50 ذراعا لنزاهة ترصد الفساد

 

 

الأربعاء - 17 ديسمبر 2014

Wed - 17 Dec 2014



شبه نائب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الدكتور عبدالله العبدالقادر، الفساد بمخلوق أسطوري ورد ذكره في الميثولوجيا اليونانية يعرف بـ»هايدرا» كلما قطعت له رأسا نبتت له ألف رأس، كما وصفه بالغول المخيف والقوي، لكنه شدد على أنه بالتعاون والعمل الصادق يمكن التخفيف من نسبته إن لم نقض عليه.

وقال العبدالقادر في ندوة عن الفساد استضافها منتدى الثلاثاء الثقافي في القطيف إن الفساد مفهوم مركب له أبعاد متعددة وتختلف تعريفاته باختلاف الزاوية التي ينظر إليه من خلالها، إذ يعد فسادا كل سلوك انتهك أيا من القواعد والضوابط التي يفرضها النظام، وكل سلوك يهدد المصلحة العامة بخيانتها وعدم الالتزام بها.

وقال نحن في الهيئة نحارب أنماطا عديدة من الفساد مثل الرشوة والمتاجرة بالنفوذ وإساءة استعمال السلطة والإثراء غير المشروع والتلاعب بالمال العام واختلاسه أو تبديده أو إساءة استعماله وغسل الأموال والجرائم المحاسبية والتزوير وتزييف العملة والغش التجاري.

وفسر سبب اختيار تسمية «نزاهة» للتعبير عن الهيئة، بأسلوب لم يخل من خفة دم حيث قال إن مسمى الهيئة الوطنية تسمية قريبة من «دجاج الوطنية» والمكافحة تذكر بمكافحة المخدرات، وأخيرا اتفقنا على اسم «نزاهة» ونعمل من خلال هذا الاسم على إشاعة مبدأ وروح النزاهة في الوطن بإيجابية، ونشر ثقافة مكافحة الفساد حتى في التعليم المدرسي وعلى أوسع نطاق.

وذكر نائب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد أنه تم تأسيس 50 ناديا للنزاهة والنشاطات الكشفية لرصد ومتابعة البلاغات حول الفساد في جميع المناطق، مشيرا إلى أن الهيئة تعمل حاليا لوضع مؤشر وطني للفساد يحدد المقاييس والشروط التي من خلالها يتم تصنيف حالات الفساد.

وأوضح العبدالقادر أن نزاهة تستقبل أي شكوى بخصوص الفساد، وكل أبوابها مفتوحة للجميع، كما تحافظ على سرية اسم المبلغ حتى لا يتعرض للانتقام، مشيرا إلى أن البلاغ يمر بعدة مراحل بعد تلقيه تبدأ بتحر دقيق عن صحته، والعمل على كشف التجاوزات والمخالفات، ومن ثم الإحالة على جهة التحقيق، والإعلان لاحقا عن المخالفة، وفي النهاية يمنح المُبلغ مكافأة.

وقال إن اللافت هو رفض كثير من المبلغين لهذه المكافأة لأنهم يعتبرون ما قاموا به عملا من أجل الوطن.

وأكد أن الدين الإسلامي هو الركيزة الأساسية التي تحكم استراتيجية مكافحة الفساد، وأن حماية النزاهة ومكافحة الفساد تتحقق بشكل أفضل بتعزيز التعاون بين الأجهزة المختصة بشكل مستمر.

ولفت إلى أن نزاهة تتولى متابعة تنفيذ استراتيجية مكافحة الفساد ورصد نتائجها وتقويمها ومراجعتها ووضع برامج عملها وآليات تطبيقها، وتنسيق جهود القطاعين العام والخاص في تخطيط ومراقبة برامج مكافحة الفساد وتقويمها، وتلقي التقارير والإحصاءات الدورية للأجهزة المختصة ودراستها وإعداد البيانات التحليلية في شأنها، مع المعلومات والإحصاءات وتصنيفها وتحديد أنواعها وتحليلها وتبادلها مع الجهات المختصة ذات العلاقة.

وأعرب عن أمله في أن يتحرى الإعلاميون الدقة في نقل أي شيء يخص «نزاهة» أو غيرها، في إشارة لما أشيع عن إنفاق الهيئة لعشرين ألف ريال لتغطية نفقات تقديم قهوة لضيوف ندوة عقدت بالرياض في اليوم الدولي لمكافحة الفساد، مؤكدا أن هذا القول عار تماما عن الصحة، حيث إن المكان الذي أقيمت فيه الندوة كان مجانا وتابعا للدولة، كما كلفت الضيافة مبلغا زهيدا مقارنة بالمبلغ المذكور، رغم كونها ندوة كبيرة وشهدت حضورا أجنبيا وافتتحها أمير الرياض.

وقال للأسف نسي الإعلام كل ما حدث خلال الندوة من نقاش وركز على القهوة.