مستقبلنا بين إرهاب الفكرة وشيطنة «الاستشارات»
السبت - 03 ديسمبر 2016
Sat - 03 Dec 2016
هذا المقال فكرة باستطاعتك أن تستخرج منه الكثير من العيوب إن كنت تبحث عن العيوب، ولن تنظر لأي إيجابية، أما إن أردت التطوير فبالإمكان اقتراح بدائل مفيدة، وبإمكانك أن تستخرج منه ميزات لتمدحه من أجل المجاملة، ويمكنك أيضا استخراج بعض الإيجابيات إن كان الهدف الاستفادة والتعلم من الإيجابيات والأفكار الجديدة. أرجوك الأمر مهم امنحني بعضا من وقتك، هذا المقال طويل لكنه مهم لمستقبل وطننا وأبنائه.
كل تغيير أو حل في حياتنا هو فكرة، والأفكار الجديدة هي ابتكار ولد من رحم الإبداع الإنساني يتحول إلى منتج أو مشروع يجعل حياتنا أجمل وأسهل، تخيلوا حياتنا دون كل شيء ابتكره الإنسان.
ببساطة سيبقى الإنسان في عصره الحجري الأول لا يعرف إلا الأشياء الفطرية كالأكل والتناسل. إذاً الابتكار هو الهبة الإلهية العظيمة ما يعني الديمومة ليعمر الإنسان الأرض. وأكبر دليل على ذلك أن شركات كبرى أهملت الابتكار والأفكار الجديدة وربما حاربتها واليوم اختفت بعد أن أفلست، أما على مستوى الدول فالتي لم تنهر تخلفت والشواهد حولنا مؤلمة في محيطنا العربي.
اليوم بلادنا تشهد للأسف ما يمكنني أن أصفه بإرهاب الفكرة، فللأسف بقدر ما ارتقينا فكريا نتيجة لتعليمنا وزيادة عدد حاملي الشهادات العليا في بلادي، زاد لدينا النقد من أجل النقد، فأي فكرة جديدة تطرح تلقى موجة من الانتقاد والرفض. لا تقل لي إن هناك أسبابا وليس مجرد نقد، فببساطة يمكن أن أجد ألف زاوية خطأ لأي فكرة، وتحول أي مشروع وطني بين مطرقة «ما يفهمون لأن المفروض يعملون كذا» أو «لعبوني أو أخرب». أعرف أنني ربما أفتح النار على نفسي بهذه الطريقة، لكن الوطن اليوم يحتاج لصراحة متعقلة كيسة حكيمة، ومن يعتقد بهراء ما أقول فليضع ما أقول في ميزان رؤيتهم للأشياء بأن لكل منا حرية الرأي.
ما يحتاج الوطن اليوم ليس المجاملة أو الطبطبة على الجروح كي تكبر وتتورم، لا يريد الإيمان بالأفكار الجديدة والبحث عن ميزاتها التي ستكون مثل الوصفة العلاجية التي يضعها الطبيب لمعالجة المرض ثم الفيتامينات التي ستقوي الجسد، نحتاج أن نرى الأفكار الجديدة كخارطة طريق لحياة أفضل وعلى رأس هذه الأفكار «رؤية 2030» التي يأتي تحت مظلتها «برنامج التحول الوطني»، وهي إن لم تكن خرجت بالشراكة مع دار ماكنزي للاستشارات فربما مع غيرها، وما العيب في أن نبحث عن الأفضل لمستقبل بلادنا.
إن توجه الدولة نحو دور الاستشارات الإدارية فكرة عملية لاختصار طريق طويل، للاستفادة من أفضل التجارب العالمية، الرؤية بشمولية وعالمية، الاستفادة من تجارب الحكومات والشركات الفاشلة والناجحة، التحليل على أسس متطورة لواقع الحال، والأهم تقديم حلول مبتكرة قابلة للتنفيذ وفق الإمكانات السياسية، الاقتصادية، الجغرافية، الاجتماعية.
إنها كلمة بسيطة كي نحل مشاكلنا أونكمل نجاحنا فيما أنجزنا على الأصعدة كافة: «ابتكار» ومشكلتنا اليوم شيطنة من يقدم لنا الأفكار الخلاقة، بكل صراحة نحن نشهد لما يقارب العام حملة شيطنة لفكرة الاستعانة بالمكاتب الاستشارية، لا ضير أن نستغني عن المكاتب الاستشارية يوما ما، لكن عقب أن نبني بدائل سعودية في القطاعين العام والخاص، وربما يكون التدريب والتأهل ضمن العقود التي تبرم مع هذه الشركات الاستشارية.
إن ما يجعل مكاتب الاستشارات ذات أهمية كبرى هي دائرة خروج الأفكار المرتبطة بآليات عمل، فهي ليست مجرد ورش عمل بسيطة أو جلسة عصف ذهني عابرة، إن وددنا أن ننقد فعلينا أن نرى بفهم وبعمق ما الذي يحدث؟ مكاتب الاستشارات في التعامل مع الشركات تستغرق بين الشهرين إلى ستة أشهر، بينما الحكومات يمضي المستشارون بين ستة أشهر إلى عام كامل.
إن آلية عمل هذه المكاتب معقدة جدا، تبدأ بجمع المعلومات وإجراء المقابلات وتحليل كميات كبيرة من البيانات الخام، تأتي بعد ذلك مرحلة تشخيص الحالة ككل ثم رسم سيناريوهات مرتبطة بفهم الطبيعة الاجتماعية والأجواء السياسية وفهم التغيرات في المشهد الدولي والأسواق العالمية، ثم إمكانية تطبيق سلة من الحلول الحقيقية ومتابعتها وتقييمها مرحليا لضمان تحقيق الأهداف من جانب وتعديل أي خلل قد يطرأ على آلية التنفيذ.
قبل 34 عاما كتب آرثر تورنر مقالا في الدورية الأقوى عالميا هارفارد بزنس رفيو بعنوان «الاستشارات ليست مجرد إعطاء نصائح». ذكر مقاله أن دائرة تقديم المشورة عبارة عن سلسلة من الإجراءات تختلف من فريق إلى آخر، أو مكتب استشارات إلى آخر، إلا أنها تلتزم بمنهجية صارمة تصنف وفق مساحة مهنية وخبرة خصوصا في ناحية التحليل التنافسي، ماذا تريد المنظمة أو الحكومة على المدى البعيد، إدارة عملية التطوير، وأخيرا تطوير البشر لمواكبة التصحيح أو التطوير.
هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن ما تقدمه مكاتب الاستشارات مشاريع فذة لا تقبل الخطأ، قد يكون هناك مشكلات ولكن هذا لا يعطينا الحق بأن نلعب بمشاعر الناس ونساير أي فكرة شعبوية تستغل ميل الشارع «للفكرة المعاكسة»، لأن الناس يستهويهم أي شيء مغاير للسائد، خصوصا إن دعمته بسلسلة من العيوب، هي موجودة في أي فكرة متى ما كان المجهر مسلطا على العيب ولا شيء غير العيب.
اليوم ومن أجل مستقبل الوطن والأجيال نحمل أمانة أن نعكس وعينا وتطورنا علميا وعمليا في أن نساهم معا في تعزيز أي جانب يجعل من تطبيق هذه الأفكار ممكنا، لأن المشاريع ذات الشكل البراق لا يمكن أن تلمع من الداخل إلا إذا أخلص وتفاءل من يعملون فيها أو يراقبونها، وتزداد أهمية المشاريع إن ارتبطت بنمو أمة واستمرارها ورقيها وتجاوزها العقبات الصعبة التي تزيدها قوة بدل أن تضعفها.
أبرز أسباب استعانة الحكومات والشركات بدور الاستشارات الإدارية
1 البحث عن جهة أكثر تخصصا وعمقا في تحليل المشكلات، كشف الأسباب ووضع الحلول
2 اختصار جهد طويل يوسع إما من الخسائر أو يفاقم المشكلات القائمة
3 البحث عن عين من خارج دائرة الحكومة أو الشركة لرؤية المشكلة
4 الاعتماد على قدرات تفكير متنوعة بشرية
5 الحصول على كفاءات متخصصة بشكل دقيقة مثل الإحصائيين
6 إيجاد حلول لا يؤثر فيها الجو الداخلي للمنظمة (حلول دون مجاملة أو صراعات)
7 تقديم سلة أفكار من خارج الصندوق وغير تقليدية
أقوى 10 دور استشارات إدارية وفقا لموقع بلومبيرج
كل تغيير أو حل في حياتنا هو فكرة، والأفكار الجديدة هي ابتكار ولد من رحم الإبداع الإنساني يتحول إلى منتج أو مشروع يجعل حياتنا أجمل وأسهل، تخيلوا حياتنا دون كل شيء ابتكره الإنسان.
ببساطة سيبقى الإنسان في عصره الحجري الأول لا يعرف إلا الأشياء الفطرية كالأكل والتناسل. إذاً الابتكار هو الهبة الإلهية العظيمة ما يعني الديمومة ليعمر الإنسان الأرض. وأكبر دليل على ذلك أن شركات كبرى أهملت الابتكار والأفكار الجديدة وربما حاربتها واليوم اختفت بعد أن أفلست، أما على مستوى الدول فالتي لم تنهر تخلفت والشواهد حولنا مؤلمة في محيطنا العربي.
اليوم بلادنا تشهد للأسف ما يمكنني أن أصفه بإرهاب الفكرة، فللأسف بقدر ما ارتقينا فكريا نتيجة لتعليمنا وزيادة عدد حاملي الشهادات العليا في بلادي، زاد لدينا النقد من أجل النقد، فأي فكرة جديدة تطرح تلقى موجة من الانتقاد والرفض. لا تقل لي إن هناك أسبابا وليس مجرد نقد، فببساطة يمكن أن أجد ألف زاوية خطأ لأي فكرة، وتحول أي مشروع وطني بين مطرقة «ما يفهمون لأن المفروض يعملون كذا» أو «لعبوني أو أخرب». أعرف أنني ربما أفتح النار على نفسي بهذه الطريقة، لكن الوطن اليوم يحتاج لصراحة متعقلة كيسة حكيمة، ومن يعتقد بهراء ما أقول فليضع ما أقول في ميزان رؤيتهم للأشياء بأن لكل منا حرية الرأي.
ما يحتاج الوطن اليوم ليس المجاملة أو الطبطبة على الجروح كي تكبر وتتورم، لا يريد الإيمان بالأفكار الجديدة والبحث عن ميزاتها التي ستكون مثل الوصفة العلاجية التي يضعها الطبيب لمعالجة المرض ثم الفيتامينات التي ستقوي الجسد، نحتاج أن نرى الأفكار الجديدة كخارطة طريق لحياة أفضل وعلى رأس هذه الأفكار «رؤية 2030» التي يأتي تحت مظلتها «برنامج التحول الوطني»، وهي إن لم تكن خرجت بالشراكة مع دار ماكنزي للاستشارات فربما مع غيرها، وما العيب في أن نبحث عن الأفضل لمستقبل بلادنا.
إن توجه الدولة نحو دور الاستشارات الإدارية فكرة عملية لاختصار طريق طويل، للاستفادة من أفضل التجارب العالمية، الرؤية بشمولية وعالمية، الاستفادة من تجارب الحكومات والشركات الفاشلة والناجحة، التحليل على أسس متطورة لواقع الحال، والأهم تقديم حلول مبتكرة قابلة للتنفيذ وفق الإمكانات السياسية، الاقتصادية، الجغرافية، الاجتماعية.
إنها كلمة بسيطة كي نحل مشاكلنا أونكمل نجاحنا فيما أنجزنا على الأصعدة كافة: «ابتكار» ومشكلتنا اليوم شيطنة من يقدم لنا الأفكار الخلاقة، بكل صراحة نحن نشهد لما يقارب العام حملة شيطنة لفكرة الاستعانة بالمكاتب الاستشارية، لا ضير أن نستغني عن المكاتب الاستشارية يوما ما، لكن عقب أن نبني بدائل سعودية في القطاعين العام والخاص، وربما يكون التدريب والتأهل ضمن العقود التي تبرم مع هذه الشركات الاستشارية.
إن ما يجعل مكاتب الاستشارات ذات أهمية كبرى هي دائرة خروج الأفكار المرتبطة بآليات عمل، فهي ليست مجرد ورش عمل بسيطة أو جلسة عصف ذهني عابرة، إن وددنا أن ننقد فعلينا أن نرى بفهم وبعمق ما الذي يحدث؟ مكاتب الاستشارات في التعامل مع الشركات تستغرق بين الشهرين إلى ستة أشهر، بينما الحكومات يمضي المستشارون بين ستة أشهر إلى عام كامل.
إن آلية عمل هذه المكاتب معقدة جدا، تبدأ بجمع المعلومات وإجراء المقابلات وتحليل كميات كبيرة من البيانات الخام، تأتي بعد ذلك مرحلة تشخيص الحالة ككل ثم رسم سيناريوهات مرتبطة بفهم الطبيعة الاجتماعية والأجواء السياسية وفهم التغيرات في المشهد الدولي والأسواق العالمية، ثم إمكانية تطبيق سلة من الحلول الحقيقية ومتابعتها وتقييمها مرحليا لضمان تحقيق الأهداف من جانب وتعديل أي خلل قد يطرأ على آلية التنفيذ.
قبل 34 عاما كتب آرثر تورنر مقالا في الدورية الأقوى عالميا هارفارد بزنس رفيو بعنوان «الاستشارات ليست مجرد إعطاء نصائح». ذكر مقاله أن دائرة تقديم المشورة عبارة عن سلسلة من الإجراءات تختلف من فريق إلى آخر، أو مكتب استشارات إلى آخر، إلا أنها تلتزم بمنهجية صارمة تصنف وفق مساحة مهنية وخبرة خصوصا في ناحية التحليل التنافسي، ماذا تريد المنظمة أو الحكومة على المدى البعيد، إدارة عملية التطوير، وأخيرا تطوير البشر لمواكبة التصحيح أو التطوير.
هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن ما تقدمه مكاتب الاستشارات مشاريع فذة لا تقبل الخطأ، قد يكون هناك مشكلات ولكن هذا لا يعطينا الحق بأن نلعب بمشاعر الناس ونساير أي فكرة شعبوية تستغل ميل الشارع «للفكرة المعاكسة»، لأن الناس يستهويهم أي شيء مغاير للسائد، خصوصا إن دعمته بسلسلة من العيوب، هي موجودة في أي فكرة متى ما كان المجهر مسلطا على العيب ولا شيء غير العيب.
اليوم ومن أجل مستقبل الوطن والأجيال نحمل أمانة أن نعكس وعينا وتطورنا علميا وعمليا في أن نساهم معا في تعزيز أي جانب يجعل من تطبيق هذه الأفكار ممكنا، لأن المشاريع ذات الشكل البراق لا يمكن أن تلمع من الداخل إلا إذا أخلص وتفاءل من يعملون فيها أو يراقبونها، وتزداد أهمية المشاريع إن ارتبطت بنمو أمة واستمرارها ورقيها وتجاوزها العقبات الصعبة التي تزيدها قوة بدل أن تضعفها.
أبرز أسباب استعانة الحكومات والشركات بدور الاستشارات الإدارية
1 البحث عن جهة أكثر تخصصا وعمقا في تحليل المشكلات، كشف الأسباب ووضع الحلول
2 اختصار جهد طويل يوسع إما من الخسائر أو يفاقم المشكلات القائمة
3 البحث عن عين من خارج دائرة الحكومة أو الشركة لرؤية المشكلة
4 الاعتماد على قدرات تفكير متنوعة بشرية
5 الحصول على كفاءات متخصصة بشكل دقيقة مثل الإحصائيين
6 إيجاد حلول لا يؤثر فيها الجو الداخلي للمنظمة (حلول دون مجاملة أو صراعات)
7 تقديم سلة أفكار من خارج الصندوق وغير تقليدية
أقوى 10 دور استشارات إدارية وفقا لموقع بلومبيرج
- ماكنزي وشركاه
- باين وشركاه
- مجموعة بوسطن للاستشارات
- ديلويت للاستشارات
- برايس ووتر هاوس كوبرز
- أولفر وايمن للاستشارات
- مجموعة برايتل
- كورنر ستون للاستشارات
- آي تي كيرني
- مجموعة بريدجسبان