حُلم المسكن متى يتحقق يا وزارة الإسكان؟

دائماً ما أتذكر حجم الغبن الذي يشعر به المواطن وجسّده قبل عدة سنوات الأستاذ عبدالله ناصر الفوزان في مقاله الذي نُشر بتاريخ 13 /1 /1431هـ بصحيفة الوطن تحت عنوان (سرقات ناعمة)، تحدّث فيه عن صدمة الأكاديمي القانوني، خريج جامعة هافرد، المفعم بالنشاط والحيوية والإخلاص، (أبو أحمد)

دائماً ما أتذكر حجم الغبن الذي يشعر به المواطن وجسّده قبل عدة سنوات الأستاذ عبدالله ناصر الفوزان في مقاله الذي نُشر بتاريخ 13 /1 /1431هـ بصحيفة الوطن تحت عنوان (سرقات ناعمة)، تحدّث فيه عن صدمة الأكاديمي القانوني، خريج جامعة هافرد، المفعم بالنشاط والحيوية والإخلاص، (أبو أحمد)

الاحد - 26 يناير 2014

Sun - 26 Jan 2014



دائماً ما أتذكر حجم الغبن الذي يشعر به المواطن وجسّده قبل عدة سنوات الأستاذ عبدالله ناصر الفوزان في مقاله الذي نُشر بتاريخ 13 /1 /1431هـ بصحيفة الوطن تحت عنوان (سرقات ناعمة)، تحدّث فيه عن صدمة الأكاديمي القانوني، خريج جامعة هافرد، المفعم بالنشاط والحيوية والإخلاص، (أبو أحمد)، الذي بنى نفسه بالدراسة من الابتدائية إلى الجامعة، وتغرّب ليكمل دراسته العليا، ويؤهل نفسه للقدرة على الكسب المادي والمعنوي، وظل لعشر سنوات يسكن في بيت مستأجر، ويوفر ثلث راتبه ليتمكن من شراء أرض مناسبة ليقيم عليها المسكن المناسب، وبالفعل وفّر خمسمائة ألف ريال، وهي بالكاد تكفي لشراء الأرض فقط، واحتفل هو وأسرته بإتمام الخطوة الأولى لإقامة مسكن العمر، ثم كيف انقلبت هذه الفرحة إلى صدمة عندما اكتشف أن الأرض التي اشتراها كانت جزءًا من أرض كبيرة مساحتها حوالي خمسين ألف متر مربع، كانت حكومية ومخصصة لتكون مرفقاً عاماً، مُنحت لشخص قام بتقسيمها لأراض سكنية، كانت أرضه التي اشتراها واحدة منها، وصدمته الشديدة كانت في استيلاء صاحب المنحة على جهده طيلة عشر سنوات في غمضة عين بدون أي جهد منه! هذه خلاصة مقال الأستاذ الفوزان، الذي ختمه بأن الأكاديمي أبو أحمد قرر أن لا يصمت، وأخذ قلمه وكتب عنوان محاضرته القادمة: سرقات ناعمة..وأتذكر دائماً كذلك كيف تبخرت أحلام المواطن في مكة المكرمة –وفي مدن أخرى- بسبب اشتعال أسعار الأراضي بفعل كثرة الهدميات ونزع الملكيات وضخ التعويضات في سوق العقار..ولا يمكن أن تتجاوز الذاكرة شعور الملك عبدالله وفقه الله باحتياجات المواطن وبالأخص في موضوع المساكن وأوامره المتتالية من أجل تحقيق حلم المسكن لكل مواطن بدءًا بتأسيس هيئة للإسكان ثم تحويلها إلى وزارة، والأمر ببناء خمسمائة ألف وحدة على مستوى المملكة، الذي مضى عليه عدة سنوات ولم يُنجز منها أي وحدة حتى الآن، وما هو جار تنفيذه فقط تسعة وخمسون ألفاً وتسعمائة وأربع وأربعون وحدة أي ما يزيد بقليل عن العشرة بالمائة، وليس من بينها أي وحدة في مدينة مكة التي تتعرض لهدميات غير مسبوقة

وهذه الإحصائية وفقاً لموقع وزارة الإسكان..وكيف أن أوامر الملك كانت بمثابة الأمل في مواجهة ما خلفته المنح المليونية وعمليات وضع اليد على ملايين الأمتار في داخل ومحيط المدن الرئيسية من ظلم فادح للمواطن وتعدٍ على حقوقه ووضعه تحت وطأة الضغوط المالية والنفسية..وأنها –وأعني الأوامر الملكية- هي السبيل لتحقيق حلم المسكن لكل مواطن..لكنني سأظل أتذكر وأذكّر وزارة الإسكان بمواطن مكة الذي لم يحظ منها حتى الآن بأي مشروع برغم تسليم أمانة العاصمة ملايين الأمتار المربعة لتنفيذ أمر الملك حفظه الله..وإصرارها على بيع فلل الإسكان بالمزاد العلني لتكون من نصيب الأثرياء والمضاربين وملاك العقار بدلاً من توزيعها على مستحقي قروض التنمية العقارية كما تم في المرحلة الأولى من نفس المشروع، برغم المطالبة بوقف المزاد والإلحاح عليها في المطالبة بتوزيعها للمساهمة في كبح جماح أسعار العقار..السؤال المطروح على مسؤولي وزارة الإسكان وقد حظوا بكل دعم مادي ومعنوي من قبل خادم الحرمين الشريفين: متى سوف يتحقق حلم المواطن في امتلاك مسكنه وسكنه؟