أهزوجة السلام
الأربعاء - 26 أكتوبر 2016
Wed - 26 Oct 2016
بعد أن أطاحت ثورات الربيع العربي بحكام الخريف العربي، لم يجد من لم يستطيعوا المشاركة في الميادين إلا أن ينسجوا قولا أشبه بالأهزوجة، وهو ما جاء في طرفة سياسية متداولة أنه من غرائب السياسة أن يكون معمر ليبيا مدمرها، وأسد سوريا جبانها، وصالح اليمن مفسدها ... إلخ.
اليوم نحن نحتاج إلى أهزوجة شبيهة تحتوي على الأقل هذا الاستغراب الكبير، عن ماهية السلام الذي تنادي به الأمم المتحدة والتي ما إن تحط قواتها لحفظ السلام في أي بقعة من العالم حتى تدك أرجاؤها دكا. وكأنما بتدخلها تنثر قرارات تشرعن الحرب بدلا عن إشاعة السلام، وكل ذلك متبوع بعبث الأعضاء الخمسة الدائمين في استخدامهم لحق الفيتو، كما حدث أخيرا في الفيتو الروسي المدعوم مصريا بإبطال القرار الفرنسي في مجلس الأمن القاضي بوقف عمليات القصف على حلب.
ولأن يوم 24 أكتوبر اختارته الأمم المتحدة للاحتفال بالذكرى السنوية لبدء إنفاذ ميثاق الأمم المتحدة في عام 1945م، فإن هناك وقفة عند اتحاد هذه الأمم منذ سبعين عاما، والذي لم تستطع الوفاء بمقتضياته. فشعار «أمم متحدة قوية من أجل عالم أفضل» يتطلب الكثير من الجهود من قبل الأمم المتحدة ووكالاتها التي من المفترض أن تقوم بمجموعة كبيرة من الأعمال التي تمس جميع جوانب حياة الناس في أنحاء العالم.
قبل شهر واحد، وفي 21 سبتمبر من هذا العام قامت المنظمة الدولية بالاحتفال بيوم السلام العالمي والذي خصصته الجمعية العامة للأمم المتحدة لتعزيز المثل العليا للسلام في الأمم والشعوب وفيما بينها، والكون يرزح تحت خطوط الحروب، فمن توحش تنظيم داعش إلى الحرب في جنوب السودان، ومن بلدان ثورات الربيع العربي التي تحولت مطالبها بالحرية والعدالة والحكم الرشيد إلى وبال على الحرية نفسها، إلى أنين القرن الأفريقي في الصومال وإثيوبيا. تحولت حياة الناس بفضل ذلك إلى جحيم لا يطاق من اقتتال غير منقطع وغلاء وفقر وفوضى فاقت تلك التي صكها مايكل ليدن صاحب نظرية «التدمير البناء»، كونها جاءت نقيضة لفوضاه الخلاقة.
ومن لم تقتله بنادق داعش ورصاصات الأنظمة التي تحولت من أنظمة ديكتاتورية إلى أكثر وحشية، يلقى حتفه تحت مدرعات إسرائيل وغاراتها. ومن لم يعجل في أيامه ومن يسلم من كل ذلك يرحل بالسكتة القلبية من هول ما يرى من فظائع ويعايش من ظلم وواقع مر. من حقنا أن نتساءل أين هو السلام الذي تذهب كل دعائمه لتتضامن مع حالة اللاسلم العالمي.
تصر الأمم المتحدة على الاحتفال بهذا اليوم تحت شعار «حق الشعوب في السلم»، وهذه الأحقية لن تكون في مجرد شعارات تبسطها المنظمة العالمية المسؤولة عن الأمن والسلم العالميين، ولكنها إيمان وعقيدة ثم أسلوب حياة. ولأن الأمين العام للمنظمة الدولية يتمتع بالنفوذ وليس بالقوة فإنه فشل في خلق حالة سلام عالمي، فلم تستطع الأمم المتحدة أن تمنع اجتياح العراق في عام 2003م، وبالرغم من أن عدم موافقتها قد رفع من تكاليف وخسائر الولايات المتحدة وبريطانيا، ولكن خسارة العراق والوطن ومحيطه الإقليمي أفدح.
إذا نظرنا إلى السنوات الماضية نجد أنها من أسوأ الربعيات القرنية على مستوى التاريخ الحديث، منذ بدأ العالم يعي بأهمية السلم ومنذ تكوين الأمم المتحدة نفسها لحماية هذه المبادئ.
يرتبط السلام بأساس التنمية، فالاحتفال بيوم الأمم المتحدة وأيامها العديدة لا ينبغي أن يكون مجرد احتفاليات متواترة بينما العالم على ما هو عليه، وإنما بوضع خطة زمنية يتم العمل فيها على نشر التعليم والوعي والتثقيف بأهمية حقوق الإنسان، والاعتراف بالآخر والتعايش معه وبناء جسور التواصل بين الشعوب والثقافات، ولا يتحقق ذلك إلا إذا قام على الأركان الرئيسة المحددة وهي: إقرار حفظ وصنع السلام وليس تصنعه.
[email protected]
اليوم نحن نحتاج إلى أهزوجة شبيهة تحتوي على الأقل هذا الاستغراب الكبير، عن ماهية السلام الذي تنادي به الأمم المتحدة والتي ما إن تحط قواتها لحفظ السلام في أي بقعة من العالم حتى تدك أرجاؤها دكا. وكأنما بتدخلها تنثر قرارات تشرعن الحرب بدلا عن إشاعة السلام، وكل ذلك متبوع بعبث الأعضاء الخمسة الدائمين في استخدامهم لحق الفيتو، كما حدث أخيرا في الفيتو الروسي المدعوم مصريا بإبطال القرار الفرنسي في مجلس الأمن القاضي بوقف عمليات القصف على حلب.
ولأن يوم 24 أكتوبر اختارته الأمم المتحدة للاحتفال بالذكرى السنوية لبدء إنفاذ ميثاق الأمم المتحدة في عام 1945م، فإن هناك وقفة عند اتحاد هذه الأمم منذ سبعين عاما، والذي لم تستطع الوفاء بمقتضياته. فشعار «أمم متحدة قوية من أجل عالم أفضل» يتطلب الكثير من الجهود من قبل الأمم المتحدة ووكالاتها التي من المفترض أن تقوم بمجموعة كبيرة من الأعمال التي تمس جميع جوانب حياة الناس في أنحاء العالم.
قبل شهر واحد، وفي 21 سبتمبر من هذا العام قامت المنظمة الدولية بالاحتفال بيوم السلام العالمي والذي خصصته الجمعية العامة للأمم المتحدة لتعزيز المثل العليا للسلام في الأمم والشعوب وفيما بينها، والكون يرزح تحت خطوط الحروب، فمن توحش تنظيم داعش إلى الحرب في جنوب السودان، ومن بلدان ثورات الربيع العربي التي تحولت مطالبها بالحرية والعدالة والحكم الرشيد إلى وبال على الحرية نفسها، إلى أنين القرن الأفريقي في الصومال وإثيوبيا. تحولت حياة الناس بفضل ذلك إلى جحيم لا يطاق من اقتتال غير منقطع وغلاء وفقر وفوضى فاقت تلك التي صكها مايكل ليدن صاحب نظرية «التدمير البناء»، كونها جاءت نقيضة لفوضاه الخلاقة.
ومن لم تقتله بنادق داعش ورصاصات الأنظمة التي تحولت من أنظمة ديكتاتورية إلى أكثر وحشية، يلقى حتفه تحت مدرعات إسرائيل وغاراتها. ومن لم يعجل في أيامه ومن يسلم من كل ذلك يرحل بالسكتة القلبية من هول ما يرى من فظائع ويعايش من ظلم وواقع مر. من حقنا أن نتساءل أين هو السلام الذي تذهب كل دعائمه لتتضامن مع حالة اللاسلم العالمي.
تصر الأمم المتحدة على الاحتفال بهذا اليوم تحت شعار «حق الشعوب في السلم»، وهذه الأحقية لن تكون في مجرد شعارات تبسطها المنظمة العالمية المسؤولة عن الأمن والسلم العالميين، ولكنها إيمان وعقيدة ثم أسلوب حياة. ولأن الأمين العام للمنظمة الدولية يتمتع بالنفوذ وليس بالقوة فإنه فشل في خلق حالة سلام عالمي، فلم تستطع الأمم المتحدة أن تمنع اجتياح العراق في عام 2003م، وبالرغم من أن عدم موافقتها قد رفع من تكاليف وخسائر الولايات المتحدة وبريطانيا، ولكن خسارة العراق والوطن ومحيطه الإقليمي أفدح.
إذا نظرنا إلى السنوات الماضية نجد أنها من أسوأ الربعيات القرنية على مستوى التاريخ الحديث، منذ بدأ العالم يعي بأهمية السلم ومنذ تكوين الأمم المتحدة نفسها لحماية هذه المبادئ.
يرتبط السلام بأساس التنمية، فالاحتفال بيوم الأمم المتحدة وأيامها العديدة لا ينبغي أن يكون مجرد احتفاليات متواترة بينما العالم على ما هو عليه، وإنما بوضع خطة زمنية يتم العمل فيها على نشر التعليم والوعي والتثقيف بأهمية حقوق الإنسان، والاعتراف بالآخر والتعايش معه وبناء جسور التواصل بين الشعوب والثقافات، ولا يتحقق ذلك إلا إذا قام على الأركان الرئيسة المحددة وهي: إقرار حفظ وصنع السلام وليس تصنعه.
[email protected]