يا عراق: مَيْكنة "حزب الدّعوة" منْتَجهَا واحد!

سأرغم نفسي على أن تتفاءل بعراقٍ سيكون أهدى مِن أن يضل سبيله ثانيةً باتجاه «طائفيّةٍ» تولّى كِبر تكريسها المالكي وقد كانت بعض قيادات حزبه له ظهيرا حيثُ ألفيناها

سأرغم نفسي على أن تتفاءل بعراقٍ سيكون أهدى مِن أن يضل سبيله ثانيةً باتجاه «طائفيّةٍ» تولّى كِبر تكريسها المالكي وقد كانت بعض قيادات حزبه له ظهيرا حيثُ ألفيناها

الاحد - 17 أغسطس 2014

Sun - 17 Aug 2014



سأرغم نفسي على أن تتفاءل بعراقٍ سيكون أهدى مِن أن يضل سبيله ثانيةً باتجاه «طائفيّةٍ» تولّى كِبر تكريسها المالكي وقد كانت بعض قيادات حزبه له ظهيرا حيثُ ألفيناها وقد طفِقت تشدُّ من أزره في جملةٍ من مواقف تغوّلتها طائفيّة بغيضة إذ تعرّت فيها العنجهيّة/ الصّفة التي لازمت المالكي سنواته الثمان؛ ما جعله يعتقد جازماً بأنّه في كلّ ما كان يأتيه من الأقوال والأفعال ليس سوى اضطلاع بالإنابة عن فلول «الحزب» ذلك أنّ زمام التحريض كان ملك يمين أيديهم وهم وحدهم «طليعة الحزب» وبيسارهم كانوا يوقعون على كلّ بيان!

ولطالما باركوه طيلة المدّة التي أنفقها مكثا على كرسيّ خلَف به الواعظ الحسيني إبراهيم الجعفري ولم يكن ثمة فارق فيما بين الاثنين؛ ذلك أنّه ما كان لهما أن يتأهلا للمنصب لولا «الشروط الحزبيّة» التي توافرا عليها. وأيّما حزب ليس بمستطاعه أن يُنتج وعاءين مختلفين باستثناء تنوّعٍ له علاقة باللون/ مجرد الأصباغ التي تقتضيها الظروف المناخية وتستوجبها متغيّرات الطقس ليس إلاّ!

لست أدري أيّ انتقالٍ «سياسي» هذا الذي يمكن أن يحتفل به «عراقيّاً»؟! في حين أنّ السياسية لـ«حزب الدعوة» لا تؤمن بمثل هذا الانتقال إلا في حال عدّته تغير: (زِلم بـ: زِلم آخر) بحسبان أنّ «العقل الحزبي» ذو صرامة أيديولجيّة فليس من السهل إذن أن يتغيّر في سياساته ما بين عشية وضحاها حتى ولو «تكتيكيّاً»، إذ يصعب تصوّر ذلك إجرائيّاً على «حزبٍ» عقديٍّ يرى نفسه أكبر من العراق نفسه!

وبأيّ آليّةٍ يمكن لـ«العبادي» أن يُطبّب الجراح الغائرة في جسد سنّة العراق تلك التي أدماها «المالكي» بحكومته لدورتين متتاليتين في مشهدٍ من «حزب» كان الأول أحد فاعليه؟! أم أنّ السنّة في العراق من السذاجة بمكان بحيث يكون مِن اليسير بالمرّة كسب ودّهم عبر جملةٍ من حقائب وزاريّة -ليست سيادية- تكفل لهم دغدغة مشاعر «شيوخ العشائر» ولو إلى حين؟!

إنّ الخطابات المكتنزة بالوعود الوردية قلّما تكون ذات أثرٍ فعليٍّ ناجزٍ في حالٍ تُشبه مثلاً: ما عليه معاناة المنتفضين في «الأنبار» فـ«الأزمة في العراق» تقتضي مشروعاً تغييرياً حقيقيّا يحفر في العمق ابتغاء استئصال الأزمة من جذورها.

ومن الآخر: إلى أيّ مدىً يمكن لـ«العبادي» الشيعي الموصوف بالاعتدال أن ينعتق من أسر «حزبٍ» هو محكوم بسياسته -كما كان المالكي قبلاً-؟! وكيف سيكون موقفه -وقد باركته مرجعية السيستاني- من إعادة النظر في الموقف من المواطنة، والعلاقة بالمرجعية، وبالتالي الموقف برمّته من الولاء المطلق لـ«إيران» على حساب الوطن الأم؟!