10 سنوات والطائف تنتظرابنها المفقود في العراق

في حارة من حارات الزمن المنسي في الشهداء الجنوبية بمدينة الطائف عاش كأي مراهق يلهو ويشاغب أقرانه ويسامرهم ويتقاسم معهم متعة الحياة البسيطة، فمن صخور الردف إلى ملاعب البلدية إلى مزغدية الحمام وغدير البنات، كان الفتى اليافع تركي المالكي في عقده الثاني يتنقل مع أصدقاء الحارة الطائفية الجميلة

في حارة من حارات الزمن المنسي في الشهداء الجنوبية بمدينة الطائف عاش كأي مراهق يلهو ويشاغب أقرانه ويسامرهم ويتقاسم معهم متعة الحياة البسيطة، فمن صخور الردف إلى ملاعب البلدية إلى مزغدية الحمام وغدير البنات، كان الفتى اليافع تركي المالكي في عقده الثاني يتنقل مع أصدقاء الحارة الطائفية الجميلة

الاحد - 15 يونيو 2014

Sun - 15 Jun 2014



في حارة من حارات الزمن المنسي في الشهداء الجنوبية بمدينة الطائف عاش كأي مراهق يلهو ويشاغب أقرانه ويسامرهم ويتقاسم معهم متعة الحياة البسيطة، فمن صخور الردف إلى ملاعب البلدية إلى مزغدية الحمام وغدير البنات، كان الفتى اليافع تركي المالكي في عقده الثاني يتنقل مع أصدقاء الحارة الطائفية الجميلة.

غادر تركي الطائف إلى الرياض للالتحاق بالعمل العسكري بعد أن أنهى دراسته المتوسطة؛ وقضى في عمله 11 سنة، وفجأة كانت نقطة التحول كما يروي لـ»مكة» في تفاصيل الحكاية المحزنة شقيقه الأصغر فايز المالكي وظروف الاختفاء بقوله «التحق شقيقي بالسلك الأمني الخاص برتبة جندي أول؛ ليكون خادما لوطنه معينا لوالده الستيني الذي أنهكته متاعب الحياة وأمراض العصر المزمنة، وخدم في هذا المجال لأكثر من عشر سنوات بالرياض، ثم تفاجأنا بمجيئه إلى الطائف وأخبر والديه بأنه فصل من وظيفته بطريقة نظامية، ويرغب في الذهاب إلى العراق للجهاد، كان هذا قبل أكثر من 10 سنوات تقريبا».

ويضيف المالكي أنهم حاولوا مع أشقائه ثنيه عن هذا دون جدوى، وأخبرهم أنه ورفاقه عازمون على الذهاب إلى العراق، ومن يومها انقطعت أخباره.

وأوضح أن أباه داهمته الجلطات حتى مات متأثرا بغياب تركي، وذلك بعد أربع سنوات، كما أن والدته لا تزال تعاني مشاكل صحية بسبب هذه الحادثة، مشيرا إلى أنه تواصل مع الجهات الأمنية المسؤولة التي بادرت بسحب عينات من دماء العائلة لإرسالها - بحسب قوله - إلى جهات متخصصة لمطابقتها مع عينات بعض القتلى الذين يلقون حتفهم في العراق، لكنها لم تتلق إلى الآن أي خبر أو تأكيد بوفاته.

واختتم المالكي حديثه، بأن العائلة خصوصا والدته تتمنى سماع أي خبر عن تركي سواء كان حيا أو ميتا، مؤملا في الجهات المسؤولة أن تسعى للبحث والمتابعة، حتى نقيم له عزاء إن تأكدت وفاته، أو نفرح بعودته إن كان حيا.

إبراهيم الزهراني أحد أصدقاء المفقود تحدث واصفا تركي بأنه فتى الحارة الطيب المتحمس الخجول، كان قوي البنية، في نظراته حدة ممزوجة بطيبة وابن الحارة الشهم، كان محبا لوطنه بشكل كبير، أخلاقه عاليه جدا، مضيفا أن مرحلة رائعة جمعته به مع باقي أفراد حارة المسند بحي الشهداء، واصفا شعوره بالحزن الشديد على فقده، وتمنى الزهراني في نهاية حديثه أن يتحاشى شباب الوطن اتباع الفتاوى المضللة ويحمون وطنهم فهو أولى بشهادتهم.