الإجازة الصيفية فرصة لتطوير الذات يهدرها غياب التخطيط

مع اقتراب إجازة نهاية العام الدراسي تواجه أسر نحو 5 ملايين طالب وطالبة بالمملكة حيرة في إشغال أوقات فراغ أبنائها خلالها، وأغلب أولياء الأمور لا يملكون الخبرة في كيفية استفادة أبنائهم وبناتهم من تلك الفترة، وتطوير مهاراتهم بإلحاقهم بدورات رياضية أو علمية أو ثقافية تلبي طموحاتهم وتعود عليهم بالنفع خلال الإجازة.

ويقول الاختصاصي النفسي زهير الحكير: تعد الإجازة فرصة سانحة لكثير من الأسر لتطوير قدرات أبنائها وبناتها بشكل صحيح من خلال تنظيم الأنشطة والفعاليات التي تحقق رغباتهم وهوياتهم بما يعود عليهم بالفائدة، معتقدين أن السفر هو الأساس في قضاء الإجازة وهذا أمر خاطئ.

اختيار الأنسب

وأضاف الحكير «يجب على الأسر اختيار الطريقة الأنسب التي تتوافق مع ميول أبنائها، وعدم فرض شيء معين عليهم كيلا يدفعهم ذلك للنفور منه، والبحث عن بديل قد لا يكون بالضرورة مفيدا، مع ضرورة اهتمام الأسر بالوقت وإدارته بطريقة تضمن تحقيق كل الأهداف الموضوعة من سفر وتعلم مهارات جديدة وصلة الأرحام، وتطوير الذات، حيث إن أغلب الأسر لا تجيد ترتيب تلك الإجازات بشكل جيد لحماية أبنائها وبناتها من الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب والإجهاد الجسدي، مع التأكيد على أن التخطيط الجيد للإجازات يمنح جميع أفراد الأسرة الانسجام ويقلل من المشاكل والمصاعب.

البعد عن الضغوط

ويتفق المواطنان صفوان العمري، وفايز الثمالي على أن الإجازة فرصة جيدة لربط الأبناء بأقاربهم وزيادة أواصر الرحم، كما أنها مهمة لإبعادهم عن ضغوط الدراسة حتى يعودوا أكثر نشاطا وحماسا عند بدء الدراسة، مؤكدين أن بعض الآباء لا يستطيعون التوفيق بين إجازاتهم وإجازة أبنائهم للاستفادة منها في تنظيم رحلات، ويضطرون لقضاء الإجازة في المنازل.

ويقلل عايض السفياني من الفائدة التي يحصل عليها أبناؤه من الإجازة، حيث إن أبناءه يقضونها مع أصدقائهم بالسهر خارج المنزل أو أمام التلفاز والألعاب الالكترونية، ويرى أيضا أن ذلك أمر جيد بالنسبة إليه، حيث لا يتعرض لمزيد من التكاليف المادية عند طلبهم السفر للخارج أو غيره.

ارتباطات اجتماعية

ويعزو المرشد السياحي بالطائف أحمد الجعيد فشل بعض الأسر في التخطيط الجيد لإجازات المدارس لارتباطها بفترة الصيف وتزامنها مع الزواجات والمناسبات الخاصة التي يحرص كثير من الأسر على حضورها.

وأضاف «فئة قليلة هي التي تعتمد التنظيم وتحدد اختياراتها قبل بدء الإجازة بشهور لقضائها في السفر إلى الخارج أو حتى السياحة الداخلية».

تطوير المهارات

ويشير الجعيد إلى أن بعض الآباء يحرصون على استغلال الإجازة في تطوير مهارات أبنائهم من خلال إلحاقهم ببرامج ودورات تدريبية تنمي مهاراتهم وتضيف لهم مهارات أخرى، مؤكدا أن اختلاف المناطق والتنوع الجغرافي والسكاني للمملكة يؤثر في مدى انضباطية الأسرة وحرصها على إدارة الوقت والاستفادة من الإجازات بما يعود عليه بالنفع أولا ثم على المجتمع.

ظواهر سلبية

ويقول خبير التدريب والتطوير ماجد القرشي إن الوقت مهم في حياة كل فرد، وهو مورد لا يتجدد ولا يدخر، فكل يوم يمضي لا نستطيع تعويضه، كما أن إساءة استخدام الوقت تؤثر على علاقات الفرد بأسرته وبالمحيطين به، وتساعد على انتشار بعض العادات والظواهر السلبية والانحرافات خاصة بين الشباب، وأكد على ضرورة الاهتمام بتنظيم وإدارة وقت الفراغ في جميع مراحل حياتنا بصفة عامة وللأبناء بصفة خاصة، لأن التخطيط الجيد لاستغلاله يرفع من مستوى كفاءة الفرد ويجعله قادرا على مواجهة كثير من المشكلات الاجتماعية والنفسية، كما يمنحه الاسترخاء والراحة والتوفيق بين الالتزامات الأساسية للعمل والأسرة والمصالح الشخصية.

دورات تدريبية

ويختتم القرشي حديثه بالقول «أقترح على الجهات المعنية استغلال الإجازات بإقامة مخيمات صيفية تنظم دورات تدريبية وورش عمل مجانية للآباء وحثهم على حضورها بشرط أن تكون في جميع مناطق المملكة، مع وضع محفزات مغرية لتجذب جميع الفئات إليها، حيث إن غالبية اﻷسر السعودية بحاجة ماسة لحملات توعوية في إدارة الوقت واستغلال الإجازات فيما يعود على جميع أفرادها بالفائدة«.