كلماتنا تحتاج إلى تجميل!

الخميس - 15 ديسمبر 2016

Thu - 15 Dec 2016

قد تكون كلماتنا موجعة في بعض الأحيان وقد تكون قبيحة وتحتاج إلى تجميل في أحيان أخرى.



فكما نهتم بوضع المكياج على وجوهنا لنجملها، نحتاج أن نجمل كلماتنا قبل أن نلقيها في وجوه الآخرين. فبكلماتنا قد نقتل قلوبا ونحن لا نشعر، وقد ندمر أنفسا ونحن لا نعلم، فالكلمة سلاح ذو حدين فقد تساعد في إصلاح الذات أو قد تسهم في تحطيم المعنويات، بمعنى أن تكون داء أو تصبح دواء. فلا ينبغي قول الحقيقة دائما وفي كل الأحيان وفي جميع المناسبات، بل يتوجب علينا المجاملة أيضا عند إبداء الآراء في بعض المواقف، فقد تقف إحدانا في المطبخ لساعات طويلة لتطهو طبخة واحدة، ولا يكون إنجازها بالشكل المطلوب، وقد يكون هناك خلل في الأداء ربما لتعكير المزاج في ذلك اليوم، أو لأسباب أخرى لا نعلمها، فعلينا أن نجامل ساعتها. فالحقيقة قد تكون مرة لا يستسيغها الكثيرون أو قد تكون قاسية تحتاج إلى ترطيب لتمريرها في نفوس الآخرين. كثير من العلاقات الاجتماعية قد تفسد بسبب مرارة الحقيقة وإن كانت صحيحة. وكثير من القلوب تنكسر حين سماعها لها وإن كانت صائبة، فعلينا إبقاء الود في علاقاتنا الإنسانية والاجتماعية.



فالمريض بالمشفى حين يتلقى حقيقة مرضه القاسية قد ينتكس وتسوء حالته، وحين نجامله بكلمات واثقة وبأنه قد بدأ بالتحسن فقد يتحسن فعليا ويستجيب للعلاج. فالحقيقة مطلوبة في بعض الأحيان، والمجاملة توجب في أحيان كثيرة إن لم يكن في إبدائها ضرر. وقد أثبتت الحقائق والدراسات العلمية أن الإيحاءات الإيجابية قد تكون سببا في تفاؤل الأشخاص، والتفاؤل يعمل على ارتقاء أدائهم وتحسين أحوالهم وأوضاعهم، وهذا ما أشار إليه الإسلام بضرورة التفاؤل، فالعلم الحقيقي الناجح دائما يصدقه الدين.



الحياة مليئة بالمرارة والقسوة، ونحن نحتاج إلى التفاؤل، نحتاج إلى تجميل حياتنا الاجتماعية وعلاقاتنا الإنسانية حتى تدوم.

نحن لا نكذب على الآخرين.. ولكننا نجاملهم.