أسكنكم المولى الفردوس الأعلى

الجمعة - 25 نوفمبر 2016

Fri - 25 Nov 2016

قال الحق تعالى (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).



صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالعزيز طيّب الله ثراه، غادر الدنيا الفانية إلى دار الحق، لقوله تعالى (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون).



ترك هذه الدنيا وصحب معه أعماله الطيبة والجليلة ليُلاقي وجه ربه وهو راض عنه إن شاء الله، فقدت بلاد الحرمين الشريفين رجلا فذا بقامة أبوخالد الذي ما فتئ يعمل ويتحسس ويتلمس أحوال الضُعفاء، الأيتام والأرامل وكل صاحب حاجة، أبوابه مُشرعة للقاصي والداني، تركي بن عبدالعزيز صاحب القلب الكبير والصدر الرحب، القلب الذي كان رحمه الله يحمل العطف والحنان والأبوة لكل من طلب منه المساعدة، كان يعيش الآلام وأوجاع المعوزين... يسُد رمق الجائع والفقير، الابتسامة ما فارقت محياه الأغر يشعر بالسعادة والفرح عندما يقضي حاجة إنسان بعد الله عزّ وجل.



كان المغفور له بإذن الله محبوبا لدى إخوانه الملوك والأمراء وكل من عرفه.. كان عضدا لإخوانه يشد من أزرهم، لا يألو جهدا في الوقوف مع إخوانه وأبناء عمومته وأهله وذويه، حباه العليّ القدير بخصال وشمائل طيبة وكريمة، دمث الأخلاق، تواضع جم، مزروع بداخله النخوة والمروءة ونصرة المظلوم، عندما تسنم منصبا رفيعا في وزارة الدفاع نائبا لشقيقه المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله كان العضد ونعم السند بذل كل ما يستطيع في بناء وتنمية واستقرار وأمن هذا الوطن الغالي حتى وهو بعيد عنه، تركي بن عبدالعزيز الذي أجمع الجميع على أنه الرجل الذي بذل وعمل بسخاء يرجو إن شاء الله عفو ورضا ربه المعبود ثم ولاة الأمر وفقهم الله، نحسبه إن شاء الله من الصابرين ومحتسبي الأجر من الباري جل وعلا على الابتلاء والمرض الذي ألمّ به، قال تعالى ((إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب... الآية )). وفي آية أُخرى ((وبشّر الصابرين)).



كان الأمير الراحل تركي بن عبدالعزيز يتواصل مع الكثير ممن كان يعمل معه أو يعرفه حتى وهو بعيد خاصة مع أشقائه وأبنائهم والأسرة الكريمة، لا يرد صاحب حاجة، إما مساعدة مادية أو خطاب لمستشفى، أو شفاعة في أمر ما من أمور الدنيا، كانت ردود الفعل لهذا المصاب الجلل في داخل المملكة وخارجها أكبر دليل أنه في قلوب الجميع: له أياد بيضاء وحبه لكل من عمل بقربه، حظي بهذا الحب بنقاء سريرته إن شاء الله، الألسن تلهج بالدعاء أن يغفر له العزيز القدير ويرحمه بواسع رحمته ورضوانه ويجمعه العليّ القدير مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يرزقه الحق المبين أعالي الجنان الفردوس الأعلى وهو سبحانه القادر على كل شيء.



إن محبة الله عزّ وجل هي التي تنافس فيها المتنافسون وسعى إليها عباده المتقون وإن شاء الله الأمير الراحل من المتنافسين ومن الذين (سعوا) إلى هذا الفضل وهذا العطاء من لدن رحيم غفور، حبه وشغفه لأعمال الخير وكل ما يقربه إلى خالقه تبارك وتعالى نال الجزاء الأوفى إن شاء الله وحب رب العزة والجلال، وبطاعته لربه وعبادته نال بإذن الله الدرجة الرفيعة والمنزلة العظيمة بصبره وجهاده لنفسه على ما ابتلاه به المولى عزّ وجل، فوجد إن شاء الله حلاوة الإيمان في قلبه ويقينه بأن الله قريب من عباده المؤمنين.