التدخين الخطر الاقتصادي القادم

لا يقتصر الضرر الناجم عن التدخين على المشاكل الصحية التي يسببها، بل إن هذا الأمر يسبب مشكلات اقتصادية تطال جيب المدخن، وقد سجلت قيمة واردات السعودية من لفائف السجائر خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري البالغة 2.90 مليار ريال، نموا نسبته 13% مقارنة بقيمتها بالفترة نفسها من العام الماضي البالغة 2.57 مليار ريال، وبحسب توقعات الهيئة العامة للإحصاء، فإن كمية لفائف السجائر التي استوردتها السعودية خلال الـ 8 أشهر بلغت نحو 27.5 ألف طن، مقارنة بـ 26.3 ألف طن للفترة نفسها من العام الماضي، مسجلة نموا نسبته 4 في المائة ما يعادل نحو 1.16 ألف طن.



كما تشير التقارير الاقتصادية إلى أن الكمية السابقة التي استوردتها السعودية خلال الـ 8 أشهر من العام الجاري تعادل نحو 917 مليون علبة (باكيت) دخان، مقارنة بـ 878.2 مليون علبة (باكيت) للفترة نفسها من العام الماضي، فيما بلغ متوسط استهلاك الأفراد شهريا نحو 114.6 مليون علبة (باكيت).



وجرى بناء التوقعات على وزن علبة (باكيت) الدخان الواحد، حيث يبلغ وزنه 30 جراما لكل باكيت بناء على عشرة أنواع متعددة من الدخان، فقد بلغت قيمة واردات السعودية من لفائف السجائر فقط خلال عشر سنوات ماضية، نحو 29.2 مليار ريال وتحديدا منذ عام 2007 حتى نهاية شهر آب (أغسطس) من العام الجاري، بينما بلغ المتوسط الشهري لقيمة السجائر التي استوردتها السعودية خلال العام الجاري نحو 363 مليون ريال، وعلى صعيد الكمية، فقد بلغت كمية الواردات خلال الفترة السابقة منذ عام 2007 حتى أغسطس من العام 2016 نحو 338.5 ألف طن، تعادل نحو 11.3 مليار علبة (باكيت) دخان.



ختاما .. قد ينفق المدخن السعودي على التدخين ما يعادل ربع دخله الشهري ثمنا للتدخين، وربما ينفق مثل ذلك أيضا في علاج الأمراض الناشئة عنه، مع أنه ربما يكون محدود الدخل، وينفق على أسرة كبيرة، أو يعاني ظروفا اقتصادية شديدة؛ مما يسبب له تراكم الديون ومضاعفة المشكلات، وما يترتب على ذلك من هموم ومصائب وغير ذلك، والسؤال المطروح هو ما الفائدة المرجوة من هذه البضاعة الخبيثة؟! ومن الرابح من وراء ذلك؟!