رواوة موقع تاريخي يهدده هواة الصيد

يضم غدير رواوة التاريخي جنوب المدينة المنورة على مسافة 40 كيلو مترا بالقرب من أبيار الماشي، ما يزيد على 150 نقشا تعود إلى عصور إسلامية مبكرة، بداية من القرن الأول الهجري، إضافة إلى نقوش ورسومات ثمودية لحيوانات وغيرها أحصى معظمها الدكتور سعد الراشد في كتابه (كتابات إسلامية غير منشورة من رواوة 1413)

يضم غدير رواوة التاريخي جنوب المدينة المنورة على مسافة 40 كيلو مترا بالقرب من أبيار الماشي، ما يزيد على 150 نقشا تعود إلى عصور إسلامية مبكرة، بداية من القرن الأول الهجري، إضافة إلى نقوش ورسومات ثمودية لحيوانات وغيرها أحصى معظمها الدكتور سعد الراشد في كتابه (كتابات إسلامية غير منشورة من رواوة 1413)

الخميس - 21 أغسطس 2014

Thu - 21 Aug 2014



يضم غدير رواوة التاريخي جنوب المدينة المنورة على مسافة 40 كيلو مترا بالقرب من أبيار الماشي، ما يزيد على 150 نقشا تعود إلى عصور إسلامية مبكرة، بداية من القرن الأول الهجري، إضافة إلى نقوش ورسومات ثمودية لحيوانات وغيرها أحصى معظمها الدكتور سعد الراشد في كتابه (كتابات إسلامية غير منشورة من رواوة 1413).



 



آثار طلقات



وبحسب الباحث في معالم المدينة المنورة عزالدين المسكي والذي رصد ضمن بحوثه عددا من معالمه، تتوافر تلك المنطقة التاريخية على عدد واسع من النقوش والرسومات الثمودية بمختلف الأشكال والتي تنتشر على عدد من واجهات المواقع الصخرية، إضافة إلى عدم انقطاع الماء عنها طيلة العام، وهو ما جعلها موطنا للمياه الراكدة، حيث باتت مقصدا للطيور، ولهواة الصيد حيث ترى آثار الطلقات منتشرة في المكان إذ يخشى على هذه النقوش من التلف والتشويه.

ويرجح المسكي أن الموقع كان محطة لاستراحة المسافرين، نظرا لغزارة النقوش وتنوع كاتبيها وتتابع الفترات الزمنية التي كتبت فيها، وهذا خلاف القاطنين فيه من ذرية الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كما يظهر من الأسماء المدونة.

ويقع هذا الغدير كما تشير المصادر التاريخية على أحد طرق الحج من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، وهو ما يسمى قديما بدرب الغائر والذي سلكه النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، في هجرته.

وأكد على أنه تم تسوير الموقع من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار، إلا أن المنطقة تحتاج إلى مزيد من التهيئة وتوفير الإمكانات والمرافق الخدمية كي تتحول إلى منطقة جاذبة للسياح، ويفترض أن تضاء بشكل جيد كي يتمكن السياح من التعرف على معالم المكان، خصوصا تلك النقوش والرسوم التاريخية.

وأشار المسكي في حديثه لـ»مكة» إلى أن الموقع يتطلب تضافر الجهود بين الهيئة العامة للسياحة والآثار، وأمانة المدينة المنورة لتجهيزه ليصبح نقطة جذب سياحية كبيرة تزداد أهميتها بوقوعه على طريق المسافرين بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، أي أنه لن ينقطع من السائحين طيلة العام.



 



رواوة تاريخيا وأدبيا



جاء ذكر رواوة في كتب البلدانيات وأشهر من كتبوا عنه أبوعلي الهجري وياقوت الحموي وقال فيه البكري في معجمه: ولا يرى قعر هذا الغدير أبدا ولا يفارقه الماء.

وذكره العرب في أشعارهم كالأحوص الأنصاري الذي يقول:




  • أقوت رواوة من أسماء فالسند


  •         فالسهب فالقاع من عيرين فالجمد



وقال كثير عزة:




  • وغيّر آيات بنعف رواوة


  •         توالي الليالي والمدى المتطاول



وأشار المسكي من موقعه إلى وجود حراك آثاري وسياحي من خلال عدد من المشاريع التي تبنتها الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع الجهات المعنية للتعريف بتراث المملكة الآثاري الواسع، خصوصا مشروع إحصاء عدد من مواقع التاريخ الإسلامي، إلا أن ذلك الجهد يحتاج إلى مزيد من الترجمة على أرض الواقع كي تتحول السياحة إلى صناعة واستثمار يستفيد منها اقتصادنا الوطني، ومن شأن ذلك أن يوجد فرصا وظيفية جديدة.