معرض الكتاب كلاكيت تاني مرة
الأحد - 18 ديسمبر 2016
Sun - 18 Dec 2016
أقترح أن يقوم أحدهم بعمل بحث أكاديمي تحت عنوان (فهم المجتمعات من خلال معرض الكتاب). فمعرض الكتاب هو تجربة تعبر عن القائمين عليه من خلال تنظيمه، وتنوع المشاركين به، وملاءمته لاحتياجات مرتاديه.
ويعبر عن المكان الذي يقام فيه من حيث تنوع أنشطته، وحرية آفاق مواضيعه ومعروضاته، وسهولة إجراءاته وتعاملاته. ويعبر عن مرتاديه وزواره ومستوى وعيهم من خلال تعاملهم مع الأنظمة، ونوعية ما يشترونه، ومدى مشاركتهم في الفعاليات والأنشطة. والأهم يعبر عن مثقفيه وكتابه ومفكريه من خلال كتبهم وأطروحاتهم وموادهم المعروضة ومدى غناها وتناغمها وقيمتها الأدبية والعملية.
وكمجتمع ناشئ في الأنشطة والفعاليات الفكرية والثقافية أرى أننا نبلي جيدا. نعم نبلي جيدا، رغم أن أول ما يصادف نظرك حين جولة سريعة على بعض دور النشر هو كتب الخواطر والأحزان واجترار آلام الحب وعذابه. نبلي حسنا رغم أن غالبية الروايات التي تتصدر الأرفف خالية من العمق، غارقة في التكرار المتخفي في الفصاحة اللغوية. نبلي حسنا رغم أن مؤلفات التطوير الذاتي والتأملات الروحية العربية هي عبارة عن أفكار مستنسخة من كتب الرواد الغربية. نبلي حسنا رغم أننا أصبحنا نمتلك الكثير من الأقلام ونصدر الكثير من الكتب ولكننا ما زلنا في أزمة فكرة أصلية حقيقية تضيف شيئا للفكر المشترك للإنسانية.
معرض الكتاب يشعرني بالسعادة، بالانتعاش الفكري، ومقابلة الناس ومناقشة المواضيع والكتب معهم مع قراءة مقتطفات من هنا وهناك تفجر في عقلي ينابيع من الأفكار الجديدة. فتخيلوا معي الوضع لو أنه كان هناك تطبيق الكتروني يعرض جميع مقتنيات المعرض، ويعطي للزوار لوائح بالتفضيلات بناء على بحثهم بالتعاون مع دور النشر نفسها التي ستسعد لاعتبارها أن هذه دعاية؟ وماذا لو أطلق المعرض برامجه باكرا وتفنن في تسويقها والتعاون مع الجهات الأخرى المهتمة بالقراءة والثقافة للوصول للناس؟ وماذا لو كانت هناك مساحات مخصصة للجلوس والاطلاع، بدلا من مساحات ضخمة لجهات خاصة وشبه حكومية لا ناقة لها ولا جمل.
وماذا لو أنني بعد الخروج متعبة من كثرة الوقوف وجدت مساحات شاسعة من الطاولات المغطاة بدلا من المساحات الضيقة الموجودة حاليا، ووجدت تنوعا في المعروض من المأكولات والمشروبات من خلال فتح المجال باعتدال الأسعار لمزيد من المطاعم، وأيضا لشاحنات الأطعمة للشباب، بدلا من عدد محدود وحصري لا يرضي ذائقة ولا ضغط الطلب لهذا العدد. ولكن كل هذا يهون أمام عرس الكلمة والورق الذي سيجعلك تستمتع متغاضيا عن كل العيوب.
[email protected]
ويعبر عن المكان الذي يقام فيه من حيث تنوع أنشطته، وحرية آفاق مواضيعه ومعروضاته، وسهولة إجراءاته وتعاملاته. ويعبر عن مرتاديه وزواره ومستوى وعيهم من خلال تعاملهم مع الأنظمة، ونوعية ما يشترونه، ومدى مشاركتهم في الفعاليات والأنشطة. والأهم يعبر عن مثقفيه وكتابه ومفكريه من خلال كتبهم وأطروحاتهم وموادهم المعروضة ومدى غناها وتناغمها وقيمتها الأدبية والعملية.
وكمجتمع ناشئ في الأنشطة والفعاليات الفكرية والثقافية أرى أننا نبلي جيدا. نعم نبلي جيدا، رغم أن أول ما يصادف نظرك حين جولة سريعة على بعض دور النشر هو كتب الخواطر والأحزان واجترار آلام الحب وعذابه. نبلي حسنا رغم أن غالبية الروايات التي تتصدر الأرفف خالية من العمق، غارقة في التكرار المتخفي في الفصاحة اللغوية. نبلي حسنا رغم أن مؤلفات التطوير الذاتي والتأملات الروحية العربية هي عبارة عن أفكار مستنسخة من كتب الرواد الغربية. نبلي حسنا رغم أننا أصبحنا نمتلك الكثير من الأقلام ونصدر الكثير من الكتب ولكننا ما زلنا في أزمة فكرة أصلية حقيقية تضيف شيئا للفكر المشترك للإنسانية.
معرض الكتاب يشعرني بالسعادة، بالانتعاش الفكري، ومقابلة الناس ومناقشة المواضيع والكتب معهم مع قراءة مقتطفات من هنا وهناك تفجر في عقلي ينابيع من الأفكار الجديدة. فتخيلوا معي الوضع لو أنه كان هناك تطبيق الكتروني يعرض جميع مقتنيات المعرض، ويعطي للزوار لوائح بالتفضيلات بناء على بحثهم بالتعاون مع دور النشر نفسها التي ستسعد لاعتبارها أن هذه دعاية؟ وماذا لو أطلق المعرض برامجه باكرا وتفنن في تسويقها والتعاون مع الجهات الأخرى المهتمة بالقراءة والثقافة للوصول للناس؟ وماذا لو كانت هناك مساحات مخصصة للجلوس والاطلاع، بدلا من مساحات ضخمة لجهات خاصة وشبه حكومية لا ناقة لها ولا جمل.
وماذا لو أنني بعد الخروج متعبة من كثرة الوقوف وجدت مساحات شاسعة من الطاولات المغطاة بدلا من المساحات الضيقة الموجودة حاليا، ووجدت تنوعا في المعروض من المأكولات والمشروبات من خلال فتح المجال باعتدال الأسعار لمزيد من المطاعم، وأيضا لشاحنات الأطعمة للشباب، بدلا من عدد محدود وحصري لا يرضي ذائقة ولا ضغط الطلب لهذا العدد. ولكن كل هذا يهون أمام عرس الكلمة والورق الذي سيجعلك تستمتع متغاضيا عن كل العيوب.
[email protected]
