جبل هندي قلعة تفيض قداسة وتأسرها الروحانية

وثيقة هويته رتقت بسيرة أحد القادمين من بلاد الهند، الذي ظل ممتطيا قمته منذ أن تلاحمت قدماه بأرض مكة المكرمة، إثر نية مسبقة وتطلعات باقتحام أحيائها للاستقرار بها طوال فترة شهر الحج

وثيقة هويته رتقت بسيرة أحد القادمين من بلاد الهند، الذي ظل ممتطيا قمته منذ أن تلاحمت قدماه بأرض مكة المكرمة، إثر نية مسبقة وتطلعات باقتحام أحيائها للاستقرار بها طوال فترة شهر الحج

الثلاثاء - 22 يوليو 2014

Tue - 22 Jul 2014



وثيقة هويته رتقت بسيرة أحد القادمين من بلاد الهند، الذي ظل ممتطيا قمته منذ أن تلاحمت قدماه بأرض مكة المكرمة، إثر نية مسبقة وتطلعات باقتحام أحيائها للاستقرار بها طوال فترة شهر الحج.

«جبل هندي» هدف ومسقط عين الزائر الموسمي، الرجل الذي شاعت قصته وامتهن روايتها الأهالي والأبناء في الحي، إلا أن شهادة التاريخ تأتي مؤكدة على تسمية تلك المنطقة «بقيقعان» - بحسب أحد السكان-، وقد كان عمدة الحي آنذاك الشيخ عبدالله البصنوي، والذي أطلق عليه السكان «رجل الحارة»، الحكيم الكريم، كما أكد عدد منهم أنه يعد أفضل العمد على مستوى الأحياء المكية إلى جانب عمله إماما في المسجد الحرام لما يزيد عن أربعين عاما، رحمه الله..إرث تاريخي حافل بذاكرة طعمت بالأحداث ونفحات روحانية..تابع لحارة الشامية المدرجة ضمن قائمة حارات مكة القديمة، وهو أيضا طريق مستوية تطل على باحة متسعة تشمل عدة أحياء، كل منها يهدي الزائر أو الساكن بالقرب منها دلائل تسهل عبوره إلى المسجد الحرام القريب منها.

يقول محمد خشيفاتي من أبناء وسكان جبل هندي «ينقسم الجبل إلى جزأين علوي وسفلي، الجزء السفلي يأتي من جهة باب العمرة والشامية والشبيكة، فيما يبعد عن المسجد الحرام بحوالي كيلو متر، إضافة إلى وجود أشهر العوائل المكية، فالجزء الأول يضم منزل القطان وتجار الشاهي ومنزل الغزاوي وصقر والخشيفاتي، كما يسكن الحي أيضا عائلة القاضي والكتبي والجوهرجي المشهورين بتجار المصوغات والمجوهرات، ومنزل الخياط وغلام والمليباري وباشماخ والمحبوب وغيرهم الكثير.

مضيفا «جبل هندي» زاد من شهرته كونه المعلم الذي انطلقت على راحتيه أول إذاعة عرفت «بنداء الإسلام» وكانت حينها الإذاعة الأولى في مكة المكرمة.

أما الجزء العلوي من الجبل والذي يمتد من القلعة حتى جبل المدافع المشهور بإطلاق المدافع في شهر رمضان المبارك، فيقطن فيه عدد من العوائل المكية، أبرزها الزواوي وشطا والداغستاني وأبو النجا، وعائلة مرزا والدهلوي وأبو عرب.

ولا يكاد خشيفاتي ينهي سرده عن أيام مضت، حتى يشرع باقتناص قدر من روحانية الشهر الكريم ليكمل فيه حديثه عن تعاملات السكان الرمضانية، حيث التواصل اللامنقطع وانتصاب مركاز العمدة عبدالله بصنوي وبسطات الأكلات الرمضانية كالبليلة و»المنفوش» والبطاطس المقلية، وحتى أداء الصلوات في الحرم لقرب الجبل من باب العمرة وباب الزيادة، مضيفا: كانت برحات الجبل حافلة ومزدحمة بألعاب منها الأرجوحة وكرة القدم و»الفرفيرة» والسبع أحجار، وغيرها من الأجواء الرمضانية الجميلة.