علم لبنان ومعظم الوطن العربي!
السبت - 04 فبراير 2017
Sat - 04 Feb 2017
تم أخيرا تمرير كليب يشير إلى خلفية تلوين أعلام عدد كبير من الدول العربية ..ونوه في بداية الكليب بخلفية تلوين علم لبنان؛ وأنه كان قد بدأ بالأخضر والأحمر والأسود والأبيض.. وأنه كان من اقتراح مارك سايكس البريطاني، هكذا.
ومع أن «سايكس»، كان فعلا أحد «دويتو» خطة سايكس بيكو لتوزيع تركة الدولة العثمانية على الأقل في جــل الهلال الخصيب، إلا أني أرى أن سايكس ذاته لم يخترع تلوين العلم اللبناني كما جاء في الكليب (بأن مقترحه كان الأخضر والأحمر والأسود والأبيض لتصميم ذلك العلم).
على أن لدي تفسيرا مغايرا عن سبب اقتراح السيد سايكس تلوين العلم اللبناني - ابتداء - بالأخضر والأحمر والأسود والأبيض (وهي «الألوان» التي أضحت فعلا فيما بعد نموذجا لألوان أعلام كثير من الدول العربية).
لكن سايكس، الذي قال عن التلوين بأنه كان قد توصل إليه على عجل «خلال 25 دقيقة»!، فإني أرى أنه كان - في الواقع - قد قلـد واقتبس فكرة ألوان العـلـم من مقولة الشاعر العربي العراقي صفي الدين الحلـي (الطائي؛ وأصله من الحلة، العراق، وتوفي في القرن الـ 14م)؛ فهذا الشاعر العربي هو الذي كان سبب ومصدر التلوين الرباعي لمعظم الأعلام العربية الحالية.
ولقد صدح الشاعر صفي الدين الحلـي بذلك مفاخرا بشدة، وعبر في قصيدته الشهيرة التي كان مطلعها:
(سلي الرماح الغوالي عن مـعالينا):
وقال فيها: بـيض صنائعـنا، سود وقائعـنا
خضر مرابعنا، حـمر مواضينا
وهكذا، ولنبعد ولو قليلا عن «الهياط» والمزايدة؛ وأيضا عن «العياط» واستعمال لفظة الاستعمار كمشجب لتبرير عثراتنا عبر السنين والقرون؛ فلقد دأبنا - و ثبتنا - على الأقل منذ قرن وزيادة، بالتعلق على مشجب الثنائي الشهير البريطاني - الفرنسي سايكس وبيكو اللذين يشار إليهما كمؤلفي خطة رسمت في 1916م، خلال الحرب العالمية الأولى لتقسيم تركة الدولة العثمانية، على الأقل فيما يشمل الهلال الخصيب، من شط العرب في العراق إلى وادي النيل بمصر، مارا بكامل «بلاد الشام».
وهذا الكليب، من كثرة مبالغته، كان قد (بدأ) يتحدث عن تاريخ تلوين علم لبنان (الناشئ منسلخا من رحم سوريا الكبرى، ونتيجة لخسائر الحرب العالمية الأولى).. فبدأ الإشارة إلى اقتراح مارك سايكس (البريطاني) فيما يخص استعمال الألوان: الأخضر والأحمر والأسود والأبيض لتصميم علم لبنان. لكن الكليب مضى فأشار - خطأ - إلى أن سايكس بهذا كان قد ورث وتسبب في تثبـيت استعمال هذه الألوان الأربعة عند عدد من الدول العربية الحالية. وزاد ملمحا - في حماس - بأن اختيار تلك الألوان ما كان إلا عملا من إرث ومؤامرات الاستعمار!
لكن، من الطريف أن هذا الكليب عرج فقط لماما على استقرار ألوان علم لبنان - فيما بعد - على خطين أحمرين متوازيين، بينهما خط أبيض في وسطه شجرة الأرز؛ ولكن دون إبداء أي تعليق أو سبب!
فبقي ظني الشخصي وراء سبب تصميم علم لبنان الحالي، بأنه فعليا إرث فرنسا؛ فنلاحظ أنه حقا اعتمد اللونين الأحمر والأبيض، وهما ثلثا علم فرنسا (والذي أصله: الأزرق والأبيض والأحمر).
والمفاجأة، الأخرى (في نظري) أن علم لبنان يكاد يطابق علم النمسا، وهو المستعمل حاليا، مصمم في خطين أحمرين وخط أبيض بينهما، مما يجعله في نظري شبيها بعلم لبنان، إلا أنه في حالة لبنان، قد تمت إضافة شجرة الأرز في وسط الخط الأبيض.
وفي ظني، الذي قد يصل للتخيـل، فإن ذلك كان تطييبا للنمسا وتطييبا لخاطرها كرد فعل تأريخي على حصار العثمانيين التاريخي ذات يوم لعاصمة النمسا، فيينا!
ومع أن «سايكس»، كان فعلا أحد «دويتو» خطة سايكس بيكو لتوزيع تركة الدولة العثمانية على الأقل في جــل الهلال الخصيب، إلا أني أرى أن سايكس ذاته لم يخترع تلوين العلم اللبناني كما جاء في الكليب (بأن مقترحه كان الأخضر والأحمر والأسود والأبيض لتصميم ذلك العلم).
على أن لدي تفسيرا مغايرا عن سبب اقتراح السيد سايكس تلوين العلم اللبناني - ابتداء - بالأخضر والأحمر والأسود والأبيض (وهي «الألوان» التي أضحت فعلا فيما بعد نموذجا لألوان أعلام كثير من الدول العربية).
لكن سايكس، الذي قال عن التلوين بأنه كان قد توصل إليه على عجل «خلال 25 دقيقة»!، فإني أرى أنه كان - في الواقع - قد قلـد واقتبس فكرة ألوان العـلـم من مقولة الشاعر العربي العراقي صفي الدين الحلـي (الطائي؛ وأصله من الحلة، العراق، وتوفي في القرن الـ 14م)؛ فهذا الشاعر العربي هو الذي كان سبب ومصدر التلوين الرباعي لمعظم الأعلام العربية الحالية.
ولقد صدح الشاعر صفي الدين الحلـي بذلك مفاخرا بشدة، وعبر في قصيدته الشهيرة التي كان مطلعها:
(سلي الرماح الغوالي عن مـعالينا):
وقال فيها: بـيض صنائعـنا، سود وقائعـنا
خضر مرابعنا، حـمر مواضينا
وهكذا، ولنبعد ولو قليلا عن «الهياط» والمزايدة؛ وأيضا عن «العياط» واستعمال لفظة الاستعمار كمشجب لتبرير عثراتنا عبر السنين والقرون؛ فلقد دأبنا - و ثبتنا - على الأقل منذ قرن وزيادة، بالتعلق على مشجب الثنائي الشهير البريطاني - الفرنسي سايكس وبيكو اللذين يشار إليهما كمؤلفي خطة رسمت في 1916م، خلال الحرب العالمية الأولى لتقسيم تركة الدولة العثمانية، على الأقل فيما يشمل الهلال الخصيب، من شط العرب في العراق إلى وادي النيل بمصر، مارا بكامل «بلاد الشام».
وهذا الكليب، من كثرة مبالغته، كان قد (بدأ) يتحدث عن تاريخ تلوين علم لبنان (الناشئ منسلخا من رحم سوريا الكبرى، ونتيجة لخسائر الحرب العالمية الأولى).. فبدأ الإشارة إلى اقتراح مارك سايكس (البريطاني) فيما يخص استعمال الألوان: الأخضر والأحمر والأسود والأبيض لتصميم علم لبنان. لكن الكليب مضى فأشار - خطأ - إلى أن سايكس بهذا كان قد ورث وتسبب في تثبـيت استعمال هذه الألوان الأربعة عند عدد من الدول العربية الحالية. وزاد ملمحا - في حماس - بأن اختيار تلك الألوان ما كان إلا عملا من إرث ومؤامرات الاستعمار!
لكن، من الطريف أن هذا الكليب عرج فقط لماما على استقرار ألوان علم لبنان - فيما بعد - على خطين أحمرين متوازيين، بينهما خط أبيض في وسطه شجرة الأرز؛ ولكن دون إبداء أي تعليق أو سبب!
فبقي ظني الشخصي وراء سبب تصميم علم لبنان الحالي، بأنه فعليا إرث فرنسا؛ فنلاحظ أنه حقا اعتمد اللونين الأحمر والأبيض، وهما ثلثا علم فرنسا (والذي أصله: الأزرق والأبيض والأحمر).
والمفاجأة، الأخرى (في نظري) أن علم لبنان يكاد يطابق علم النمسا، وهو المستعمل حاليا، مصمم في خطين أحمرين وخط أبيض بينهما، مما يجعله في نظري شبيها بعلم لبنان، إلا أنه في حالة لبنان، قد تمت إضافة شجرة الأرز في وسط الخط الأبيض.
وفي ظني، الذي قد يصل للتخيـل، فإن ذلك كان تطييبا للنمسا وتطييبا لخاطرها كرد فعل تأريخي على حصار العثمانيين التاريخي ذات يوم لعاصمة النمسا، فيينا!