الشباب .. احتياجاتهم ودورهم المستقبلي

الخميس - 17 نوفمبر 2016

Thu - 17 Nov 2016

يرى كثير من المختصين أن الشباب نتيجة لنموهم المتسارع الملحوظ يقعون بين نظام قيم اجتماعية يتسم بأنه تقليدي وضيق من ناحية، وأسلوب حياة حديث فردي النزعة يشجع على المبادرة الشخصية والاعتمادية من ناحية أخرى، وندرة النشاطات والوسائل الترفيهية المناسبة التي تمثلهم وتعكس احتياجاتهم الجسمانية والنفسية وتوفر لهم مساحة حرة للتعبير عن الذات وعن قضاياهم التي يعيشونها على أن يكون ذلك داخل إطار بيئي وطني منضبط وأمن تتوفر فيه مصادر الإرشاد والعون ووالتوجيه التي تعينهم على التعامل مع هذا الواقع وتوضح لهم طبيعة الخصائص والتغيرات التي يمرون فيها.



ويعتقد الشباب، خاصة الأكبر سنا أنهم يحتاجون إلى أن يكون لهم رأي أكبر في عملية صنع القرارات التي تؤثر في حياتهم، وعلاقاتهم العائلية، أو في مؤسساتهم التعليمية، وأماكن العمل ومجتمعاتهم المحلية. كما أن جزءا منهم لديهم أفكار جديدة إبداعية قد تكون مفيدة إذا أعطيت لهم الفرصة المناسبة في تطوير مؤسسات المجتمع المدني بدءا من مجالس الطلبة مرورا بالأندية الطلابية والرياضية والمنظمات الأهلية والجمعيات المهنية، إلا أن الدراسات أثبتت أنهم أصبحوا أقل رضى مع تقدم العمر ويبدو أنه من الضروري جدا مراجعة القنوات الحالية وإنشاء أخرى جديدة لإتاحة مجال أوسع لمشاركاتهم.



ويتفق كثير من علماء النفس والتربية من حيث نظرة الشباب إلى أنفسهم، أنهم عادة متفائلون بمستقبلهم، ويرون أنفسهم بمنظار إيجابي، وأنهم قادرون على التعامل مع الآخرين وحل مشاكلهم والبدء بالنشاطات الحياتية أو العملية إذا توفرت لهم الظروف البيئية المناسبة واكتسبوا الحد الأدنى من المهارات الضرورية والسلوكية الحميدة التي توصلهم إلا هذا الحد من التفاؤل الإيجابي والقدرة على الانطلاق.



وفي الوقت نفسه تظهر مشاعر الحزن والقلق والخوف والاكتئاب عليهم مع التقدم بالسن، نتيجة ما يتعرضون له من حالات عدم التشجيع والإحباط وضعف الثقة.



إن فئة الشباب وما تعنيه من أهمية لكل المستويات والأصعدة لها الدور الكبير والمؤثر الذي قد تلعبه في الحاضر والمستقبل وفي دعم مسيرة المجتمعات وتطوير الأوطان وحمايتها كشريحة لها وزنها، وتحتاج إلى من يوجها ويستثمر طاقاتها كشريك قوي في التغير والتنمية وفي مجالات الحياة المختلفة، ومن أبرزها يأتي العمل التطوعي والمشاركة الاجتماعية الفعالة، مع التنويه بأن الشباب في العالم يشهد مجموعة من التحولات في طرق وأساليب التفكير وأنماط السلوك، فهو يعيش في فترة انتقالية يتداخل فيها التقليدي والحديث في جميع جوانب الحياة، ومنها العلاقات الاجتماعية والثقافية السائدة. كما أن التداخل بين المحلي والعالمي كنتيجة لثورة الاتصال والمعلومات انعكس على الشباب بصورة أقوى، وذلك للخصائص والسمات التي ينفردون بها مع التركيز على أن الشباب المتعلم هو الأكثر مواجهة لهذه التحولات وتفنيدها وما ينجم عنها من تأثيرات سلبية أو إيجابية على السواء.