تشاد محور التحركات السياسية في منطقة الساحل

البلد الذي وصفته موسوعة الأسماء في البلدان الأفريقية لصاحبها آرول كاتشيمن بأنه “القلب الميت لأفريقيا” بسبب عزلته ومناخه الصحراوي، قد يحمل اليوم عن جدارة وصف “القلب الحي” للديناميكية الجغرافية-السياسية الأفريقية، نظرا لخصائصه الجغرافية ومشاركته الإقليمية في الحرب ضد بوكو حرام، في تناسق مع الاستراتيجية الفرنسية في منطقة الساحل

البلد الذي وصفته موسوعة الأسماء في البلدان الأفريقية لصاحبها آرول كاتشيمن بأنه “القلب الميت لأفريقيا” بسبب عزلته ومناخه الصحراوي، قد يحمل اليوم عن جدارة وصف “القلب الحي” للديناميكية الجغرافية-السياسية الأفريقية، نظرا لخصائصه الجغرافية ومشاركته الإقليمية في الحرب ضد بوكو حرام، في تناسق مع الاستراتيجية الفرنسية في منطقة الساحل

الثلاثاء - 03 فبراير 2015

Tue - 03 Feb 2015



البلد الذي وصفته موسوعة الأسماء في البلدان الأفريقية لصاحبها آرول كاتشيمن بأنه “القلب الميت لأفريقيا” بسبب عزلته ومناخه الصحراوي، قد يحمل اليوم عن جدارة وصف “القلب الحي” للديناميكية الجغرافية-السياسية الأفريقية، نظرا لخصائصه الجغرافية ومشاركته الإقليمية في الحرب ضد بوكو حرام، في تناسق مع الاستراتيجية الفرنسية في منطقة الساحل.

وفيما يلي استعراض لأهمّ الخصائص التي جعلت من تشاد محور الديناميكية الجيوسياسية في المنطقة:



1 موقع استراتيجي في كل الأزمات وخصوصا في أزمة “بوكو حرام”: مثل الموقع الجغرافي لتشاد عاملا أساسيا في مشاركته النشيطة في الصراع ضد بوكو حرام، كما كان عنصرا محددا في تحرّكات تعلقت بأزمات على حدوده أفرزت تدافع اللاجئين على أبوابه. فتشاد يتقاسم حدوده الشمالية مع ليبيا، هذا البلد الذي خاض معه حربا لمدة 10 سنوات، وهذا من شأنه أيضا أن يجعل من تشاد نقطة انطلاق جيدة للجيش الفرنسي، في حال تدخله العسكري في الأراضي الليبية.

2 مشاركة إقليمية نشطة ومثيرة للجدل أحيانا: أطلقت القوات التشادية، في منتصف يناير الماضي، عملية عسكرية في منطقة أقصى شمالي الكاميرون، في خطوة برهنت من خلالها خروج الأزمة التي تسبّبت فيها المجموعة النيجيرية المسلّحة، من طابعها المحلّي، لتكتسي بعدا إقليميا.

وهذا توجّه ترجم بعدا آخر لدور تشاد في المنطقة، إضافة إلى دعم الجهود العسكرية الفرنسية في شمالي مالي والمشاركة العسكرية تحت مظلة الأمم المتحدة في هذا البلد.

3 سياسة متناسقة مع الاستراتيجية الفرنسية في منطقة الساحل: ويتجلّى ذلك من خلال رئاسة أركان عملية برخان الفرنسية (عملية عسكرية أطلقتها باريس، العام الماضي، ضد الجماعات المسلحة في منطقة الساحل وجنوب الصحراء الكبرى)، تتخذ من أهمّ قواعد باريس العسكرية في تشاد مقرّا لها، وتحتضن حوالي 50 % من القوات الفرنسية في المنطقة، أي نحو ألف و300 عسكري. جسّد تدخل تشاد ضد بوكو حرام الإرادة المعلنة لباريس للتعامل الحاسم مع المجموعة المسلحة.