فايع آل مشيرة عسيري

حين يعود التاريخ..!

الخميس - 05 يناير 2017

Thu - 05 Jan 2017

حدثني العزيز الأستاذ صالح آل مريح مدير مكتب السياحة والآثار بنجران عن قصة ذاك البيت من الطين والذي حين علم بأن أهله يريدون أن يهدمونه فزع لهم وطلبهم بكل العادات والتقاليد النجرانية والتي تعتبر خطا أحمر حرصا منه على البقاء على هوية المكان وروح الإنسان، فما كان من أصحاب البيت القديم إلا أن اقتنعوا بهذا الفكر وتركوا هذا البيت المصنوع من الطين كشاهد عصر لكل الأجيال القادمة.



هذه القصة من الحكايات النجرانية التي كثيرا ما تجود بها ذاكرة كل بيت يقف شامخا عبر عصور مضت باتت أثرا بعد عين، واليوم يعود التاريخ عينا يرى ذاك الأثر كي ينفث فيه روح الجغرافيا ويبعث فيها الإنسان.



ولعل قلب نجران «أبا السعود» هي من تشعل فتيل الحب القديم الجديد وهي ترمم بيوتها وتعيد لها بريقها وحديث أنسها بفكرة الإقناع الذي يصل لحد الإمتاع وهم يشمرون عن سواعدهم كي يعيدوا بناء بيوتهم، لتعود شمسها للإشراق مجددا، هذا ما دفع هيئة الآثار والسياحة بمشاركة الأمانة لبناء فكرة منسجمة تتوحد فيها أبا السعود بواجهات تراثية لكل الأسواق الشعبية المنتشرة في أرجاء البلد، وتقام المهرجانات وكان آخرها مهرجان «كلنا نحب التراث»، وهي رسالة واضحة بأن التراث تتنفسه نجران أكسجينا يملأ قلبها كي يمنحنا أهازيج شعبية تطرب لها القلوب وتشدو بها كل الألسنة، هنا يقف قصر أبو ماضي التاريخي كي يمنح البلد الصورة الأجمل بطرازه الأجمل..!



وبين صوت الماضي وروح الحاضر نظرة استشراف ومستقبل يحتضن كل الثقافات حين تعبر كل الطرقات لترى سور الأخدود الذي يكمل لوحات نجران التراثية التاريخية، مشاهد كثيرة تراءت أمامي فحاولت اقتناص فكرة متمردة تمنح هذه المدينة الكثير من قبلات الطهر فهي مدينتنا الأم التي تمنحنا البياض دائما.



ومضة:



كنت قد جعلت نجران «ديرة المطاليق» قبلة إجازتي، فكانت كعادتها في الموعد بكل إرثها وتاريخها الذي يصعب اختزاله في مقالة وهي تستقبل كل العاشقين والمتيمين بها.