كلهم يشترون الشعر!!

إن أبدع الشاعر (الموااااطٍ) العادي في مدح أحد كبار الشخصيات ـ حسب تصنيف شركة (الكرهب) ـ اتهم بأنه (راعي شرهات)، وصدر الحكم بإدانته بالتسول والاستجداء، وصُدِّق الحكم فورًا، ولم يعد يحلم بالاستئناف؛ بعد أن انتشرت الشائعات (المؤكدة)، بأنه انتقل من ملحق مسروق ـ بلغة العقار ـ في (خنشليلة)، إلى قصر تتوسطه حديقة غنَّاء، وتحيط به (4) شوارع مسروقة برضو، ولكن بلغة (نزاههههههة)!!



ولن يصدق أحدٌ ولا (خميس ومالي خلق أزعل) أن ممدوحه (الفلتة) لم يكلف نفسه، ولا وزيره، ولا سائقه، ولا صبَّاب (الكيف) حتى، بمكالمة هاتفية يشكره... يشكره؟ أستغفر الله.. لا شكر على واجب.. بل يخبره أن (الخوي) قرأ القصيدة؛ جبرًا لخاطره ليس إلا!!



وإن لقي أحدُهم الشاعرَ المتهم بالاستجداء والنفاق، في الصناعية ـ مثلًا ـ صرخ : وااااو! ما شاء الله اشتريت كل الصناعية بالباقي من (الشرهة)؟



ولم ينتظر ليقسم له: أنه ما جاء إلا لإصلاح ما تبقى من سيارته (القرنبع)؛ بعد أن تعرض لصدمة عنيفة من الخلف، أثناء وقوفه على جانب الطريق؛ ليكتب تلك القصيدة على مناديل (الكبشتينو)! وقاطعه: ممكن سيلفي و(سناب)؟ أنا الآن في الصناعية التي اشتراها الشاعر العبقري من مؤخَّر (الشرهة)، التي نفحه إياها صاحب السـ..الـسـعادة!!



وقد عمّ هذا الاتهام (الجاهز) وطمّ الكتاب أيضًا! ومنهم زميل شهير جدًا، كانوا يلقبونه بـ(صوت الشعب)؛ ثم (قلبوا) عليه قلبة (ضَبْ)؛ لأنه مدح بعض المسؤولين! وحين اتضح أنه اضطر للهجرة إلى دولة شقيقة لتحسين دخله؛ قالوا: طبعًا.. (قحش) كل الشرهات (فيذا) وراح يقحش ما يستطيع (فيذاك)!!!



وإن كتب وجيه أو ثري شعرًا؛ اتهم بأنه (يشتريه)! فالطبقة المخملية ما هي (كفو) ألم ومعاناة! عكس ما يراه سيدنا (طه حسين): من أن إتقان الشعر والفن أجدر بهؤلاء الرابصين في النعيم، من أولئك الكادحين وراء لقمة العيش، و(الإسكان قريبًا)! واستشهد بالخليفة (ابن المعتز)، الذي صار (ترامب) الدولة العباسية لليلة واحدة فقط، لكنه ما زال ملك (البديع) في الشعر!



وإن غاب الشاعر (الهامور) فترةً قالوا: مؤكدٌ أنه اختلف مع من يكتب له على مقدار (الشرهة)! أما إن كفّ عن النشر نهائيًا؛ فلأن الذي كان يكتب له مات!!!



ولك أن تتخيل مستقبل أمة: كل المبدعين والكتاب فيها متسوّلون، وكل الهوامير فيها يشترون الضمائر والذمم!!



[email protected]