الأحساء وأقلام الكتاب

السبت - 25 فبراير 2017

Sat - 25 Feb 2017

حق للأحساء أن يبر بها أبناؤها، كيف لا وهي من تتربع في قلوب محبيها فضلا عن أبنائها، فكل من يسكنها من خارجها لا يفارقها، فقد سمعت من أدلى بهذا القول، ومنهم الدكتور ظافر الشهري رئيس النادي الأدبي بالأحساء، حيث قال إنه قطن الأحساء منذ أكثر من ثلاثين عاما ولم يسكن غيرها.

فلا يلام أبناؤها في برها، وكل يبرها بطريقته، ومن هؤلاء البررة الكتاب، فقد شمر كل منهم عن قلمه وانبرى للكتابة عن معشوقته الأحساء، وسأذكر النزر اليسير منهم لضيق المقام، فمن هؤلاء الذين كتبوا في الأحساء محمد بن عبدالله بن عبدالمحسن آل عبدالقادر في كتابه القيم تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد، وهو على قسمين طبع القسم الأول منه عام 1379هـ، وأما القسم الثاني فقد طبع عام 1382هـ، ثم أعيدت طباعة القسمين معا عام 1402هـ، وبعدها توالت الطبعات للكتاب مرات عدة، يبدو أن آخرها كان عام 1419هـ بمناسبة المئوية لتأسيس المملكة، وهو كتاب ممنهج أبجديا، يبدأ القسم الأول منه بذكر تاريخ الأحساء ومدنها وقراها، ويبدأ القسم الثاني بذكر مشاهير الصحابة من سكان هجر وجواثى، والخلاصة أنه كتاب لا غنى للباحث والكاتب والقارئ عنه على حد سواء.

ومنهم الأستاذ الدكتور عبدالله بن أحمد الطاهر (الأحساء دراسة جغرافية)، وهو كتاب يتحدث عن جغرافية الأحساء في تسعة فصول، تتضمن البحث في موقع الأحساء وأهميته وتضاريسها ومناخها وغير ذلك.

أما المهندس عبدالله الشايب فقد سجل بقلمه (مقالات في تراث الأحساء)، وكتب في كل ما يتصل ويمت بتراث الأحساء من أنواع التمور وألعاب الأطفال والأمثال الشعبية..إلخ).

ويطالعنا في من كتب عن الأحساء كتاب من الذاكرة الأحسائية، والذي يتضمن صفحات من تراث الأحساء في القرن العشرين، وقد أجاد الكاتب في استقصائه للبحث، ويتضح ذلك من خلال تصفحك للكتاب لتجد فيه البقالة في الذاكرة الأحسائية، الخبز في الذاكرة الأحسائية، الخياطة في الذاكرة الأحسائية، والكثير من العناوين، والمحتوى الذي ينبئ عن عمق في البحث ورصانة في الكتابة.

وأضاف الدكتور محمد جواد الخرس كتابا في مدينة الهفوف على وجه الخصوص، وقد عبر المؤلف عن كتابه بأنه مدخل لدراسة مظاهر الحياة في المدينة، وقد قسمه إلى ستة فصول تبين جميع مناحي الحياة المختلفة في الهفوف.

وآخر ما أذكره في هذه العجالة الكتاب المتميز (هجر واحة الشعر والنخيل) للأستاذ القدير عبدالله الشباط، كتاب رائع حقا، حيث يأخذك إلى عالم الأدب والأدباء الأحسائيين، وطبيعة الأحساء ومياهها العذبة، وإلى رموز واحة الشعر والنخيل.

يظل أبناء الأحساء شغوفين بودها وإكرامها لأنها واحة الأدب والثقافة والعلم، فحري بهم أن يكونوا كذلك معطاءين في خدمة هذه الواحة.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال