خالف تعرف..!

الخميس - 26 يناير 2017

Thu - 26 Jan 2017

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أوعية تغص بالتشاحن والتطاحن، لا تمت إلى حرية الرأي بصلة، ولا إلى الفكر النير بشيء، أفكار ساذجة ومسطحة تثير غبارا، وتطوق الأعناق بأنساق ما أنزل الله بها من سلطان، ولا أحد من حاملي هذه الأفكار يفكر بوطن أو إنسان أو حياة، إنما التفكير منصب على أنانية الذات وعدم اتزانها، هؤلاء الأشخاص الغارقون في الشتائم والسباب وكيل الألفاظ النابية والبذيئة، إنما هم طفيليات تخوض في فضاءات أغبر رؤيتها هؤلاء الأشخاص، استغلوا وسائل التواصل الاجتماعي لكونها أوعية مفتوحة حتى آخرها ليعبروا عن أهوائهم وأشواقهم الدفينة التي تذهب إلى المخالفة من أجل الصعود على سارية الفراغات.



حقيقة الإنسانية ابتليت بمثل هذه الشرائح، وأعتقد أنه لا بد من مقاييس ولا بد من معايير وميزان يحدد هذا الضجيج، لا بد من قوانين تلجم مثل هذه التصرفات الهوجاء، والغوغاء، ومثل هذا الرغاء، حتى يسلم الجيل القادم من الملوثات الفكرية، وحتى نحافظ على قيمنا من الانتهازيين الذين يلاحقون طواحين الهواء ليقولوا إنهم هم الذين يلطفون الأجواء، يجب أن نتخلص من التلاسن، ونتحرر من فئات لا تريد خيرا للأوطان، وإنما تفعل كل ذلك من أجل أن تقنع الآخرين أنها هي المصل الذي لا غنى عنه، في حماية القيم، فئات ضلت وتحاول أن تضلل الآخرين بأنها الجسر الموصل إلى الحياة ومن دونها لا حياة، الكذبة بدأت تكبر وتكبر حتى صدقها أصحابها، ويريدون من غيرهم أن يصبحوا عليها، وهذه هي معضلة العقل الإنساني عندما يصبح رهين الطلاسم التاريخية.