جرب أن تكسر القيود

لاحظ أحد الأشخاص عند زيارته لحديقة حيوان أن الفيل الضخم في الحديقة قد ربط بواسطة حبل صغير يلتف حول قدميه الأماميتين، ولم يشاهد سلاسل ضخمة أو قفصا كبيرا لذلك الفيل يمنعه من الهرب!



كان من الطبيعي جدا أن الفيل الضخم يستطيع بسهولة أن يتحرر من قيده في أي وقت يشاء، لكنه لسبب ما لا يقدم على ذلك. وعندما رأى الشخص المسؤول عن إطعام الفيل بالقرب منه سأله: لم يقف هذا الفيل الضخم مكانه ولا يقوم بأي محاولة للتخلص من قيوده والهرب؟!



تبسم وقال: حينما كان هذا الفيل الضخم حديث الولادة، وكان بالطبع أصغر بكثير مما هو عليه الآن، كنا نستخدم له قيدا في حجم القيد الحالي لنربطه به، وكانت هذه القيود في ذلك العمر كافية لتقييده، وعندما كبر اعتقد أنه لا يزال غير قادر على فك القيود والتحرر منها، بل ظل على اعتقاد أن الحبل لا يزال يقيده، ولذلك لا يحاول أبدا التخلص منه!



في الحقيقة، هذا الفيل الضخم الذي يملك القوة لرفع أوزان هائلة يستطيع بسهولة أن يتحرر من قيوده لو أراد، لكنه اعتقد أنه ضعيف وعاجز ولن يستطيع فرضي بحاله فبقي مكانه!



ولو تأملنا قليلا في حال معظم الأشخاص من حولنا لرأينا أنهم كالفيل في تعاملهم مع القيود الاجتماعية والحياتية التي تفرض عليهم، يعتقدون أنهم لا يستطيعون كسر تلك القيود التي تعترض طريق حياتهم فيبقون أسرى لها، بالرغم من أنه في كثير الأحيان يتضح لهم بعد فوات الأوان أنها أوهن من بيت العنكبوت!

تستمر الحياة وهم معلقون بقناعة مفادها أنهم لا يستطيعون تغيير واقعهم البائس بسهولة، وذلك لاعتقادهم بعجزهم وضعفهم عن التغيير، أو لأنهم حاولوا في وقت سابق ولم ينجحوا، فما الذي يمنعهم من المحاولة مرة تلو المرة حتى يتحقق لهم ما يريدون، فأحداث التاريخ وتجارب السابقين تؤكد أنهم لو حاولوا وكرروا المحاولة لنجحوا!



أخيرا.. جرب أن تكسر القيود التي تواجهك، فلا شيء مستحيل!