عبدالرزاق سعيد حسنين

الحج .. تفاؤل ممزوج بالحزم

مكيون
مكيون

السبت - 15 أكتوبر 2016

Sat - 15 Oct 2016

انتهى موسم حج 1437 بسلام، وشهد له الجميع بالنجاحات التي تضاف إلى منجزات الوطن المضياف وأهله، نجاحات بانت بشائرها على وجوه ضيوف الرحمن وصدحت بها ألسنتهم والقلوب، وتناقلت أخبارها جميع وسائل الإعلام المحلية والدولية وبكل اللغات.



ومما لا شك فيه - وإيمانا منا بأن لكل مجتهد نصيبا - أن خلف كل تلك الإنجازات والنجاحات التي تحققت بعد فضل الله تعالى، رجالات ونساء من جميع أطياف المملكة المترامية الأطراف، في منظومة تكاملت فيها جميع الجهات المعنية بالحج، المدنية منها والعسكرية.



ولنعد بالتاريخ لقرابة سبعة أشهر سبقت موسم الحج، ولنقلب الصفحات التي بلا شك سيسجلها لما تبذله المملكة بسخاء لا محدود بتوجيهات عليا من قائد هذا الوطن الكبير، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وحكومته الرشيدة، ذلك الإنفاق الذي تمثل في جهود كل الوزارات المعنية بشؤون الحج، بدءا بوزارة الداخلية وما سطرته من منجزات حفظت أمن الحجيج وسلامتهم من الأزمات والكوارث، وما الانتشار الملحوظ لرجالات الأمن والدفاع المدني وآلياته المدعومة بأسطول حديث للطائرات العمودية، التي انتشرت بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، إلا واحدة من تلك الجهود التي ساهمت في الحفاظ على سلامة الحجيج.



ولوزارة الخارجية جهود موفقة، لتسهيل إجراءات حصول الحجيج على التأشيرات عبر سفارات المملكة في جميع أنحاء المعمورة، ولوزارة الصحة جهود بارزة، ساهمت في نشر الوعي وسلامة الأبدان، وما قامت به من تحصينات وقائية عبر جميع منافذ الدولة لضمان سلامة الحج، مما تعانيه بعض الدول من الأوبئة الفتاكة، وبالانتشار الملحوظ للمراكز الصحية الملحقة بالمدن الطبية والمستشفيات، إضافة إلى فرق الهلال الأحمر السعودي التي انتشرت وغطت كل نقاط الحج ومساراته.



ولوزارة الدفاع ووزارة الحرس الوطني رجالات سطروا ملحمة البطولات في حماية حدود الوطن من كل حاقد وحسود، ولوزارة الحج والعمرة دور بارز في تلك النجاحات بالاستعدادات المبكرة، التي سبقت الموسم بإقامة الدورات وورش العمل المكثفة عبر معاهد متخصصة، والتي كان لمؤسسات أرباب الطوائف إقبال عليها ودور ملموس فيها، للارتقاء بثقافة القائمين على خدمة ضيوف الرحمن في جميع مناحي الحج، بدءا بالتفويج إلى الجمرات والطواف ثم النقل وإسكان مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، عبر المسار الالكتروني الذي يعد من الإنجازات التي ساهمت في المحافظة على حقوق الحجيج المادية والمعنوية، قبل وصولهم إلى المملكة وحتى مغادرتهم بسلامة الله، بما يذكرنا بالنافذة الالكترونية للحج، وما فرضته من تسعيرة محددة لكل فئات الحج، ومنها المخفض الذي شهد إقبالا شديدا لهذا الموسم، لمكافحة الغش والتدليس الذي تستخدمه بعض وكالات الحج الوهمية لحج الداخل والخارج.



ولأمانة العاصمة دور ملموس وجهود مشكورة، في رفع ما يخلفه ضيوف الرحمن من نفايات بأطنان تفوق الخيال، بل والتخلص منها بماكينة حديثة تحافظ على صحة البيئة، بعد أن كان يتم حرقها بالطرق البدائية المكشوفة، التي كانت تعكر الأجواء وتنشر الروائح الكريهة، وللجهات الأمنية والمرور دور مهم وجهود بارزة في إدارة الحشود ومركباتهم لتسهيل تنقلاتهم في دورة الحج، لا سيما وما تشهده منطقة مكة المكرمة من المشاريع المهولة، في توسعة الطرقات وإنشاء الأنفاق والجسور، ولشؤون الحرمين الشريفين دور مهول في تنظيم مسارات المصلين والطائفين بما يكفل سلامتهم بمشيئة الله.



وللحق أقول: إن كل تلك الجهود التي بذلت ابتغاء مرضاة الله، ثم لنؤكد للعالم أجمع بأننا بفضل الله جديرون بخدمة ضيوف الرحمن على الوجه المطلوب، وبالحزم الذي نقتدي به من قائد الوطن الملك سلمان بن عبدالعزيز، ثم ولي العهد، وزير الداخلية، رئيس اللجنة العليا للحج الأمير محمد بن نايف، ثم ولي ولي العهد، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، ومستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس اللجنة المركزية للحج خالد الفيصل، الذين تناقلت تصريحاتهم وأقوالهم التي تنادي بالحزم في كل شؤون الحج، وأن لا تهاون في أعمالنا والأمانة التي تشرفنا بها من الخالق سبحانه.



وأعود بالذاكرة للزيارة الميدانية التي جال فيها معالي وزير الحج والعمرة، الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن على كافة مؤسسات أرباب الطوائف، والتي كانت تحمل في طياتها رسائل بوضوح الشمس في وسط النهار، مجملها التفاؤل بموسم حج ناجح بمشيئة الله تعالى، ثم الحزم في جميع خطواتنا المرحلية، لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، والحرص على الاستفادة من كل التجهيزات التي تسخرها الدولة، حفظها الله، وبسخاء لا محدود، ليرتقي الحج إلى ما نصبو إليه جميعا، وبما لا يعكر صفو وسلامة الحجيج منذ وصولهم أرض الوطن وحتى مغادرتهم، بعد أن من الله عليهم بأداء نسكهم بيسر وسهولة.



وختاما نحمد الله القادر أن أتم الحج بأمن وسلام، لتسقط كل المكائد التي سعى لها الحاقدون على الإسلام وأهله.