عبدالعزيز سليمان سبهاني

الأعمال التطوعية

الأربعاء - 07 ديسمبر 2016

Wed - 07 Dec 2016

الأعمال التطوعية إيجابية من الإيجابيات، وقيمة أخلاقية رفيعة، وهي تعد من المثل العليا فهي جزء من المسؤولية الاجتماعية تجاه الآخرين كأفراد، نساهم من خلالها برسم البسمة بوجوههم وإدخال البهجة على قلوبهم، وأيضا لها دور كبير تجاه المجتمع كخدمات تقدم طواعية.



منها على سبيل المثال، إعانة ذوي الحاجة، أو القيام بتنظيف المرافق العامة، أو تقديم البرامج التدريبية والمحاضرات التثقيفية، وغيرها من الأعمال التي تعبر عن الانتماء والترابط، وتحقق التكاتف والتعاضد، رغبة في الأجر من الله، وحبا في أعمال البر وأفعال الخير، والتي يحثنا عليها ديننا الحنيف.



الأعمال التطوعية كعبارة مكونة من شقين، الأول أعمال وهي نشاطات، والتزامات يتم فيها بذل الجهد لتحقيق هدف يعتبر إنسانيا اجتماعيا، بعيدا عن المقابل المادي، والأخير هو إيضاح للشق الثاني منها كعبارة، فمن يقدم الأعمال التطوعية لا يبحث عن المردود المالي منها، إنما عن القيم فيها، فما يقوم به من جهد يعتبره استثمارا نحو الآخرين.



فعند تنفيذ الأعمال نحتاج دوما إلى الرغبة والمهارة والمعرفة، فالرغبة بهذه الأعمال تنبع من القلب وتأتي بناء على وضوح الهدف والسعي نحو تحقيقه، كونه خيرا للغير، وعن جزئية المهارة، فهي تختص هنا بالتعامل مع الآخرين، خصوصا وأن هذه الأعمال التطوعية تتم ضمن فريق عمل والذي من المهم أن يحظى بالتعاون بين أعضائه، وأن ينمي فيه ما يطلق عليه بروح الفريق، والذي يشتمل على الثقة، والالتزام، والجودة، والإخلاص، والمسؤولية، كما نجد أن مما يمتلكه المتطوع حب المبادرة للقيام بهذه الأعمال دون تردد أو ملل، وأخيرا المعرفة وهي المعلومات المتاحة، عن نوع العمل التطوعي الذي سيتم تقديمه من خلال هذا الفريق، وهي جزئية قابلة للتنمية والتطوير، والإمداد والتخطيط للوصول إلى أداء عال ومثالي.



وهذه الأعمال التطوعية تعد فرصة لإعطاء أو اكتساب الخبرات، وتنمية المواهب، وتساعد على حسن الاستفادة من الأوقات المتاحة، وتوظيفها بما يعود بالنفع عليه كمتطوع بها.



يزخر مجتمعنا ولله الحمد بالكثير من الأعمال التطوعية، فهي جهود تحظى بالتقدير والثناء، وتبعث على السعادة، وتوجد الفخر والاعتزاز، وتولد الشعور بالثقة بالنفس لدى المتطوعين، وتزيد من احترام الآخرين نحوهم، فهنيئا لهم هذا الجد، وهذه الثقافة الاجتماعية الراقية، وهذا الفكر المستنير، وهذه الجهود المضيئة.