حسن المعاشرة والمعاملة

الخميس - 08 ديسمبر 2016

Thu - 08 Dec 2016

إن حسن المعاشرة والمعاملة هما من محاسن الصفات ومكارم الأخلاق والقيم المحمودة، والإنسان الموصوف بهما تكون معاشرته ومعاملته مع الأقارب ومع الناس باللطف واللين والسماحة في كل الأمور التي تعود بالخير والنفع لمن هم يستحقون المعاشرة والمعاملة الحسنة التي تجعل الإنسان المثالي الذي هو حسن المعاشرة والمعاملة لأقاربه وللآخرين يتحاشى الكذب أو الاحتيال والخداع والغش وغير ذلك من الصفات المذمومة لكي يكون محترما ومحبوبا لديهم.



وعن حسن المعاشرة والمعاملة قال الله تبارك وتعالى في الآية 19 من سورة النساء (وعاشروهن بالمعروف)، وفي الآية 36 من سورة النساء أيضا قال الله: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا)، وفي الآية 151 من سورة الأنعام: (قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا)، وفي الآية 35 من سورة الإسراء: (وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا).



ومن الأحاديث التي وردت في حسن المعاشرة والمعاملة حديث جاء فيه (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا)، و(إن الله يحب الرفق في الأمر كله)، و(خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه)، و(المسلم أخو المسلم لا يحل لمسلم باع لأخيه بيعا وفيه عيب إلا بينه له)، و(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، و(ما كان الرفق في شيء إلا زانه).



هذا ومن الأمثال الواردة بصدد حسن المعاشرة والمعاملة مثل (أعن أخاك ولو بالصوت)، و(إياك وما يتعذر منه)، و(تعاشروا كالإخوان وتعاملوا كالأجانب)، و(حافظ على الصديق لو في الحريق)، و(لا تكن رطبا فتعصر ولا يابسا فتكسر)، و(من لانت كلمته وجبت محبته).



ومن قول للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال (اجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك، فأحب لغيرك ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لها).



ومما قيل من الشعر في حسن المعاشرة والمعاملة قول للإمام الشافعي رحمه الله:

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى

وفارق بالتي هي أحسن

وقال شاعر:

فعاشر ذوي الألباب واهجر سواهم

فليس بأرباب الجهالة مجنب

والمرجو من الله تعالى أن يجعل للمسلمين حسن المعاشرة والمعاملة فيما بينهم بأخلاق حسنة وهو القادر على ذلك.