قاسم حداد: القارئ أذكى مما نتوقع وشرح النص ليس مهمتي

يتجنب الشاعر البحريني قاسم حداد التورط في شرح شذراته للقارئ، ذلك الفن الذي يخاطب المستقبل والأجيال القادمة، ويظل معاصروه عاجزين في أغلب الأحيان عن فهمه أو تقبله، تاركا حرية الفهم له، ويقول «واصل في شرح عملك الفني، فلن يفسد إبداعك شخص مثلما تفعل» ويكون لمن قرأ الخيار في الاستقبال والوعي التي تيسر للكاتب التمتع بها لحظة الكتابة، رجاة أن تنطوي هذه الحرية على نفس القدر من المتعة التي توفرت للكاتب وقتها

يتجنب الشاعر البحريني قاسم حداد التورط في شرح شذراته للقارئ، ذلك الفن الذي يخاطب المستقبل والأجيال القادمة، ويظل معاصروه عاجزين في أغلب الأحيان عن فهمه أو تقبله، تاركا حرية الفهم له، ويقول «واصل في شرح عملك الفني، فلن يفسد إبداعك شخص مثلما تفعل» ويكون لمن قرأ الخيار في الاستقبال والوعي التي تيسر للكاتب التمتع بها لحظة الكتابة، رجاة أن تنطوي هذه الحرية على نفس القدر من المتعة التي توفرت للكاتب وقتها

الخميس - 28 أغسطس 2014

Thu - 28 Aug 2014



يتجنب الشاعر البحريني قاسم حداد التورط في شرح شذراته للقارئ، ذلك الفن الذي يخاطب المستقبل والأجيال القادمة، ويظل معاصروه عاجزين في أغلب الأحيان عن فهمه أو تقبله، تاركا حرية الفهم له، ويقول «واصل في شرح عملك الفني، فلن يفسد إبداعك شخص مثلما تفعل» ويكون لمن قرأ الخيار في الاستقبال والوعي التي تيسر للكاتب التمتع بها لحظة الكتابة، رجاة أن تنطوي هذه الحرية على نفس القدر من المتعة التي توفرت للكاتب وقتها.





1 - ما الوحدة الموضوعية التي يمكن أن يستدل بها القارئ على شذراتك؟




  • لم أعد أدرك بالضبط المعنى الذي يحمله تعبير الوحدة الموضوعية بعد ما يزيد على قرن من إطلاقه وتداوله، بالنسبة لي على الأقل لا أشعر بأن مثل هذه المصطلحات يمكن أن تسعفني أو تساعد النص على الولادة. كما أن مسألة هداية القارئ إلى الطريقة المثلى للقراءة وابتسار الإشارات نحو النص ليست مهمتي. فالقارئ أذكى مما نحسب، والمتاهات هي الطريق الملكية نحو المتعة، ففي المغامرة جزء من النجاة، كما يقول النفري.





2 - كيف يمكن أن تصل فكرة الشذرات للقارئ؟




  • من قال لك أنني أريد للقارئ أن يفهم؟ ليس لدي شيء للعقل، لدي أشياء للقلب.





3 - لم نصوصك سوبر افتراضية هل تعتبرها مفتاحا لإعادة النظر في كتابة قصيدة النثر لدى الجيل الجديد؟




  • لا أعلم، وفي الواقع أنني لم أكن أفكر في ذلك عندما كنت أكتب هذه النصوص، سؤالك يذهب إلى مطرح مختلف جدا عن مشاغل هذه النصوص. أنت تتحدثين عما يشغل النقاد وغيرهم، وهذا ليس شأني حقا، إنني فعلا لا أعرف.





4 - هل تطلبت منك شذرات الغزالة يوم الأحد ترتيبها وفق أولويات ذهنية أم أنك قمت بترتيبها كما تأتى لها؟




  • أذكر أنني كتبت معظم هذه الشذرات في برلين 2008 طوال عام كامل في أوقات متفرقة، ثم كتبت البعض الآخر في البحرين بين وقت وآخر. وقتها لم أكن أفكر في كيفية نشرها، فقد كنت أنشر معظمها في زاويتي وقت للكتابة بجريدة الوقت البحرينية. روحيا كنت أجد في هذه النصوص شيئا يعالجني. الكتابة فقط هذه الأهم بالنسبة لي. لم أعد أتوقف عند الشكل منذ سنوات طويلة، أترك الكتابة لكي تقودني ويتخلق النص بمعزل هم مسبقات الهندسة. وحين طلب مني الصديق ماهر شرف الدين نصوصا لنشرها ضمن منشورات الغاوون، أخبرته بما لدي من شذرات. فتحمس للفكرة. أرسلت له النصوص وقرأها وتحمس لنشرها فعلا. اقترح علي بعض التعديلات التي ساعدتني على تفادي بعض الهنّات التي أقع فيها وقت النشر الصحفي عادة. ليس في الأمر عشوائية ولا فوضى عندما يتعلق الأمر بالطبع والنشر. حالة السديم تكون لحظة الكتابة، لكن بعد تخلّق النص سيكون الأمر أكثر جدية ومسؤولية، ورافقني قلق نشر الشذرات طوال الوقت قبل نشرها، وربما ما أزال كذلك.





5 - هل شذراتك هروب لا واع واستراحة مقصودة ينجو بظلها الشاعر من اشتغاله على نصه الشعري؟




  • إن الكتابة بالنسبة للكاتب هي القلق المقيم طوال الوقت وبلا هوادة، هذا ينطبق على كل كلمة وسطر يكتبه الكاتب، إذا كان كذلك حقاً، إنني لا أرتاح ولا أهرب إنني أعشق، هل صادفتِ عاشقاً يستريح؟





6 - يبدو حسك الساخر حاضراً وبقوة عند تناولك أيديولوجيات منها ما هو عقائدي أو سياسي أو فكري بحيث تشكل مزاجا عاما لكتابك ما أهمية السخرية في كشف المسكوت عنه؟




  • من بين الأصدقاء الذين التفتوا إلى حس السخرية لدي، كان الصديق الشاعر عبدالله السفر أبرزهم وأكثرهم نباهة والتفاتاً، إلى الحد أنني أدركت بعد ذلك بقدر واضح من الوعي بحس السخرية العفوي الذي أجابه به الواقع، وبدأت أشعر بالارتباك وأنا أضبط نفسي في حالات من السخرية التي تدفعك إليها مواقف لا تحصى. يبقى أن السخرية هي من أكثر وسائل التعبير السريالية مضاء وفعالية وراديكالية. وإذا نجحت بعض هذه الصور الساخرة في بعض الشظايا، فإن ذلك مرده لهشاشة الواقع وليس لقوة النص بالضرورة.





7 - لماذا (الغزالة يوم الأحد) بالذات، ما خلفية العنوان؟




  • هذا العنوان عندي منذ سنوات طويلة، فقد أيقظني حين حلمت به في تسعينات القرن الماضي. أيامها كنت أبحث عن عنوان لكتاب جديد أنوي طبعه، فحلمت به، لكنه لم يناسب ذلك الكتاب. وبقي في داخلي طوال الوقت. وحين جمعت الشذرات وقررت نشرها، وفيما أفكر في عنوان للكتاب لم أقدر على مقاومته، قلت هذا هو الكتاب الذي جاء من أجل هذا العنوان بالضبط. الحق أنني لم أفهم المعنى الذي يمكن أن ينطوي عليه، لكنني فقط أشعر بالجمال فيه، العناوين بالنسبة لي تجارب وحدها، الغزالة فقط تشبه غزالة مثلها.



 



قاسم حداد




  • ولد في البحرين 1948.



عمله




  • - شارك في تأسيس أسرة الأدباء والكتاب في البحرين 1969.


  • - تولى رئاسة تحرير مجلة كلمات التي صدرت 1987.


  • - ترجمت أشعاره إلى عدد من اللغات الأجنبية.



مؤلفاته:




  • - قلب الحب.


  • - النهروان.


  • - القيامة.


  • - علاج المسافة.


  • - قبر قاسم.


  • - المستحيل الأزرق.


  • - الغزالة يوم الأحد.