الزواج الجماعي

بات ارتفاع تكاليف مشاركة الشاب في حفلات الزفاف الجماعي يهدد الفكرة التي من أجلها انتشرت تلك الحفلات، وهي التوفير وتخفيض تكاليف الحفل على الشاب في مقتبل حياته

بات ارتفاع تكاليف مشاركة الشاب في حفلات الزفاف الجماعي يهدد الفكرة التي من أجلها انتشرت تلك الحفلات، وهي التوفير وتخفيض تكاليف الحفل على الشاب في مقتبل حياته

الثلاثاء - 05 أغسطس 2014

Tue - 05 Aug 2014



بات ارتفاع تكاليف مشاركة الشاب في حفلات الزفاف الجماعي يهدد الفكرة التي من أجلها انتشرت تلك الحفلات، وهي التوفير وتخفيض تكاليف الحفل على الشاب في مقتبل حياته.

وقد أنعش قصر مدة الإجازة السنوية أخيرا حفلات الزواج الجماعي بعد أن كادت تتلاشى في كثير من محافظات منطقة الباحة بعد تحولها عن مسارها الاقتصادي والاجتماعي، وأصبح ما ينفقه الشاب الواحد من المشاركين في الزواج الجماعي يعادل ما كان سينفقه على حفل زواجه لو أقامه بشكل فردي، حيث كانت تكلفة مشاركة الشاب في حفل الزواج الجماعي في السابق تتراوح بين 5 و 8 آلاف ريال كحد أقصى، إلا أنها وصلت الآن إلى 25 ألف ريال نتيجة إضافة المزيد من التكاليف الخاصة بالكماليات، في حين أن تنظيم الشاب حفل زفافه في إحدى الاستراحات بشكل منفرد لن يكلفه أكثر من ذلك المبلغ.

ويقول عبدالعزيز الزهراني: قبل سنوات اتفق عدد من القبائل بمنطقة الباحة على دعم الفتيات والشبان المقبلين على الزواج وتسهيل مجرياته من خلال تطبيق فكرة الزواج الجماعي من أجل التخفيف من الأعباء التي تصاحب حفلات الزواج خشية تورط الشباب في مأزق الديون والتكاليف الباهظة، واستمر الحال على ذلك عدة سنوات، إلا أن الأمر تغير في الفترة الأخيرة وأصبح الزواج الجماعي مكلفا بشكل أفقده أهم ميزاته.

وأضاف قائلا: كما لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار ظاهرة الطلاق المبكر بشكل كبير بين الشباب المشاركين في الزواجات الجماعية، حتى إنه في قرية واحدة تزوج 13 شابا في حفل زواج جماعي قبل 4 سنوات والآن بينهم 5 حالات طلاق، إضافة إلى بعض العادات والتقاليد التي باتت تهدد تلك الجهود وتدق ناقوس الخطر حول استمرارها.

ويؤكد صالح الغامدي أن تحديد الإجازة بوقت قصير جعل الكثيرين يشاركون في فكرة الزواج الجماعي مكرهين، على حد تعبيره، ويضيف: لم تعد هناك فترة كافية لإقامة مراسم الزواجات قبل رمضان وأصبح شهر شوال هو الوقت المناسب في ظل وجود الأهل والأقارب والأصدقاء من داخل وخارج المنطقة، إلا أن الفترة قصيرة جدا.

ويقول عبدالرحمن أحمد الغامدي إن ظاهرة الزواج الجماعي انتشرت في كثير من قرى منطقة الباحة، وهذه الظاهرة سليمة النهج، إيجابية الأثر، أوجدتها الظروف الاقتصادية وساهمت في تطورها فنشأت جمعيات متخصصة تعمل على التوفيق بين الشباب والفتيات الراغبين في الزواج، سواء كان ذلك في المدن أو في القرى، إضافة الى تأهيلهم ودعمهم ومساعدتهم ومساندتهم.

وكان الهدف الرئيسي من هذا المشروع هو تيـسير وتخفيف تكاليف الزواج على الكثيرين من أبنائنا، حرصا على أن يكون في ذلك نفع لهم ودفع مضرة الديون الواقعة على أكتافهم، إضافة إلى أنه يخفف على الأهل والأقارب تكرار السفر والتنقل من منطقة إلى أخرى لأداء الواجب، حيث تكثر الزواجات المتفرقة على مدار الصيف والمرهقة للجميع، وحرصا على عدم تعريض حياتهم للخطر بكثرة السفر على الطرق.

وغلب الشاب محمد الغامدي الجانب المعنوي على المادي في مشاركته في مشروع الزواج الجماعي، حيث قال إن التواجد الكبير من الأهل والأقارب والأصدقاء في الزفاف الجماعي يعطي له طعما خاصا على الرغم من أن التكاليف في الآونة الأخيرة أصبحت في تزايد بشكل كبير أخل بالهدف الرئيسي للفكرة والمشاركة فيها.

وأضاف أن اختلاف الأفكار والأساليب فيما سيقدم في حفل الزواج من كماليات وأساسيات يتسبب في ارتفاع معدلات إنفاق كل شاب من المشاركين وتجاوز مبلغ المشاركة ما كان يُريد توفيره من خلال زواجه مع مجموعة من أقرانه.

ويذكر خالد الغامدي أن الزواج الجماعي يختلف من حيث القبول الاجتماعي من منطقة وقبيلة لأخرى، فبعض القبائل قبلته وأضحت تفخر به وتتنافس في إقامته كل عام وتنظم له الحفلات وتقدم له الدعوات، وبعض المناطق رفضته.

وشدد على أن فكرة الزواج الجماعي فكرة رائعة وجميلة لتخفيف الأعباء المالية على المتزوجين، خصوصا أن الغلاء الحاد شمل كل شيء.