الصبر بالقرآن

بحثاً عما يصبره على الظلم وفقد الأهل، لجأ عثمان صاحب الـ28 ربيعاً إلى كتابة الآيات القرآنية على الألواح، في بانجي عاصمة أفريقيا الوسطى يتعرض هو وغيره من المسلمين هناك في حي الكيلومتر5 إلى حصار من قبل مليشيات الأنتي بالاكا منذ 7 أشهر، ولكن الإيمان هو الحل الذي قرر اعتناقه ليغمر قلبه ويصبره على الأذى

بحثاً عما يصبره على الظلم وفقد الأهل، لجأ عثمان صاحب الـ28 ربيعاً إلى كتابة الآيات القرآنية على الألواح، في بانجي عاصمة أفريقيا الوسطى يتعرض هو وغيره من المسلمين هناك في حي الكيلومتر5 إلى حصار من قبل مليشيات الأنتي بالاكا منذ 7 أشهر، ولكن الإيمان هو الحل الذي قرر اعتناقه ليغمر قلبه ويصبره على الأذى

الأربعاء - 30 يوليو 2014

Wed - 30 Jul 2014



بحثاً عما يصبره على الظلم وفقد الأهل، لجأ عثمان صاحب الـ28 ربيعاً إلى كتابة الآيات القرآنية على الألواح، في بانجي عاصمة أفريقيا الوسطى يتعرض هو وغيره من المسلمين هناك في حي الكيلومتر5 إلى حصار من قبل مليشيات الأنتي بالاكا منذ 7 أشهر، ولكن الإيمان هو الحل الذي قرر اعتناقه ليغمر قلبه ويصبره على الأذى.

هربت عائلة عثمان إلى تشاد مغادرة بانجي، وفي هذه الأيام يمضي «عثمان» أيامه في قراءة القرآن وخطّه على الألواح، في انتظار عودتهم.

يحكي عن تجربته فيقول «أكون في غمرة السعادة عند الانتهاء من كتابة لوحة من هذه الألواح».

يعيش اليوم على بضعة أكياس من الأرز مما يجود به «إخوانه من المسلمين» وهي «تكفي لسد رمقه» على حد تعبيره، بعد أن أضحى الغذاء الروحي مطلبه ومنتهى مبتغاه، ويعدّه طوق نجاة بعد أن فقد كل شيء، وهو الذي كان محاطا بأصدقائه وأسرته ويأكل مما تصنع يداه من رغيف في مخبز الحي، حتى فقد كل هذا.

ويكمل حديثه بقوله «أشعر بفرحة عارمة في كل مرة أستكمل فيها إحدى اللوحات.

لقد تعلمت فن الخط في سن الخامسة أثناء رحلتي مع والدي إلى تشاد» ويضيف عثمان في حسرة «وضْع الإسلام في أفريقيا الوسطى سيئ للغاية، لم يبق من المسلمين إلا عدد قليل منذ أن قرر المسيحيون (الأنتي بالاكا) محاربتنا، وهم يواصلون ذلك وليس في نيتهم تركنا في سلام».

«عثمان» كان شاهدا على اليوم الأول الذي انطلقت فيه المجازر ضد مسلمي أفريقيا الوسطى، يومها، في مطلع شهر ديسمبير، ارتكبت المليشيات مجزرة بحق 55 من المسلمين.

ويتذكر الشاب ما حصل بجميع التفاصيل المريعة ويقول إن ذهنه لم يتخلص بعد من صور الجثث التي انتشرت مقطعة الأوصال أمام مسجد «علي بابولو» في الحي.

«كل ما أرغب فيه أن أتمكن من مواصلة إقامة صلواتي الخمسة يوميا دون أي مشاكل، وأن تظل ألواحي ويظل قرآني بجانبي، ذلك ما يمنحني القوة والقدرة على المواصلة بعد أن فقدت كل شيء».

يعيش عثمان وحيدا في بيت والديه المكون من غرفة وحيدة، وعلى الرغم من وضعه الاقتصادي الصعب، يؤكد الرجل أنه مستعد للزواج للظفر بنصف دينه في غضون أشهر.