ليس شرطا أن يكون الموسيقار راهبا
الثلاثاء - 31 يناير 2017
Tue - 31 Jan 2017
قرأت بجريدتي المفضلة «مكة» بتاريخ 12/8/1437هـ بقلم الأستاذ عبدالعزيز إبراهيم إسماعيل مقالا بعنوان (في الذكرى الخامسة والعشرين لوفاة موسيقار الأجيال)، ومقالا آخر بجريدة مكة أيضا في 12/8/1437هـ بقلم الأستاذ طارق الحسين بعنوان (الفنان محمد عبدالوهاب من وجهة نظر دينية)، وكلا المقالين في موضوع واحد يغطيه عنوان مقالتي هذه.
ولأنني عايشت هذه الأمور في مكة مع رجال لهم ضلع ضليع في مجالس الطرب، أخص بالذكر منهم رجلين (الشيخ حسن جاوه والشيخ تحسين السقاف)، والاسمان يعرفهما كل المكيين، لأن لهما أياد بيضاء في إصلاح ذات البين ودفع المال لما يوصلهما إلى إنهاء الخلافات، وخاصة الزوجية. ففي مكة أضيف إلى الاثنين الشيخ محمد سفر، والشيخ المطرب عبدالوهاب مبارك، والمحامي الشيخ محمد جعفر لبني، وفضيلة الشيخ عبدالله عبدالغني خياط، والشيخ جميل خوقير.
وفي مكة كان كبير العائلة إذا درى بخلاف زوجي وتدخل فكلمته يؤخذ بها، لأن طرفي الخلاف يعرفان ألا هوى له، بمبدأ «وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما»، وهكذا فقد كان رئيس المحاكم بمكة المكرمة الشيخ عبدالله بن عمر بن دهيش إذا كانت له قضية خلاف زوجية يقول لكاتب الضبط الشيخ يحيى ميرداد «اتصل بالشيخ تحسين السقاف أو بالشيخ جميل خوقير»، وإذا حضر أحدهما يسلمه الملف ولا يعتذر أحد منهما، وحتى الشيخ الخوقير ـ المهندس الطائر ـ إذا أخذ ملف قضية يلغي كل مواعيده ويتجه بكليته إلى القضية ولا يعيد الملف إلا بإقرار الصلح (برضا الزوجين)، وهكذا كانوا.
أما الشيخ عبدالوهاب مبارك الخياط (زوج عمتي أمونة) فإذا تكلم فكلمته التي تمشي ـ وكان طرفا النزاع يقولان (الشيخ عبدالوهاب قال..). أما سماحة الشيخ عبدالله عبدالغني خياط، أو سعادة الشيخ محمد جعفر لبني محامي سمو الأمير منصور وزير الدفاع والطيران، فأتذكر قضية خلاف زوجية سلمه ملفها فضيلة القاضي بالمحكمة الكبرى الشيخ أحمد ناضرين، وبعد أسبوع فيما كان الشيخ أحمد مارا بباب السلام وكان الشيخ اللبني جالسا بالمكتبة قال له الشيخ «إن شاء الله خيطتها»، فرد عليه «الإبرة انكسرت والمخيط انثنى ولم أوفق»، فقال الشيخ له «خيطها بالقنديل»، وكان الشيخ سفر مارا فطلب منه المساعدة، وهكذا كانوا.
فالطرب والأنس لهما محلهما ووقتهما، والصلح مقدم، ومن الله المثوبة، وهذا قليل من كثير، وأهل الحارة يقولون «إلي ما عنده كبير يشتريله كبير».
وكانت المغنية السيدة أم كلثوم تحفظ القرآن، والموسيقار عبدالوهاب ينتمي نسبا إلى آل البيت النبوي، إذ هو من أبناء الإمام الشعراني الصوفي الشهير، ولله في خلقه شؤون.
ولأنني عايشت هذه الأمور في مكة مع رجال لهم ضلع ضليع في مجالس الطرب، أخص بالذكر منهم رجلين (الشيخ حسن جاوه والشيخ تحسين السقاف)، والاسمان يعرفهما كل المكيين، لأن لهما أياد بيضاء في إصلاح ذات البين ودفع المال لما يوصلهما إلى إنهاء الخلافات، وخاصة الزوجية. ففي مكة أضيف إلى الاثنين الشيخ محمد سفر، والشيخ المطرب عبدالوهاب مبارك، والمحامي الشيخ محمد جعفر لبني، وفضيلة الشيخ عبدالله عبدالغني خياط، والشيخ جميل خوقير.
وفي مكة كان كبير العائلة إذا درى بخلاف زوجي وتدخل فكلمته يؤخذ بها، لأن طرفي الخلاف يعرفان ألا هوى له، بمبدأ «وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما»، وهكذا فقد كان رئيس المحاكم بمكة المكرمة الشيخ عبدالله بن عمر بن دهيش إذا كانت له قضية خلاف زوجية يقول لكاتب الضبط الشيخ يحيى ميرداد «اتصل بالشيخ تحسين السقاف أو بالشيخ جميل خوقير»، وإذا حضر أحدهما يسلمه الملف ولا يعتذر أحد منهما، وحتى الشيخ الخوقير ـ المهندس الطائر ـ إذا أخذ ملف قضية يلغي كل مواعيده ويتجه بكليته إلى القضية ولا يعيد الملف إلا بإقرار الصلح (برضا الزوجين)، وهكذا كانوا.
أما الشيخ عبدالوهاب مبارك الخياط (زوج عمتي أمونة) فإذا تكلم فكلمته التي تمشي ـ وكان طرفا النزاع يقولان (الشيخ عبدالوهاب قال..). أما سماحة الشيخ عبدالله عبدالغني خياط، أو سعادة الشيخ محمد جعفر لبني محامي سمو الأمير منصور وزير الدفاع والطيران، فأتذكر قضية خلاف زوجية سلمه ملفها فضيلة القاضي بالمحكمة الكبرى الشيخ أحمد ناضرين، وبعد أسبوع فيما كان الشيخ أحمد مارا بباب السلام وكان الشيخ اللبني جالسا بالمكتبة قال له الشيخ «إن شاء الله خيطتها»، فرد عليه «الإبرة انكسرت والمخيط انثنى ولم أوفق»، فقال الشيخ له «خيطها بالقنديل»، وكان الشيخ سفر مارا فطلب منه المساعدة، وهكذا كانوا.
فالطرب والأنس لهما محلهما ووقتهما، والصلح مقدم، ومن الله المثوبة، وهذا قليل من كثير، وأهل الحارة يقولون «إلي ما عنده كبير يشتريله كبير».
وكانت المغنية السيدة أم كلثوم تحفظ القرآن، والموسيقار عبدالوهاب ينتمي نسبا إلى آل البيت النبوي، إذ هو من أبناء الإمام الشعراني الصوفي الشهير، ولله في خلقه شؤون.
