عندما يموت الضمير

الثلاثاء - 24 يناير 2017

Tue - 24 Jan 2017

حياتنا باتت اليوم محافل من الغرابة والدهشة والتعجب لأحوال إنسانية مبتورة، الأمر الذي يجعلنا نعيد النظر في كثير من الأشياء السائدة من أفعال شخوص يقال إنهم بشر!! والتي أصبحت اليوم من المشاهد المألوفة لنا، ولكن هل كل ما هو سائد صالح وصحيح؟



راعني مشهد رأيته ولم أستطع نسيانه أو تجاهله، وذلك عندما رأيت تلك الطفلة وهي تصرخ من الألم ..من ماذا !! من ضرب والدها لها.



وآخر يلوم ويصرخ بولده فقط لأنه تأخر عن فك رباط حذائه، وطفلة ربما لم تتجاوز الرابعة معنفة الجسد من زوجة أبيها، وغير ذلك من المواقف التي ينظر إليها الواقع بنظرة الدهشة والارتياب، بات الأمر واقع إنسانيات، وقد غاب عن الفكر الأثر النفسي الذي سيطرأ على تلك الأرواح فيما بعد.



هل يمكن أن نتوقع من هؤلاء الأطفال والعشرات أمثالهم تصرفات سوية مع ذويهم ومعلميهم أو مرشديهم أو القائمين عليهم؟



أليس من المهم لفت النظر والانتباه لمثل هذه المواقف والحد منها ؟حبذا لو نعيد للطفولة معناها العظيم والبريء.



فعندما يموت الضمير، كل واحد منا يعيش في داخل بوتقة صندوق، وتصبح المعايير رخيصة والكل يبيع ويشتري ولا يبالي، من باع نفسه وأشياء، ومن جعل الشيطان رفيقة.



سوق هي الدنيا لا شيء فيها بالمجان مباح، وأوطان غابت عنها مفاهيم الحياة السوية، وأب كان ولده في كبده وآخر طحنه وعجنه بعناده وجبروته.



وأم رؤوم حنون أم صاحبة ناب وفأس، وأخ .. وآه من أخ نصب فخا لأخيه، وابن في لهوه وعبثه ضاع، حاكم ومحكموم.. ظالم ومظلوم، مسلمون وكفار.. وجنة ونار.



وهنا نتساءل: هل العقول في أماكنها أم سقطت في تيه الأيام؟! اسأل ضميرك فكل جواب هو في قلبك، عندها قد يكون هذا موت إنسان.