عواصمنا لا تقرأ!

هناك مقولة قديمة انتشرت بين الشعوب العربية وأوساط المثقفين العرب مفادها أن (القاهرة تؤلف، وبيروت تطبع، والخرطوم تقرأ)! كان ذلك عندما كان الناس يقبلون على العلوم والمعارف بشغف واهتمام وحرص، بل كان أحدهم يستقطع من معاش أسرته الشهري ليشتري كتابا أو كتابين، والأسرة تسعد بذلك أيما سعادة لأنه لم يكن يشغلها فقط غذاء الأجسام بل كانت تبحث عن غذاء العقول والنيل من المعارف والعلوم والاستزادة منها

هناك مقولة قديمة انتشرت بين الشعوب العربية وأوساط المثقفين العرب مفادها أن (القاهرة تؤلف، وبيروت تطبع، والخرطوم تقرأ)! كان ذلك عندما كان الناس يقبلون على العلوم والمعارف بشغف واهتمام وحرص، بل كان أحدهم يستقطع من معاش أسرته الشهري ليشتري كتابا أو كتابين، والأسرة تسعد بذلك أيما سعادة لأنه لم يكن يشغلها فقط غذاء الأجسام بل كانت تبحث عن غذاء العقول والنيل من المعارف والعلوم والاستزادة منها

الخميس - 18 ديسمبر 2014

Thu - 18 Dec 2014

هناك مقولة قديمة انتشرت بين الشعوب العربية وأوساط المثقفين العرب مفادها أن (القاهرة تؤلف، وبيروت تطبع، والخرطوم تقرأ)! كان ذلك عندما كان الناس يقبلون على العلوم والمعارف بشغف واهتمام وحرص، بل كان أحدهم يستقطع من معاش أسرته الشهري ليشتري كتابا أو كتابين، والأسرة تسعد بذلك أيما سعادة لأنه لم يكن يشغلها فقط غذاء الأجسام بل كانت تبحث عن غذاء العقول والنيل من المعارف والعلوم والاستزادة منها.
وقد كانت حصة المكتبة بالمدارس الابتدائية من أروع الحصص آنذاك، وكثير من البيوت كانت تمتلك مكتبات صغيرة أو أرففا لوضع الكتب بالمنزل، أما الآن فانقلب الحال وأصبحت كل عواصمنا من المحيط إلى الخليج لا تقرأ!وأذكر في نهائيات سبعينات القرن الماضي كان شقيقي الأكبر (د.
محمد الخضر) يدرس بالمحروسة (مصر) بجامعة القاهرة وكنا ننتظر عودته في نهاية الفصل الدراسي بشوق ولهفة وقليل من الصبر! لأنه يأتينا محملا (بالهدايا) لكنها لم تكن كهدايا هذا الزمن ملابس وألعاب (بلايستيشن)، إنما كانت بطعم آخر ونكهة مختلفة.
وهي عبارة عن كتب ومجلدات من أمثال فقه السنة (للسيد سابق) وإحياء علوم الدين (للإمام الغزالي)، وتشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان(للشيخ محمد بن عمر التونسي)، وروايات (نجيب محفوظ) و(إحسان عبد القدوس)، وأشعار (أبي العلاء)، وحكم (المتنبي).
نعم تلك كانت هدايانا! وكم كنا شغوفين بهذه العلوم والمعارف والاستزادة منها لأنها رسمت لنا فيما بعد خارطة الطريق ونحن نتلمس ونتحسس مواهبنا في ذاك الزمان الجميل.
فاليوم لم تعد القاهرة تكتب ولا تؤلف ولا الخرطوم تقرأ! والشعب يطارد لقمة العيش التي أصبحت عصية في هذا الزمان، والحكومات تحارب الإرهاب والتطرف ولا تخصص أموالا ولا ميزانيات لتحريك الفعل الثقافي والمعرفي، مما جعل المشهد الثقافي يخيم عليه الركود والجمود والتراجع، بالإضافة إلى الغزو الثقافي المعادي والفضاء المفتوح والتقنية الالكترونية البديلة التي كانت سببا في القضاء على رونق الكتاب وانحسار الصحيفة الورقية.
نقطة سطر جديد:«ليت الزمان يعود يوما لأخبره» بما فعلت الشبكة العنكبوتية.