صعدة.. خنجر في خاصرة اليمن

تمر اليمن منذ عدة أشهر بظروف أمنية دقيقة تستهدف أمنها وسيادتها ووحدة أراضيها، إلا أن التحديات بلغت ذروتها خلال الأيام الماضية مع تصاعد المواجهات بين قبائل حاشد وحلفائهم من جهة وبين المتمردين الحوثيين في الشمال من جهة أخرى

تمر اليمن منذ عدة أشهر بظروف أمنية دقيقة تستهدف أمنها وسيادتها ووحدة أراضيها، إلا أن التحديات بلغت ذروتها خلال الأيام الماضية مع تصاعد المواجهات بين قبائل حاشد وحلفائهم من جهة وبين المتمردين الحوثيين في الشمال من جهة أخرى

الخميس - 23 يناير 2014

Thu - 23 Jan 2014



تمر اليمن منذ عدة أشهر بظروف أمنية دقيقة تستهدف أمنها وسيادتها ووحدة أراضيها، إلا أن التحديات بلغت ذروتها خلال الأيام الماضية مع تصاعد المواجهات بين قبائل حاشد وحلفائهم من جهة وبين المتمردين الحوثيين في الشمال من جهة أخرى

وينذر اتساع رقعة المعارك مؤخرا بانهيار الوضع الأمني في المنطقة ككل ومن ثم تمهيد الطريق أمام المتمردين لتعزيز سيطرتهم على الأرض استباقا لتحويل اليمن إلى بلد اتحادي متعدد الأقاليم وفقا لما تم التوافق عليه في الحوار الوطني

إن ما يجري في البلاد ليس مجرد مواجهات داخلية تخوضها الدولة ضد جماعة صغيرة متمردة في الشمال أو محتجين في الجنوب، وإنما هو عمل متكامل ظلت تقف وراءه أجهزة استخباراتية لدول بعينها تلاقت أهدافها لتوتير الوضع في المنطقة ككل

والسلطات اليمنية التي تحارب القاعدة بلا هوادة ستجد نفسها هذه المرة في مواجهة عدو جديد هو إيران التي تحاول العبث بالأمن اليمني من خلال دعمها للحوثيين

ويمثل دخول طهران مجددا كلاعب في معادلة الأحداث التي تشهدها صعدة منعطفا جديدا في مسار المواجهات بالمنطقة منذ انتهاء الحرب السادسة بين السلطات اليمنية والحوثيين

ويبدو أن طهران مصرة على التدخل في شؤون اليمن إذ سبق وأن صادرت السلطات اليمنية عدة مرات شحنات أسلحة مصدرها إيران كانت متجهة للمتمردين

ومن المؤكد أن صنعاء لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذا التدخل الخارجي في الشمال لأن الأمن في صعدة وحرف سفيان والجوف لا يتجزأ من أمن اليمن ككل

واقع الحال يقول إن المرحلة الحالية التي تمر بها اليمن تتطلب عملا متصلا للدفع بمخرجات الحوار الوطني إلى غاياته النهائية وتطبيقها على أرض الواقع بما يكفل تعزيز الوحدة، لأن الوطن يسع الجميع ويحتاج إلى جهود جميع أبنائه

كما تستوجب المرحلة من كافة الأحزاب والكيانات السياسية ومنظمات المجتمع المدني، الاصطفاف لمواجهة المخاطر المحدقة بالبلاد

كذلك المطلوب أيضا السعي بكل جدية لاستكمال بناء النظام الديمقراطي من خلال حشد الطاقات نحو تحقيق التنمية المتوازنة، وتوفير الموارد اللازمة لمعالجة المشاكل الناجمة عن الفقر والبطالة، خاصة في المحافظات الأقل نموا

وخلاصة القول أن الخروج من النفق وتجاوز الأزمة الأمنية وإفرازاتها الماثلة، مع الأخذ بعين الاعتبار تنامي حالة الاحتقان في محافظات الجنوب، يتطلب في الأساس وجود إرادة سياسية جادة تكون واعية بحقائق المشهد اليمني الكلي، مع تبني الحوار كوسيلة وحيدة لحل الخلافات مع المعارضة والنأي عن فتح جبهات جديدة