجبا كيف لي أن أشعر «بغربة» وكل تلك العوالم تطوف أمام ناظري دون أن أستشعر ذلك!

هكذا كان حديثي لذاتي أمام المرآة!

التأمل سباحة في محيطات عقل «محتج»، محاولة «إذابة» إحساس جمده الضجيج! هو رحلة كبرى «هاربة» عن صغائر تزاحم الفكر في بقائه متقدا حائما حول حمى الحقيقة! يقودك حتما لرؤية الأشياء من أعلى على حقيقتها «الصغيرة» لا تستحق كل هذه الآلام والعثرات والصراخ والخيبات وفداحة الأفعال ورماح ردودها!

لأن أسعف «نملة» مكافحة متعثرة في سبيل الحصول على رزقها لأسعد لحظاتي الباقية الخالدة، أن أقبل جدارا صامتا كاتما لأسرار العابرين أجمل من قبلة «مجاملة» باردة في مناسبة اجتماعية!

على شرف التأمل أقمت مأدبة حافلة لكل حجر ملقى في هذا العالم تكريما لإخوته في التكوين المناصرين لأبناء فلسطين في حربهم الباسلة مع الاحتلال!

نحن بني الإنسان.. الإنسان المكرم بعقله وكبريائه، أجزاء صغيرة في منظومة ربانية مهولة تشاركنا في العيش بتفاصيلها كل هذه المخلوقات الحية التي استطاعت إدارة شؤونها بتنظيم يفوق الإنسان بعقله وعنفوانه، لا بطالة في «ممالك النمل» ولا أزمة سكن «لأسود الغابة» ولا تصريحات حول «نتيجة مطاردة توم لجيري»! ، ولم يرو بعد عن تعليق «التحليق» للطيور بسبب غزارة الأمطار!

حقيقة.. كم أنا ممتن لك أيها التأمل الصديق «الواعي»، فقد نلت معك شرف معرفتي لعوالم أحتاجها كلما «تصحر» الواقع، وازداد الضجيج القاتل الطارد لكل الأصوات الجميلة، أحتاجك أيها التأمل لأبدو إنسانا حقيقيا!

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال