ضربات قاصمة تطال قاعدة الصومال

الضربة التي تلقتها حركة الشباب الصومالية قبل أيام باغتيال قائدها جودان في غارة جوية أمريكية الاثنين الماضي، تمثل خسارة فادحة لهذا التنظيم المتطرف

الضربة التي تلقتها حركة الشباب الصومالية قبل أيام باغتيال قائدها جودان في غارة جوية أمريكية الاثنين الماضي، تمثل خسارة فادحة لهذا التنظيم المتطرف

الثلاثاء - 09 سبتمبر 2014

Tue - 09 Sep 2014



الضربة التي تلقتها حركة الشباب الصومالية قبل أيام باغتيال قائدها جودان في غارة جوية أمريكية الاثنين الماضي، تمثل خسارة فادحة لهذا التنظيم المتطرف.

لقد سبق أن هددت حركة الشباب بمهاجمة عواصم الدول المشاركة في القوة الأفريقية للثأر من الهجمات التي شنتها على معاقلها، ونفذت تهديدها تحت قيادة قائدها القتيل بمهاجمة مركز تجاري في نيروبي العام الماضي ما أدى لمقتل 67 شخصا.

ومن ثم فإن اصطياد هذا الهدف يعزز عملية المحيط الهندي التي أطلقتها القوات الصومالية بمشاركة القوات الأفريقية ضد عناصر القاعدة في البلاد، وهي الحملة الأكبر من نوعها لملاحقة المتشددين.

وفي المقابل فإن تزايد أعداد القتلى في صفوف المدنيين خلال الأيام الماضية، يؤكد أن الأزمة دخلت مرحلة جديدة من تاريخها الدامي.

فمنذ اغتيال وزير الأمن الداخلي ورئيس شرطة مقديشو في يونيو الماضي بدا أن الحرب الأهلية ولجت أكثر فصولها دموية منذ تفكك الدولة مطلع تسعينات القرن الماضي.

تهديدات الإسلاميين بنقل نشاطهم إلى خارج حدود البلاد، تعزز التكهنات الرائجة عن وجود خلايا نائمة تتبع لهم بالخارج يمكن تحريكها في أي وقت.

ومن مجريات الصراع على المسرح الصومالي يلحظ المتتبع أن القاعدة التي سبق وأن وطدت نفسها على اتخاذ الصومال معقلا أساسيا مستغلة حالة انهيار الدولة ووجود تنظيمات ذات نفوذ واسع في البلاد موالية لها، تعيش أسوأ فتراتها بعد الضربات المتلاحقة التي تلقتها من طائرات الدرون الأمريكية ومن الطائرات الحربية الكينية.

إن الصومال يسترد عافيته شيئا فشيئا بمساعدة المجتمع الدولي الذي يدعم السلطة في مقديشو لتخطي المصاعب الأمنية والحياتية والإنسانية.

إن تسوية الأزمة الصومالية تتطلب عدة شروط أساسية في مقدمتها تقوية الحكومة وتوسيع قاعدة المشاركة في الحكم من خلال قيام المنابر العربية والإسلامية، خاصة الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بتعزيز مساعيهما في الوساطة لإقناع الإسلاميين المعتدلين بالانخراط في برنامج وطني لإنقاذ البلاد.

وفي الوقت نفسه فإن من المهم تقوية قوات حفظ السلام الأفريقية من خلال توفير الدعم اللازم لها لتأدية دورها.