بيتنا والبيت الأبيض..!

الثلاثاء - 08 نوفمبر 2016

Tue - 08 Nov 2016

سنضطر - آسفين - لأن نقول وبصوت دونالد ترامب الجهور: You're Fired لكل من لا يزال يظن أن الانتخابات الأمريكية سيكون لها تأثير على الجانب السياسي والاقتصادي فحسب، ولن تمتد للجانب الاجتماعي والنفسي والأسري..!، فمن جهة بات - وبشكل ملموس جدا - الجانب الاقتصادي والسياسي مؤثرا وبقوة في الجانب الاجتماعي والنفسي والأسري، وكل هذه الجوانب باتت تعمل متحدة وضمن منظومة معقدة للغاية من الإعلام والمال لتؤثر في المجتمع ثم الأسرة ثم الفرد.



ومن جهة أخرى فإن التأثير المعنوي لوصول امرأة (هيلاري كيلنتون) - ذات الروح الإنجليزية المعتدة بنفسها والثابتة والمتماسكة لحد كبير والتي أفادتها بنكسة عاطفية كان بطلاها مونيكا وبيل - لحكم واحدة من أهم الدول وأكثرها تأثيرا وأقواها نفوذا سيكون له أثر واضح جدا على موقف المرأة وتمسكها بقضاياها ومطالبتها بحقوقها واعتدادها بنفسها، مما يضيف بعدا جديدا على منظومة العلاقة الأسرية وعلى تعامل المرأة مع الرجل والعكس..!، وحتى وصول ذاك الرجل الصلف - صاحب الروح الألمانية العملية والمتشددة والتي لا تكاد تصل إليها العواطف والتي حمته في كثير من نكساته التجارية القاسية - سينعكس بدوره على الرجل وطريقة تعاطيه مع الحياة وتعامله مع من حوله ومع المرأة والأطفال والمرؤوسين تحديدا..!



وأقولها متيقنا إن انتخابات البيت الأبيض ستؤثر بشكل مباشر على بيتنا وبيوتنا جميعا، وعندها قد يسأل سائل: ما دورنا حيال تلك الانتخابات؟!، وأقول بكل ثقة: إن كان الناخب الأمريكي لا يعلم - حقيقة – ما دوره تجاه تلك الانتخابات، ويعلم أن تأثيره محدود فيها وأن هناك اعتبارات كثيرة تحكم صراع الفيل الجمهوري والحمار الديمقراطي هي أكبر من الناخب الأمريكي ومن دونالد وهيلاري حتى..!



وحقيقة لم تمر الانتخابات الأمريكية بحيرة حرجة للغاية كحيرة هذه الانتخابات، فلا أحد يعلم يقينا من سيصل إلى البيت الأبيض ليؤثر بدوره في بيوتنا..؟! فالمرحلة حساسة وخطيرة ومفصلية ولا يدرى أعقل هيلاري ونفسيتها الثابتة وعمق قراراتها أم صلافة دونالد ترامب وقسوته وعقليته التجارية، هي الأصلح لهذه المرحلة، فمن سيصل إلى البيت الأبيض في هذه الفترة لن يعالج مشاكل أمريكا - فقد اتسع فيها الخرق على الراقع، ولكنه على الأقل سيوقف - ولو موقتا - المنحنى المنحدر وبشدة نحو الأسفل اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وكل الذي نملكه أن نحمي بيوتنا بغرس القيم فيها، فقيمة العدل والمساواة وإعطاء كل ذي حق حقه وقيمة الاحترام والتقدير وقيمة الرحمة والشفقة وقيمة التعاون والتعاضد وقيمة الإخلاص، كل هذه القيم مجتمعة ستخفف من تأثير الانتخابات الأمريكية على بيوتنا، وستجعلنا نضع قدما على أخرى ونحتسي كوب الشاي في انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية، والتي أظن أن دونالد ترامب هو من سيفوز فيها..!