الفقر والبطالة يدفعان شباب غزة للتسلل لإسرائيل

لا يكترث الفلسطيني شادي أبوظاهر وهو يجتاز السياج الحدودي الذي يفصل قطاع غزة عن إسرائيل لخيارات تبدو مرة وقد تؤول إلى نتائج كارثية، فكل ما يريده الشاب العشريني أن ينجح في التسلل، بعيدا عن الفقر والحصار، إلا أن أحلام أبوظاهر تبدّدت مع أول خطوة له بالقرب من أبراج المراقبة الإسرائيلية، إذ اعتقل من قبل قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة على الحدود

لا يكترث الفلسطيني شادي أبوظاهر وهو يجتاز السياج الحدودي الذي يفصل قطاع غزة عن إسرائيل لخيارات تبدو مرة وقد تؤول إلى نتائج كارثية، فكل ما يريده الشاب العشريني أن ينجح في التسلل، بعيدا عن الفقر والحصار، إلا أن أحلام أبوظاهر تبدّدت مع أول خطوة له بالقرب من أبراج المراقبة الإسرائيلية، إذ اعتقل من قبل قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة على الحدود

السبت - 27 ديسمبر 2014

Sat - 27 Dec 2014



لا يكترث الفلسطيني شادي أبوظاهر وهو يجتاز السياج الحدودي الذي يفصل قطاع غزة عن إسرائيل لخيارات تبدو مرة وقد تؤول إلى نتائج كارثية، فكل ما يريده الشاب العشريني أن ينجح في التسلل، بعيدا عن الفقر والحصار، إلا أن أحلام أبوظاهر تبدّدت مع أول خطوة له بالقرب من أبراج المراقبة الإسرائيلية، إذ اعتقل من قبل قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة على الحدود.

وأبوظاهر واحد من عشرات الشبان والفتيان الذين يلجؤون إلى التسلل صوب المستوطنات، على أمل البحث عن فرصة عمل في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة التي وصلت إلى حد غير مسبوق جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع للعام الثامن على التوالي.

ووفقا لمركز الميزان الفلسطيني لحقوق الإنسان في قطاع غزة، فإنّ عدد الفلسطينيين الذين اعتقلوا بزعم تسللهم ودخولهم مستوطنات غلاف غزة، منذ بداية الشهر الماضي، بلغ 22 شابا، ولا يكاد يمر أسبوع إلا وتعلن مصادر إسرائيلية عن محاولة شبان وفتيان اجتياز الحدود نحو إسرائيل، واعتقالهم.

ويقول سمير زقوت، منسق وحدة البحث الميداني في المركز إن أعداد حالات التسلل إلى إسرائيل تزداد يوما بعد آخر.

أحمد الترابين (22 عاما) أحد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب محاولته التسلل إلى داخل إسرائيل، وقامت بإطلاق سراحه بعد أسبوعين، يقول إن محاولته للتسلل فشلت، وانتهى به الأمر في إحدى غرف التحقيق الإسرائيلية، مضيفا أن «التحقيق كان موجها لي حول ما إذا كانت فصائل فلسطينية قد أرسلتني، وبعد تحقيقات مكثفة، توصلوا إلى قناعة بأن الظروف الاقتصادية الصعبة هي التي دفعتني إلى التسلل، ومغادرة القطاع».

ووفقا للترابين، فإنه لم يخشَ على مستقبله، وأن يتحول إلى مصاب أو معتقل، وربما قتيل فكل ما يريده، أن يعمل على تحسين ظروف أسرته الفقيرة.

ويعيش القطاع منذ أكثر من 7 أعوام حصارا خانقا، فيما رفعت الحرب الإسرائيلية الأخيرة من معدلات الفقر والبطالة وفق تأكيد اللجنة الشعبية لرفع الحصار عن غزة (البطالة 60%، والفقر 90%).

ونشرت صحيفة هآرتس العبرية في عددها الصادر الأربعاء الماضي أن عدد الفلسطينيين الذين يدخلون من قطاع غزة إلى إسرائيل بطرق غير شرعيّة وصل خلال 2014 إلى 170 ، بينهم 94 دخلوا إسرائيل منذ الحرب الأخيرة، ناقلة عن مصدر عسكري أن هدف تسلل الفلسطينيين حاليا يختلف عن الماضي، وأن من يتسلل الآن هم أناس معنيون بترك القطاع، ويصفهم الجيش بـ «اليائسين» بسبب الوضع الاقتصادي في القطاع ومشاكل الكهرباء والماء، أو بسبب فقدان الأمل بمستقبل أفضل.

وذكر ضابط إسرائيلي أن جميع من حاولوا اقتحام الشريط الحدودي اعتقلوا قربه، وأن الجيش لا يعتقد أن هناك من نجح في اختراق الشريط الحدودي تحت الرادار العسكري، أي من دون اعتقالهم.

وبحسب هآرتس فإنه من «النادر جدا أن يتبين بعد التحقيق أن اختراق شاب فلسطيني للحدود مرتبط بتنفيذ نشاط ضد إسرائيل».

من جانبه كشف الناطق باسم وزارة الداخلية في قطاع غزة إياد البزم أن وزارته قررت اتخاذ إجراءات للحد من ظاهرة تسلل الشبان إلى إسرائيل، واجتياز السياج الحدودي، مضيفا «هؤلاء الشبان يعرضون حياتهم لخطر الموت والابتزاز. ووفق الأرقام لدينا فإن أعمار المتسللين تتراوح من (14- 22) ، أي أن معظمهم قاصرون ومراهقون، يظنون أن الحياة في إسرائيل وبعد السياج الحدودي أفضل، ولا يعرفون أن الموت والإصابة والاعتقال الطويل في انتظارهم».



 




  • «سوء الظروف المعيشية والاقتصادية الذي يعاني منه قطاع غزة هو السبب في ارتفاع حالات التسلل إلى إسرائيل. وللأسف، هناك أعداد كبيرة، والعشرات من تلك الحالات هي لقاصرين، كل ما يرغبون فيه الهرب من الحصار والفقر، دون أن يدركوا الحجم الحقيقي لمأساة التسلل».



سمير زقوت - منسق وحدة البحث الميداني في مركز الميزان