الحصانة من الحضانة!!

مما تتميز به صحيفة (مكة) ـ ولا فخر ـ هو أن التقرير الصحفي لا يقل شكلًا ومضمونًا عن مقالة مميزة في صفحة الرأي! بل لقد اشتهرت الصحيفة بتقارير تفوقت على كثير من المقالات، وأثارت غيرة بعض الكتاب، وأبعضهم أنا؛ بلا أخخخخ بلا تأخيخ!!

ومن تلك التقارير: ما جاء في الصفحة الأولى ليوم (10/10/2016) بعنوان: (عهد الشفافية: 86% من ديون الحكومة محلية)! وللقارئ الذكي أن يسأل ويتساءل وينسئل: ماذا لو اختاروا عنوانًا آخر للخبر الذي وزعته (واس)، مثل: «المملكة هي الأقل مديونية في نادي العشرين»؟؟



ولقناة (mbc) أن تفخر أيضًا بأن (أخبار التاسعة) ليست نشرة تقليدية، تحشو وقت المشاهد بعناوين اختارتها بطريقة (حادي بادي)، وتحليلات رتيبة مملة، لو حذفت من كلام أصحابها (أأأ.. إي إيييي إييي.. ؤؤؤ) لما خرجت بشيء! ولولا تدخل (سهير القيسي) ـ الجميل طبعًا وقطعًا ـ بقولها: «وضحت الفكرة.. نشكرك أستاذ معيط»؛ لتدخل (مطوِّع القرية) بكبره، وطيَّر عينيه، وعقد حاجبيه كشعار وزارة (الصحة)، ولوّح بالخيزرانة قائلًا: خلص البرنامج وإنت أأأ.. إإإ.. ؤؤ.. ضف وجهك يالله!!

وقد اجتمعت شجاعة الرأي في (مكة)، بجمال (أخبار التاسعة) مع (حمود الفايز) في تحليل وعرض خبر بعنوان: (التعليم تحصن طلابها من الليبرالية والعلمانية)! جاء فيه على مسؤولية (ظافر الشعلان) برضو: «حددت وزارة التعليم ثلاثة تيارات تهدد الأمن الفكري للطلاب والطالبات، مبينة أن أبرزها تمثل في تيارات المذاهب الفكرية المعاصرة: التغريبية، الإلحادية، الليبرالية، والعلمانية، إذ طالبت إدارات المدارس بتحصين المجتمع المدرسي من أخطارها عبر مشروع (حصانة) للتوعية الفكرية»!!

ثم يسألون: من أين يأتي التصنيف في مجتمعنا؟



إنه ديدن تيار (بني صَحْيُون) منذ اختطف التعليم! ولا وجود لأسوده إلا بتكفير كل من تسوِّل له نفسه مخالفتهم، في أمور خلافية كالموسيقى، ورسم الأرواح!

وما زالوا يحاربون من يدعو للتفكير أو استخدام العقل، ويعقدون له محاكم (تفتيش) ضارية، ويقصونه بكل ما عرفوا به من فجور في الخصومة!

وأطزج محاكم (حصانة) كان ضحيتَها قبل أسابيع معلم يكتب في (مكة)، وكان أول سؤال هو: ماذا تقصد بقولك: «وعاد الفن إلى أبها»؟

أما الجديد في هذا الخبر المخجل؛ فهو أن معالي الوزير هو الذي وجه بتغيير مسمى (لجنة التوعية الإسلامية)، إلى (وحدة التوعية الفكرية حصانة)!! ليته خلاها على (طمام المرحوم)!!!!



[email protected]