خمسة أمور يجب معرفتها حول تقدم داعش في العراق

لم يستغرق الأمر أكثر من أيام قليلة ليتمكن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من احتلال الموصل، إحدى أكبر المدن العراقية. في اليوم التالي توجه التنظيم نحو تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

لم يستغرق الأمر أكثر من أيام قليلة ليتمكن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من احتلال الموصل، إحدى أكبر المدن العراقية. في اليوم التالي توجه التنظيم نحو تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

الاحد - 15 يونيو 2014

Sun - 15 Jun 2014



لم يستغرق الأمر أكثر من أيام قليلة ليتمكن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من احتلال الموصل، إحدى أكبر المدن العراقية. في اليوم التالي توجه التنظيم نحو تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وفي يوم الأربعاء دخلت قافلة من 60 عربة تحمل وحدات من داعش إلى بيجي ليستولي التنظيم على أكبر مصفاة نفط في البلد. وفي جميع الحالات، ألقى أفراد القوى الأمنية العراقية أسلحتهم واختفوا، وبذلك تخلوا عمليا عن حوالي ثلث مساحة العراق لمنظمة مسلحة متطرفة لدرجة أن تنظيم القاعدة نفسه رفض الاعتراف بها. وفي نفس الوقت تعزز داعش سيطرتها على مساحة واسعة من شرق سوريا. وفيما يندفع المتشددون باتجاه بغداد، هناك خمسة أمور يجب معرفتها حول تقدم داعش:



1 - بالرغم من الـ25 مليار دولار التي أنفقتها الولايات المتحدة على تدريب وتسليح الجيش العراقي، فإنه غير قادر على خوض حرب. الفساد والخوف وانقسام الولاءات أضعف الجيش العراقي على مدى السنوات القليلة الماضية. حتى قبل هذه الهجمات الأخيرة، كان الجيش العراقي يخسر 300 جندي يوميا بسبب الفرار من الجيش والموت والإصابات، وذلك بحسب تحقيق حديث أجرته صحيفة نيويورك تايمز. ما إن وصل تنظيم داعش إلى المكان، تخلى الجنود عن أسلحتهم بالجملة، وهذا دليل على أن الضباط من الرتب المتوسطة إما أنهم كانوا يساندون تقدم المتشددين بسبب ارتباطات قبلية، أو أنهم تمت رشوتهم. المساعدات الأمريكية، استنادا إلى خبرة الولايات المتحدة في العراق، ربما ركزت أكثر من اللازم على مكافحة التمرد، حتى في الوقت الذي تطورت فيه داعش إلى قوة شبه نظامية قادرة على خوض حرب تقليدية. لكن الأمر

لا يتعلق فقط بفشل الجيش العراقي. استغل تنظيم داعش الغضب السني الواسع من الحكومة العراقية المركزية التي يسيطر عليها الشيعة. ومهارات التنظيم القتالية العالية، والتي اكتسبها من سنوات من قتال الأمريكيين في حرب العراق، ومؤخرا في سوريا، استقطبت التمويل والجهاديين من كافة أنحاء العالم.



2 - المواطنون الأتراك المختطفون في الموصل يواجهون مشكلة حقيقية. لا يبدو الوضع جيدا للمواطنين الأتراك الذين يبلغ عددهم 49 شخصا الذين اعتقلهم تنظيم داعش من القنصلية التركية في الموصل، أو الـ31 سائق شاحنة تركي الذين تم اختطافهم أيضا. المسؤولون الأتراك يتحدثون إلى المسلحين في الموصل حول إطلاق سراح مواطنيهم، لكن أجهزة الإعلام التركية تقول أيضا إن تنظيم داعش طالب بمبلغ 5 ملايين دولار فدية لسائقي الشاحنات. الاختطاف بهدف الفدية أحد مصادر الدخل الهامة بالنسبة لتنظيم داعش.



3 - داعش قد لا تكون جزءا من تنظيم القاعدة، لكنها مع ذلك تشكل خطرا على الولايات المتحدة. الانقسام بين داعش وتنظيم القاعدة يعود إلى فلسفة كل من التنظيمين. كلاهما يؤيدان إقامة خلافة إسلامية، لكن داعش تعتقد أن تحقيق هذا

لا يمكن أن يتم إلا باستخدام القوة، من خلال احتلال مناطق بالقوة العسكرية ومن ثم فرض الشريعة الإسلامية. قادة تنظيم القاعدة يفضلون إيجاد مجتمعات تفكر مثلهم أولا، من خلال استعراض القوة. وفي كلتا الحالتين، كلا التنظيمين يسعيان إلى التوسع، ويستخدمان المناطق التي خارج السيطرة لتدريب المتطوعين الأجانب الذين يمكن في النهاية أن يستخدموا هذه المهارات القتالية ضد أهداف غربية. ربما بدأ هذا يحدث بالفعل: في الشهر الماضي اعتقلت السلطات السعودية خلية تابعة لتنظيم داعش بتهمة التخطيط لتنفيذ هجمات ضد المملكة؛ كما يعتقد أن الرجل المتهم بقتل أربعة أشخاص أمام المتحف اليهودي في بروكسل كان قد قاتل في سوريا مع تنظيم داعش.



4 - داعش من غير المرجح أن تستولي على كل العراق. حتى لو كان التنظيم يمتلك ما يكفي من الرجال، لن يسمح لهم ذلك بالاحتفاظ بكل تلك المساحة من الأرض لفترة طويلة. وبعكس الجيش العراقي، تنظيم داعش لا يمتلك قوة جوية. لكنهم يمكن أن يحرضوا على حرب طائفية، مما يمهد للنجاح على المدى البعيد. ربما يكونون قد نجحوا في ذلك بالفعل. زعماء الشيعة ردوا على هجوم داعش على أهداف شيعية بدعوات لتشكيل ميليشيات دفاعية.



5 - هذا التركيز الجديد على العراق لا يعني أن الأزمة السورية انتهت. رؤية داعش لإقامة خلافة إسلامية على غرار بداية عصر الامبراطورية الإسلامية عابرة للحدود ولا تعترف بأي خطوط رسمها الاستعمار في الصحراء. في نفس الوقت الذي دخلت فيه وحدة من داعش إلى تكريت في العراق، كانت وحدة أخرى من التنظيم تحاصر دير الزور السورية الغنية بالنفط.