حق الفيتو في كرة القدم

أمريكا تفوز على غانا في كأس العالم، وأظن أنه في الوقت الذي كان فيه الفريق الشهير أشانتي كوتوكو الغاني يفوز ببطولات أفريقيا في الستينات كان الأمريكان يعتقدون أن لعبة كرة القدم هي أسطورة إغريقية. سوف تفوز أمريكا بكأس العالم عاجلا أم آجلا، والشطارة هي أن يؤجل هذا العالم هيمنة أمريكا المتوقعة على كأس العالم وعلى كرة القدم بشكل عام. المهم ألا يضع الأمريكان رؤوسهم على هذه اللعبة بسرعة، وأقصد ألا تصبح اللعبة الشعبية الأولى في الولايات المتحدة في غضون وقت قصير، فلو أصبحت كذلك، فعلى تاريخ البرازيل وألمانيا وإيطاليا والأرجنتين السلام. صدقوني لا أبالغ، فأنت تتحدث عن قارة لديها كل الإمكانات البشرية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية والانثروبولجية والتنوع العرقي (عشان ما تقولوا الشغلة جينات)، ولو تراجعت كرة السلة والفوتبول الأمريكي والبيسبول إلى المراكز الثانية في الشعبية خلف كرة القدم، فربما سيصبح مونديال كأس العالم كما الأولمبياد في كرة السلة، وفريق الأحلام الأمريكي في كرة القدم هو الفريق الذي تأتي لتتفرج عليه وعلى البقية شرف الاحتكاك.

أشغلوا أمريكا بنفسها وبألعابها وادعموا وشجعوا لعبة البيسبول والفتبول لكي يصدق الأمريكان أن ألعابهم متابعة في كل العالم، احفظوا أسماء فريق الفورتي ناينرز لأجل سلامة لعبتكم المحبوبة من الغزو الأمريكي والسيطرة على كل كأس. ادهنوا سير العم سام بالمديح والثناء لكرة البيسبول التي شاهدتموها مرة وهي تذهب نحو المدرجات وقولوا: ما أروع تلك الكرات وهي تطير نحو المدرج وكأنها الشهب في السماء (طبعا لا تجيبوا سيرة الرجوم والشياطين يروحوا يفهموا الموضوع غلط)! أيها الكرويون، ابذلوا ما في وسعكم لكي تستمتعوا بقرن آخر في كرة القدم تفوز فيه البلاد الفقيرة بكأس العالم كالبرازيل والأرجنتين ولا تسلموها للأثرياء بسهولة. أو لتسارع الفيفا إلى تأسيس أمم متحدة كروية ومجلس أمن كروي والتصويت فقط للخمسة أو الستة أعضاء الذين فازوا بكأس العالم. وكلما تقدم الأمريكان بفكرة لاستضافة أو لتطوير أو لترويج اللعبة، شغلوا حق الفيتو واستخدموا حقكم المشروع !